الجزء الثالث : بداية الحرب

1.4K 44 0
                                    

بعد خروجه من القصر اتجه ادم مباشرة نحو محبوبته، ليزف لها الخبر و يقوم بخطبها و الزواج منها فقد كانت رغبته اقوى من العرش و من عالم الجن.
وجدها في حديقة بجانب منزلها، جميلة كعادتها في حجابها الاسود تشاهد اخاها الاصغر يلعب بالكرة مع اقرانه تشجعه تارة و تتفقد هاتفها تارة اخرى حتى رفعت رأسها لتراه امامها شامخا متأملا فيها بدون حتى كلمة، احمرت حواء من الخجل و قامت بدعوته للجلوس امامها.
-" هناك شيء يزعجني منذ فترة يا حواء و اريد ان اقوم بازاحته من صدري ان سمحتي لي طبعا".
اومأت بالقبول و اتسعت عيناها اشارة للفضول.
-" لا اعلم كيف اقول هذا لكن لطالما شعرت بالانجذاب اليك و تلك الهالة الملائكية التي تحيط حولك لغز بالنسبة لي".
-" ما سر كل هذا الاطراء العجيب منك يا ادم قل لي ماذا تريد".
-" انا احبك يا حواء و اريد ان اتزوج بك".
ابتسمت حواء ابتسامة طفيفة كأنها كانت تتنتظر منه هذا الاعتراف.
-" حتى و ان قلت نعم الان فانت تعلم جيدا ان الامور لا تجري هكذا يا ادم عليك ان تأتي و تتحدث مع والدي".
مرتبكا لا يعلم ماذا يفعل فهو غريب تماما على هذه الاشياء امسك فمه و لم ينطق بكلمة جلس هناك كالابله، و حواء تنظر اليه باستغراب فقد كانت نبرته منذ قليل تشير الى التأكد و الصرامة.
-" لا بأس ان كنت لست متأكدا تماما من ما قلته الان فنحن نعرف بعضنا منذ سبعة اشهر فقط اذ تريد وقتا لتفكير خذ ما تريد" و همت بالانصراف من امامه.
في تلك اللحظة بدون تفكير نهض من مكانه و امسكها من يدها و لاول مرة انتبهت حواء لدرجة حرارة جسمه المرتفعة لكنها سرعان ما تجاهلتها عندما نطق ادم بكلمات رفعت من نبض قلبها.
-" لا احتاج للتفكير مرتين في هذا الموضوع فقط قولي لي ما افعل و سافعله بكل سرور".
عادت حواء الى الجلوس و بدأت تشرح له الخطوات التي يجب ان يقوم بها و كيف يتقدم لخطبتها و كيف يتزوجا.
ما هي الى شهور قليلا حتى تزوج ادم بحواء و اصبح لهما منزل صغير و كانت حياتهما جميلة و هادئة مملوءة بالمرح حتى نسى ادم طبيعته الشيطانية منغمسا في حياة البشر و السعادة الى كادت ان تندثر من حياته، كان كل شيء مناسبا حتى صبيحة يوم من الايام استيقظت حواء بدوار و احساس بالغثيان و بعض القيام ببعض التحاليل البسيطة تبين ان حواء حامل هنا احس ادم بالخوف ليس من الجنين بل من العفاريت الاخرى لانه يعلم ان طفله هذا قد يكون اقوى من في الجنسين و ان العفاريت قد يبحثون عنه و يقومون باختطافه ، حاول ادم ان يخفي الخبر و قال لحواء ان تكتمه حتى الولادة و منعها من الخروج من المنزل و انه سوف يوفر لها كل ما تحتاج طيلة الاشهر 9 القادمة لم تتفهم حواء طلبه هذا حتى انه منعها من ان تزف الخبر لوالديها الامر الذي اغضبها هنا استعمل ادم بعض من حيله الشيطانية و قال:
-" يا عزيزتي استمعي الي انا اريد ان تكون المفاجأة اكبر و احلى والدتك الان قد بلغت من الكبر ما يمنعها من مساعدتك و انت تعلمين انها مريضة و انا اكثر من قادر على الاهتمام بك فلماذا اذا لا نفاجئهم بحفيدهم مباشرة".
هنا طاب قلب حواء للفكرة و قبلت ان تترك كل شيء سرا حتى يحين موعد الولادة.
في القصر الكبير الموجود في اعماق البحر الاطلسي ارتاح داشيم لمنصبه الجديد و اعجب بالتاج فوق رأسه و الكل يحاول ان يرضيه لكن غروره لم ينتهي هنا فلطالما اراد ان يقتل الشيطان لكي يحظى بالعرش و ليس ان يعطى اليه هكذا، في نفس الوقت كل العفاريت و الجنيين يرون ان الشيطان قد خاف من بطش داشيم و هرب منه بالتالي صنع داشيم الخوف من وهم فقط يمكن ان يزول بمجرد عودة الشيطان الى قصره، متى يعود؟ السؤال المسيطر على عقله قد ارسل الكثير من العفاريت للتجسس عليه كل التقارير التي تصله تفيد بانه سعيد مع زوجته هل يتركه في حاله؟ ام يغامر بخسارة عرشه لكي يثبت انه الاقوى؟ الكثير من الخطط في رأسه لكي يقوم بقتله هل يقوم بالتحرك بل سوف يشاهد من بعيد حتى يحين الوقت المناسب.
بينما هو في تفكيره العميق يقاطعه احد العفاريت الذي فتح باب القاعة بقوة يركض نحو العرش صارخا:
-" يا حضرة الملك يا حضرة الملك هناك خبر يجب ان تسمعه".
نهض داشيم على عجالة من عرشه و تعابير وجهه كلها تفيد بانه فضولي
-" زوجة الشيطان سيدي انها حامل بطفله".
عم الصمت ارجاء القاعة و الانظار كلها متوجهة نحو داشيم فلا احد يعلم ما سيفعل هذا الطفل و كيف سيقلب الموازين.
سادت معالم الهدوء على وجه داشيم بعد مدة و عاد الى الجلوس على عرشه و قال:
-" اجلبوا لي ذلك الصبي حتى لو اضطررتم الى اختطاف امه اقتلوا اي احد يعترض طريقكم و استعملوا السحر و كل انواع الشعوذة التي تعرفونها اقرعوا طبول الحرب و احضروا لي ذلك الهجين".

نجل الشيطانWhere stories live. Discover now