الفصل الثامن 🦋

4K 117 18
                                    

تسمرت مكانها من المفاجأة؛ فلم تتوقع أن تراه بعد كل هذه المدة، لتقول بدهشة:
= إنتَ!

عقد حاجبيه بتعجب وهو يتساءل:
= آه أنا، مالك؟ انصدمتِ كدا ليه؟ ولا كإنك شوفتِ عفريت.

ذمت لين شفتيها بتذمر وهي ترمقه من أعلى لأسفل قبل أن تقول بسخرية:
= لا، ده العفريت نفسه يخاف منك.

رمقها بنظرات غاضبة قبل أن يزيحها من أمامه وهو يخطو إلى الداخل بعد أن قال بضيق:
= طيب، وسعي كدا وإنتِ عاملة قلق، يا طنط وفاء.

أتت وفاء من الداخل سريعًا على صوته، وسرعان ما اتسعت ابتسامتها وهي تتجه نحوه لتستقبله بيدها التي التفّت حوله؛ معانقة إياه باشتياق وهي تقول بابتسامة حنونة:
= حمد لله على سلامتك يا حبيبي، وحشتني أوي.

بادلها العناق وهو يبتسم بحب قائلًا:
= الله يسلمك يا قلبي، وإنتِ كمان وحشاني أوي يا طنط.

ابتعدت عنه وفاء وهي تتسائل بتعجب:
= إلا قولي، باباك أخباره إيه؟ ومجاش معاك ليه؟

أجابها بابتسامة ودودة:
= كويس وبيسلم عليكِ، بس هو مش فاضي حاليًّا علشان كدا قُلتله أسافر بدالك، والمرة الجاية ييجي معايا.

عاودت وفاء الابتسام وهي تقول بهدوء:
= ماشي، هستناه المرة الجاية.

ثم التفتت إلى لين التي ما زالت تقف بجانب الباب وهي ممسكة بمقبضه تتابعهم بعقدة حاجب وعيون شبه مغلقة، لتحدثها بتعجب:
= إيه يا لين؟ واقفة عندك ليه؟ ما تيجي تسلمي على ابن عمك.

أغلقت لين الباب قبل أن تتقدم نحوهم وهي تستمع إليه يقول بمرح:
= لأ، هي مبتسلمش على عفاريت.

أيدته لين وهي تقول بداخلها:
= كويس إنك عارف نفسك.

بينما شهقت وفاء بتفاجؤ قبل أن تقول بضيق:
= أعوذ بالله، عفاريت إيه بس؟ الشر برا وبعيد.

تحدثت لين محبطة محاولة  في الحديث وهي تقول بضيق:
= لا إنتَ أبشع من العفاريت.

نظر إليها بغضب، بينما ضحكت وفاء بخفة وهي تقول بيأس:
= إنتم مش هتبطلوا أبدًا، على العموم ارتاح إنتَ دلوقتي يا حبيبي، وأنا هعملك غدا ملوكي.

ابتسم بحب وهو يمسك بيدها ليرفعها إلى شفتيه؛ مقبلًا إياها قبل أن يقول:
= ربنا يخليكِ ليّ يا قلبي.

أجابته وفاء بابتسامة:
= ويخليك يا روحي، يلا يا لين خُديه؛ علشان يرتاح في أوضته.

أومأت لها لين بضيق، فذهبت وفاء عائدة إلى المطبخ، تاركة إياهما بمفردهما، لتتساءل لين بنفاذ صبر:
= هتترزع في أنهي أوضة؟

رفع حاجبيه بدهشة قبل أن يقول بضيق:
= أعوذ بالله، بقى في حد يقول لضيف عنده تترزع!

ابتسمت لين بإصفرار قبل أن تقول بتهكم:
= ما إنتَ بقيت صاحب بيت بقى.

ألــوان الــحــب ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن