7-

1.4K 114 65
                                    

في صمت مطبق راقبت بيثونيديا من خارج شرفتها المفتوحة فاريول يقف أمام حشد كبير من الأسترونوماي، اليوم كان يوم التدريب وقد قام فاريول بعمل جيد جدا، فقد جمع أغلب الأسترونوماي، نعم لا يزال هناك العديد من الأفراد الذين رفضوا الأمر بحجة أنها ليست ملكتهم ولا يعلمون حتى من أين أتت. لكن بالنسبة لبيث هذه مجرد أعذار واهية لكي يبقو مختبئين وراء الظلال، طامعين في حياة الضعفاء غير راغبين في تغييرها، وهذا بحد ذاته ضعف.

هي لم تعتبر الضعف أبدًا عيب، فهو شعور يوجد داخل كل شخص، مهما كانت فصيلته أو رتبته، أو مدى قوته، لكنها تعتبره عيبا عند عدم محاولة القضاء على ذلك الضعف وجعله نقطة قوة.

إبتسمت راضية وهي تغلق باب شرفتها الأسود وتسدل ستائرها الطويلة ذات اللون الأبيض الشفاف، لتستدير نحو سريرها الفخم ذو الغطاء الأسود الحريري وترتمي فوقه، إحتاجت أن تبقى لوحدها، أن تضع رأسها على وسادتها وتفكر بصمت، بدون إزعاج أي أحد.

تنهت بخفة وهي تستدير نحو منضتها اليمنى التي بجانب سريرها، كانت سوداء كأي شيء في هذه الغرفة، فتحت درجها وهي تبصر صورة مقلوبة، متجاهلة كل من مذكرتها الموضوعة هناك وبعض الأقلام الغالية التي تحتفظ بهم.

إلتقطت بيد مترعشة الصورة وهي تتنفس بثقل، قلبتها وعيناها توقفت فوق الشابة الصهباء ذات الأعين الخضراء التي تلمع والإبتسامة الدافئة مظهرة أسنانها البيضاء، تعانق طفلة في عمر التاسعة كانت بعيدة الشبه عنها قليلا، فقط الشعر هو المماثل. كلتهاهما سعيدتان، كانت تتذكر ذلك اليوم، تتذكره بكل تفاصيله، لم تنساه ولن تفعل يوما. إنتابها إحساس بالفراغ، ثقيل جدا.

كانت هي أختها، التي لعبت دور كل من والدتها ووالدها، عائلتها التي لم تعرفها قط، كانت كل شيء، كانتا تكتفيان ببعضهما البعض. فقط لماذا هي؟ لما هي التي يجب عليها الرحيل؟ تمنت فقط للحظة لو أنها تستطيع أن تذرف الدموع وراء حزنها، لكنها لاتستطيع. هذا ما أصبحت عليه.

نفضت رأسها بقوة، ضعفك يتحول لنقطة قوة هذا مايجب أن تتذكريه بيث، ومع هذا نهضت وهي تمشي بخطوات ثقيلة فوق أرضية غرفتها المصنوعة من خشب الأجار، وقفت أمام مرآتها الطويلة السوداء والمخططة بخيوط ذهبية، تحدق في إنعكاسها، كانت لا تزال برداء حمامها الأسود، وشعرها الأحمر الرطب.

بنظرات جامدة سمعت صوت فيوتين ورائها " هانحن ذا، يوم مشرق جميل، فلننهض بهمة ونشاط"

وبعد هذا قلبت عينيها متجهة لغرفة الملابس"مشرق مؤخرتي"

أغلقت الباب ورائها، لتمر خمس ثواني ويخرج صوت صياحها
"تبا فيوتين، ليس في غرفة الملابس، أخرج"

the snake //الأفعىWhere stories live. Discover now