لماذا تبتسم

6 4 0
                                    

قاطعت روز هذا الصراع الموسيقي بدقها على الباب الزجاجي قائلة : لوكاس ، ألم تعد تستقبل الزبائن ام ماذا " بنبرة مضحكة ، ليتفاجئ لوكاس بالصوت الغريب الآتي من باب متجره ، وضع آلته في مضجعها و هم في اتجاههم ، بابتسامته الساحرة كالعادة ، لكن يبدو ان الييزا ، لم تعرف ان الصدف الجميلة قد تأتي اليها في مثل هذه الأحيان ، فابتسامة الشاب المدعو بلوكاس لم يكن سحرها مختلفا عن ما كانت في القطار .،.
"سيدتي ، انت زبونة جديدة ، ا لي بطلبك "
قال لوكاس بنبرة هادئة ، لتلمع عيني إليزا و تتمتم في صوت يكاد يسمع مناولة له حقيبة آلتها المكسورة "ان مقبضه مكسور ، اصلحه من فضلك " توردت وجنتاها لوهلة ، لتحس باشتعال الحرارة فيهما ، لتنخصها روز فتوقضها من سهوها، فصفعت اليزا وجنتيها صفعة خفيفة ، لينفجر عليها الاثنين ضحكا ، بما انها كانت تفطن نفسها و تستوعب ما الذي تقوم به .
اومأ لوكاس برأسه ، ليخرج كمان اليزا من حقيبته الصغيرة و يتفصحه بإعجاب و انبهار ليتمتم بهدوئ "انه فخم للغاية ، اصلي الصنع ايضا ، هل هو صنع خاص ياا انسة........."
" اليزا ، اسمي اليزا ، في الحقيقة كانت هدية بمناسبة عيد ميلادي ١٨ من صنع النجار الموهوب والدي "
ردت اليزا على سؤاله بلهفة ، لا طالما افتخرت بصناعات والدها سيد جورج ، لهذا نفت روز فكرة اقتناء واحد جديد ، فكمانها رافقها ل ٣ سنوات منذ بدايات حلمها .
دخل لوكاس المستودع، ليخرج.كرسيا خشبيا صغيرا و يضعه بالقرب من الييزا .
ليشير لها بأن تجلس عليه ، لتومأ برأسها و تفعل ذلك  بروية  . ربتت روز على كتفها قائلة : انتظريني هنا ساحضر بعض الاغراض من البقال المجاور "
حركت اليزا رأسها موافقة . لتغادر روز المتجر بهدوء .
و يعم صمت خانق ،  و تقتحمها كلمات لوكس لافظة : لقد التقينا مرة اخرى ، لكن لم اكن اظنك تقربين روز "
احنت اليزا عينيها خجلا منه لتومأ بأجل . فإيليزا منذ نعومة اظافرها لم تتعرف على شاب او رجل ابدا ، حتى المدرسة التي قصدتها كانت مدرسة خاصة بالبنات ، لهذا رجحت ان يكون الشعور الذي يعتريها ، مجرد شعور بالغرابة .
هم لوكاس في اصلاح كمان اليزا  ، للتعجب الاخيرة  من مرونة تحركات اصابعه على الالة الخشبية ، يلامسها كأنها فن لا تستطيع ان تجرحه باعتبارك غير قادر على مجاراته ابدا ، ليكمل لوكاس : أنت عازفة كمان بالفعل ، كان ظني في محله انسة اليزا ، لكن ما ااذي جعلك تأتين الى فيينا . يوجد مصلحو الات  في قريتك ايضا "
ضحكت اليزا بصوت هادئ ، لتتوهج وجنتيها من جديد ، و ترد عليه : جئت لابحث عن حلمي ، في هذه ، المدينة ، الامر ليس مقتصرا عن اصلاح آلة الكمان  "
ليضحك لوكاس هو الاخر و يجول في ذهنه ، يا لها من فتاة خجولة .
و بالفعل ، اليزا فتاة خجولة جدا لا سيما كانت هذه اطول محادثة قد تقوم بها مع رجل غير اباها .
و وجدته شابا نقي الروح ، على ما تحسبه .
لكن ساور اليزا شعور سيء لوهلة ، كانت ابتسامة لوكاس تزعجها كثيرا ، كأنه يتعمد رسمها على و جهه . او كأنها مصطنعة بمعنى الكلمة .
" لا تجبر نفسك على الابتسام "
توقفت اصابع لوكاس عن رقصتها السريعة ، و لينظر في عيني اليزا ببطئ ، لا يعلم ما الكلمات التي هيجته للتو ، لتعيدها اليزا مرة اخرى .
" لا تجبر نفسك على الابتسام ، هذا صعب لماذا تجبر نفسك على ذلك "
قطب لوكاس حاجبيه و توارت على ملامحه تعابير خائفة .
"في الحقيقة ..."

ترنيمة الوداعWhere stories live. Discover now