25 |الذكاء الكمي (4)|

758 147 78
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

.
.
.
.
.
.

مر اليوم التالي بصعوبةٍ على الشاب في عمله، بدأ يومه برسالةٍ من عبير تخبره أنها لن تأتي وأن عليه أن يغطي عنها، كان مرتاحاً بمعرفة أنه قد وضعها في أيدٍ أمينة، في الحقيقة كان مرتاحاً أكثر بكثير طالما أن علاقة هاتين الفتاتين لا يمكن أن تتخرب مهما حصل، ولكن عبير لم تكن من النوع الذي يتهرب من العمل، هذا جعله يعرف أن الأمور سيئةٌ حقاً.

اتصل بأمير في نهاية عمله واتجه له ليتحدثا عما حصل في اليوم الفائت، كان حريصاً جداً ألا يقول الأمور السرية التي شاركتها معه، في نهاية اللقاء طلب منه أن يدله على مكانٍ يصلح فيه هاتفها، انتهى اليوم بدون أي شيءٍ مفيد.. فقط وضع الهاتف في أحد الشركات وعاد للمنزل لينعزل لوحده على أرجوحةٍ في حديقة المنزل يراقب الأزهار التي بدأت تتفتح بنظرةٍ شاردة ليسمع صوت ميرنا تناديه، رفع نظره إليها لتبتسم وتتابع "هل أنتَ بخير سيد جواد؟"

"أجل.. هل يمكنكِ أن تعدي لي القهوة؟"

"هل الآنسة ريفال بخير؟"

"لا أعلم في الحقيقة.. ستأتي لزيارتنا في الأيام القادمة."

"لم؟" قالت باستغراب وهي تميل رأسها ناحيته ليتنهد ويقول "إن لم تكن بخير فعلى الأغلب سنجلس ونتحدث، أما إن كانت بحالةٍ جيدة فأريد أن أريها المنزل."

"وبعد؟" سألت بتشكيك لينظر لها ضاحكاً ويرد بصوتٍ متلاعب جعلها تفهم قصده تماماً "وبعد؟ ربما يأتي يومٌ وتنتقل للعيش هنا."

"أعلم أنكَ أكبر مني بسنواتٍ سيد جواد، ولكني أشعر أني أنظر إلى ابني الذي نضج وسيتزوج."

"توقفي ميرنا.. أحضري القهوة!" قالها ضاحكاً وهو يبعد وجهه عنها لتضحك بدورها وترد "سأتوقف.. ولكن صدقني فإن ما قلتَه هو أفضل شيءٍ سمعتُه بحياتي، سيختلف كل شيء في هذا المنزل بعد وفاة الآنسة هازل."

"أريدها أن توافق علي أولاً.."

"لم سترفض؟"

"لأنها عرفتني كثيراً في الفترة الأخيرة، عرفت أني أحياناً أصبح مزعجاً وأحياناً أخرى أكون أنانياً، هي تعرف كل صفاتي السيئة الآن، لذا سآخذ ترددها بصدرٍ رحبٍ أيضاً.."

"ستكون الأمور بخير.. سأحضر لكَ القهوة!"

قالتها وغادرت ليطلق زفيراً طويلاً، رفع نظره للسماء بحثاً عن النجوم ولكنه لم يجدها هناك مما دفعه ليخفض عينيه بإحباط، كان يشعر بتشتتٍ شديد منذ الليلة الفائتة، حين رآها بحالتها السيئة رغب بكل ما به أن يستطيع الوقوف معها ولكنه لم يستطع، رامان أخبره أن عليه ألا يخاف من مشاعره ولا يكبتها بل يحاول أن يحتضنها ويفهمها، في رحلتهم فهم نفسه أخيراً واحتضن أحاسيسه أخيراً.. الجميع كان يراقب الشروق ولكنه راقب ضحكتها، الجميع كان ينظر للسماء وهو كان ينظر لها، شعر بالراحة تتسلل لنفسه حين ضحكت، وفي اليوم الفائت كان يشعر بقلبه يضرب قفصه الصدري بقوة فقط لمجرد التفكير أنها بحالةٍ سيئة، الدماء كانت تغلي بعروقه حين رأى آنجلو يؤذيها وللمرة الأولى يفكر بقتل شخصٍ ما بشكلٍ جديٍ هكذا.

Distorted | مشوهWhere stories live. Discover now