"نعم، نعم خذي راحتكِ." قال وجهه ينير لدى ذهابي أخيرًا.

استدرت سريعًا، أسير إلى المخرج الذي أدى للباحة الأمامية. كانت مكتظة بحشدٍ كبير، ولمحت نيكولو يسير من رواقٍ فرعي، إلى مكان آخر. تبعته، وأدركت أن الطريق آل إلى حديقةٍ فارغة. منزل رينادا كان عملاقًا، ومناداته بالقصر كان بمثابة إهانةٍ له.

حين وجدت أن نيكولو يطول هاتفه من جيبه، اختبأت وراء شجيرةٍ ما.

"مرحبًا مسيو كلاوس."

صوته كان رسميًا، حازمًا—وإن كنت تعرفت على نيكولو في غضون الشهران الماضيين جيدًا؛ فهو لم يكُن سعيدًا حقًا. كنت أختلس النظر بينما يتبادل أطراف الحديث مع ذلك الشخص، ورغم أن هذا لم يكن هدفي الأول من تتبعه إلى هنا—إلا أنني بقيت. أتنصت.

"الاثنين القادم؟" قال بهدوء. "ماذا؟ لا، بالطبع. المنزل منزلك."

هل كان يدعوه للزيارة؟

كان ينظر للأرض، هاتفه مضغوطٌ ضد أذنه. يرتدي سترةً رصاصية اللون، وقميصًا أسودًا، شعره مهذب ولامع حتى في هذه البقعة الشبه مظلمة. "إنها بخير، سيدي."

خمنت أنه زميل عملٍ ما، لكنه حدثه باحترامٍ شديد. هل كان رئيسه؟

"أكيد. الوداع، مسيو كلاوس." وضع هاتفه في جيبه، وفي نفس اللحظة سحقت قدمي أوراق شجرٍ جافة من أسفلي، واستدرت أنزل على مؤخرتي مختبئةً منه. كم مرةً سيمسك بي أراقبه!!

كان المكان ساكنًا للحظات، واختلست نظرةً واحدة حيث كان واقفًا، لكنني لم أجده. نهضت قليلًا أحاول رؤيته جيدًا.

"هل تبحثين عن أحد؟" سقطت أرضًا أتفاجأ به خلفي.

"آه.. أنا—"

"لمَ تطاردينني؟" قال بجديةٍ، ولم أستطع عدا الشعور بالتوتر.

"لقد... أنا.. آخ تبًا،" صفعت رأسي. "أعتذر نيكولو، دومًا ما تمسك بي متلبسةً هكذا."

ابتسم لي، مُعلمًا إياي أنه يمزح فحسب، وذلك الضيق في أسفل معدتي عاد، أشعر برغبةٍ مفاجئة لأسحبه نحوي وأقبله بشغف، خصلاته المهذبة تلك—أبعثرها. وربما حملَت عيناي تلك النظرة، لأنني وجدت نيكولو يبادلني إياها.

نظرت للأسفل قبل أن أقوم بشيءٍ أندم عليه.

"أردت إخبارك بشيءٍ ما..." بدأت بهدوء.

تنحنح، يأخذ شهيقًا عميقًا. "تفضلي، رجاءً."

"أولًا.. أين راشيل؟" سألت، لم أهتم كثيرًا بمكانها، لكنني أردت ترتيب حديثي قبل الولوج إلى الموضوع الحقيقي.

"في المنزل، إنها مريضةٌ قليلًا." قال، وتذكرت حين رأيته في صيدلية البلدة المقابلة لمقهانا. لقد كان من أجلها إذن. لم أعلم لمَ تضايقت أنه اهتم بها. هو يعيش معها في النهاية، لكنني لازلت غير راضية...

الپيسين | La PiscineWhere stories live. Discover now