الفصل الثامن عشر

25.4K 1K 395
                                    


لا تعرف أن منذ سقوطها بين أحضانه هامسة بأسمه اقسم علي عدم تركها قبل أن تصبح زوجته بين أحضانه برضا منها لا دون إرادة واعترافه بحبه كان توثيق يؤكد صدق رغبته بها  وأن اعتراضها أو موافقتها لن يغير من تلك الحقيقة ، غفت آيات من شدة الضغط النفسي الذي تعرضت له خلال هذا الاسبوع المنصرم ، لتستيقظ في الصباح بضيق عند اختراق أشعة الشمس جفونها لتهتف بغيظ وحنق ..
" علياء اقفلي الستارة واخرجي برا "

ولكنها كانت تتحدث مع نفسها فلم تستمع لردة فعل تدل علي وجود شخص في الغرفة ليجيب عليها لتحاول أن تتبين هوية من يقف في منتصف الغرفة يحجب بعض أشعة الشمس بجسده الضخم رفرفت بجفونها للحظات قبل أن تتسع مقلتيها ببعض الدهشة لتهمس بأرتجاف
"طائف .. ! "
لا لا ليست مستعدة للمواجهة في تلك اللحظة بتأكيد أن عقلها الباطن يسخر منها فهو ليس حقيقة لتغمض عينيها بقوة منتظرة لجزء من الثانية قبل أن تفتح جفونها ببطء لتجد أنه لم يختفي وأن ما تحياه الآن هي حقيقة واقعية يجب أن تتعامل معاها ، ضاقت عينيها بحنق عندما لاحظت تلك الابتسامة العابثة ونظراته المتسلية كانت كفيلة لتعرف أنها أصبحت كتاب ذو صفحات شديدة الوضوح وسهلة القراءة فهي تجزم أنه يعلم بماذا تفكر وهذا يثير غيظها ، قطع صوت طائف ذلك الصمت المخيم علي الغرفة قائلا ..
" بلاش تظهري سعادتك بالطريقة المبالغ بيها دي لأني بحس بغرور لأن عندي زوجة زيك ! "

تلوت شفتيها بسخرية ممتعضة لتجيب قائلة
" فعلا من كتر السعادة حاسة بشرايين قلبي هتنفجر ، ممكن أفهم بتعمل اي هنا في الوقت دا كنت بايت قدام باب المستشفي يعني وبعدين عندي ملاحظة بس .."
لترفع ظهر يدها أمام وجهة مبتسمة ببرود لتتابع قائلة ..
" شايف أيدي فاضية إزاي دا معناه إني حره نفسي ومافيش حاجة تربطني بيك لا من قريب ولا من بعيد حتي ؛ ودلوقتي اتفضل الباب علي أيدك اليمين"

شعرت بالخوف للحظة فور تشنج فكه لتعلم أنه يمارس ضبط نفس يفوق قدرته علي التحمل ويمكن أن يبطش بها في لحظة انفعال لهذا قررت أن لا تتفوه بكلمه إضافية بعد هذه الإهانة المطولة التي ألقتها في وجهه تراجعت في الفراش بضع سنتيمترات فور تحركه واقترابه منها ليجيب عليها بنبرة تحذيرية عنيفة
" الموضوع مسئلة وقت يا آيات وساعتها هتعرفي أن طولة لسانك في الوقت دا كانت أكبر غلطة تدافعي بيها عن نفسك لأن سبحان اللي مصبرني علي غباءك في اللحظة دي !! "
نظراته التي تحاصرها كانت كفيلة لتشرح لها صدق كلماته ولا تعلم ما تلك الثقة البحتة التي يتحدث بها ولكن أن كانت تشعر بالخوف منذ قليل فهي الآن تكاد تصاب بسكتة قلبية من مجرد التخيل أن تكون زوجتة تحت سقف بيت واحد معه تتوقع أن يقتلها أو يقوم بتعذيبها بسبب تلك الاهانات والرفض المستمر له .. لتجد نفسها تهز رأسها برفض لتلك الأفكار قائلة ..
"لا لا مستحيل يحصل كدا "
أبتسم طائف بقسوة مجيبا عليها ..
" خلال أربعة وعشرين ساعة هتكوني مكتوبة علي اسمي وساعتها هخليكِ تسحبي كل كلمة قولتيها في حقي وغباءك اللي عملتيه طول الأسبوع و وعد مني ... يا بنت الرفاعي لأندمك علي تصرفاتك المتخلفة دي ! "

بنات المخابرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن