أما الآن، بعد أن أكملت ورديتي، عدت إلى متجر الانترنت العتيق، وهناك جلست أقرأ آخر ما وصلني على بريدي. دكتور كارتر سينكلير كان رجلًا لبقًا معي، عبر عن بهجته بحضوري، وكنت سعيدةً أنا كذلك. أبي وأمي كانا فخورين، وساعداني كي أرحل إلى باريس أنا الأخرى نهاية هذا الأسبوع.

ليلي كانت رفيقتي الوحيد، تأخذني لحانة البلدة من حينٍ إلى حين، أو إلى الشاطئ أو للجبال. وأصرت أن أكلمها كل يومٍ وأنا في باريس، وأن أخرج قليلًا لأروّح عن نفسي مع شابٍ في مثل عمري.

لربما كانت محقةً، لربما ليس عليّ الإنشغال بالسيد نيكولو. بعد كل شيء لقد كان في الثانية والثلاثون، أي تسعة أعوامٍ أكبر مني، ورجلٌ كما كررت لنفسي ألف مرة—مخطوب.

* * *

نهاية الأسبوع طلّت سريعًا، حماسي إلى باريس يزداد، وسعادتي لترك نورماندي لفترة أيضًا ازدادت.

توديعات أمي وأبي وآن كانت حارة، أما شقيقي نويل؛ فلا أعلم إن كان مدركًا لأنني لازلت حيةً من أصله. قطاري أقلع تلك الظهيرة، ووصلت إلى باريس برونقها في المغرب. السيد كارتر أصر أن يحجز لي في نفس الفندق الذي كان به، وأخبرني أنه أراد مقابلتي مساءً.

كانت ليلةً حافلةً بمقاييسٍ كثيرة، وما إن كنت بداخل غرفتي الفخمة، الباذخة—بدأت بالتجهيز. ارتديت فستانًا أصفرًا حريريًا، يصل إلى أخمص قدماي، ويكشف ذراعاي. حضرت شعري، وزينت وجهي، وتبرجت بسلسلةٍ من الألماس، وهكذا كنت في طريقي إلى الحانة التي كانت في أعلى طابقٍ في الفندق.

دكتور كارتر سينكلير، في مخيلتي كان رجلًا طاعنًا في السن، مهذبٌ وأنيقٌ في بذلاته الإيطالية. إلا أنه كان رجلًا يانِعًا، يرتدي قميصًا صيفيًا بأزرار، وسروالٌ أسود.

تعرف عليّ من قبل أن أتعرف عليه، يشير لي قبل أن يُجلسني معه على طاولته.

"هذه الآنسة ماتيلدا، مقدمة بحث الأورام الذي شاركته معكم من فترة." هكذا قدمني دكتور كارتر.

من جلسوا على الطاولة معه شرعوا في مدح بحثي، وكنت أجلس هناك أبتسم وأجاوب كل سؤالٍ امتلكوه. هؤلاء القوم كانوا أطباءً بأسماءٍ معروفة، وصدمت من العروض التي قدمت لي منهم.

"لا زلت أدرس." قلت، إعجابهم ازداد، وابتسامة دكتور كارتر توسعت بفخر، كأنه يعرفني منذ زمن.

كان حديث هؤلاء الرجال المثقفون ممتعًا، مفيدًا ووجدت أن ساعة منتصف الليل دقت بدون أن أشعر، والكل بدأ يغادر. بقينا أنا والسيد كارتر معًا، مع تواجد عدة أفراد حول المكان، ولأول مرةٍ هذه الليلة تحدثنا مباشرةً لبعض.

"آنسة ماتيلدا آمل أن هذا ليس مفاجئًا لكِ، لقد شاركت بحثكِ مع الكثير كما ترين." قال بهدوء، جسده مستندٌ على كرسيه بارتخاء.

الپيسين | La Piscineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن