_15_

369 34 4
                                    


- 15 -

قالت صوفيا:

- غرفتكَ جاهزة!

وقفت جنبي تنظر من النافذة إلى الحديقة التي ظهرت كئيبة و جرداء في هذا الوقت، بالأشجار نصف العارية التي كانت تتمايل مع الريح. قالت صوفيا:

- تبدو مُقفرة!

و بينما كنا ننظر هناك إذ خرج من خلال سياج الحديقة شخصٌ يتبعه آخر. كان الاثنان يبدوان سبحين في الضوء الخافت. و كانت بريندا ليونايدز هي الشخص الأول.

كانت بريندا تتلفع بمعطف رمادي صوفيّ، و كانت تتحرك خلسة كالقطة، فقط انسلت تحت ستر الشفق برشاقة غريبة. و رأيت وجهها عندما مرت أمام النافذة، كانت شبه مبتسمة تلك الابتسامة الخادعة التي لاحظتها في الطابق العلوي. قم، بعد ذلك بضع دقائق، أطل لورانس براون نحيفاً مذعوراً يتسلل خلال الشفق أيضاً.

لم يكونا مثل اثنين يتمشيان أو شخصين خرجا للتنزه معاً، كان هناك شيء مريب و غامض في حركتهما. هل كان الغصن المقصوف قد انقصف تحت قدم بريندا أو لورانس؟ و بربط منطقي للأفكار قلت:

- أين جوزفين؟



- ربما في قاعة الدرس مع يوستيس...

و قطبت جبينها و قالت:

- إني قلقة على يوستيس يا تشارلز!

- لماذا؟

- إنه غريب الأطوار متقلب المزاج، و قد تغيرت حاله منذ ذلك الشلل الفاجع، لا أستطيع أن أعرف تماماً ماذا يدور في ذهنه؟ يبدو أحياناً أنه يكرهنا جميعاً.

- سيكبر و تتغير حاله... إنها مجرد مرحلة عابرة.

- أظن ذلك لكنني قلقة جداً يا تشارلز.

- لماذا يا حبيبتي؟

- لأن أمي و أبي لا يقلقان أبداً، إنهما ليسا كأس أم و أب آخرين.

- ربما كان هذا أفضل؛ لأن أكثر الأطفال يعانون من تدخّل الوالدين.

- أجل، أنا لم أفكر في هذا حتى رجعتُ من الخارج، لكنهما في الحقيقة زوجان غريبان: والدي يعيش في عالم تاريخي غامض مجهول، و والدتي تعيش وقتاً ممتعاً في خلق المشاهد، و ما تلك السخافة التي شاهدتَها هذا المساء من غير حاجة و لا ضرورة إلا من اختلاق والدتي. إنما أرادت أن تمثل مشهداً لاحتماعٍ عائلي سري؛ إنها تشعر بالملل هنا فتحاول أن تصنع تمثيلية!

البيت المائل _ اغاثا كرستي_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن