*لم يتغير شيء*

Start from the beginning
                                    

لمْ يجد ما يردّ به فدائماً بهاء ما يخفي الكثير خلف هدوئه و إن تحدث فالأمر أصبح معقداً جداً لكن الحقيقة باتت واضحة : ضياء لسيتَ مختلفًا عن الآخرين بل أنا ..

حتى شخص كبهاء يملك أوقات ليفقد الثقة بنفسه بعد سنتين من العناد و الإصرار على رأيه غير مكترث بكلام أحد عنه، حان وقت أن يفهم نفسه حقاً

ضياء يعرف هذا لكنه ليس الوقت المناسب ليشرح أما بهاء أخذت كل الأفكار السلبية تجتاح عقله، ذكرياته، مخاوفه، اختلط كل شيء ببعض : لمَ لا افهم من حولي؟ لمَ لا اشعر مثلكم؟ ضياء اجبني أرجوك

أصبحت ملامحه باردةً للحظات في حين الأخر يتحدث عن جواب ، فواصل بهاء كلماته تائهاً بمكان ما ليتوقف سيلان دموعه : فقدت لؤي و لا أملك أحداً رغم أن عائلتي موجودة .. أنا الغريب و ليس العالم صحيح .. قل هذا وحسب

لم يجد جواباً ليغير كلامه فقط اجتاح بعض الألم قلبه أراد ان ينهض ليضمه كما اعتاد أن يفعل ليهدأ لكن ذلك الظلام عازم على أخذه

اختفى بريق الحياة من عيونه الزرقاء ، كأنه لا يرى أمامه : أجبني لمَ تحاول تقبل الأمر فقط و أنا هكذا؟ .. لماذا؟!

ضياء قد اكتفى من كلامه، انتابته رعشة هزت جسده كليا فالألم أخذ يسري بأجزاء جسمه ~العجز~ كان أكثر ما يكرهه فقال بصوت مرتجف : بهاء .. انا هنا معك حتى لو كنت أي شيء .. كل ما حدث اليوم لي لأني لمْ أجدك .. كنتُ خائفاً جداً عليك اسمعني

رفع يده لصدر ليشعر الآخر بنبضه : سيكون السبب الوحيد بهاء صدقني لا شيء آخر

لحظات ليعود للواقع تحت تلك النبضات التي تكاد تنعدم، صُعِق تماماً فضياء خائف بسببه بل كل ما حدث معه بسببه

نفس ضياء قد ساء ليقول : أريدك .. أن تبقَ .. معي

أخيرا تدارك الوضع لينزل ويضم أخاه : أنت بخير؟ أخبرني ضياء .. اسف .. اهدأ أنا .. أنا لا أريدك أن تسقط مجددا

أحاطه بذراعيه محاولا تجميع صوته وهو يتنفس بصعوبة : لا تبتعد .. لا تعد هناك

_اسف .. كان كل شيء مخيفا ربما لم يتغير شيء .. أنا لا افهم ما يحدث

قالها باكيا وهو يشد ضياء له أي أنه عاد للهروب عنده، أخذ ضياء وقتًا ليعود تنفسه لطبيعته ويختفي ارتجافه ليحاول طمأنته ومازال بين ذراعيه : لا يمكنني أن أجيبك الان لكن أتعرف .. نحن في بداية بهاء أنا لن أتخلى عنك .. لا تخف أخبرتك أني سأكون بجانبك ويمكنك ان تأتي عندي دائما
_لكن الجميع ..

لعب بشعره ممزاحًا لكنه جاد بوقت واحد : اسمح لي بقتلهم حتى لو عدت هنا لن يؤذيك أحد

أصبح يفهم معنى كلماته ومع ذلك مازالت تريحه ليبتسم

ابتعد ضياء بعدما شعر بهدوئه ليمسح دموعه محدقا بعينيه ففي النهايه يعرف بهاء جيدا فلا يحتاج رأي أحد فابتسم ليجيبه : لأكن صريحا أنت مختلف عن الاخرين وهذا الاختلاف يعجبني لا احد مثلك .. بهاء أروع شخص قد عرفته

لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟Where stories live. Discover now