sat, May 23

35 2 5
                                    

النوراني


من ذاق طعم هذا الكوكب في أيامه الأخيرة , في مرحلة الصبا يبدو الجميع متشابهين , كل الأحزان متشابهة

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

من ذاق طعم هذا الكوكب في أيامه الأخيرة , في مرحلة الصبا يبدو الجميع متشابهين , كل الأحزان متشابهة .. وكل النغمات متشابهة ولا أحد يرقص طربا , سيل من الأحلام والذكريات القديمة تجري داخل الدماغ , كل شيء معتق يستمر كما هو كمدينة قديمة تحتفظ بتفاصيلها مدى الحياة ..

أنظر إلى السماء .. ماذا ترى ؟ حدق من بعيد إلى هذه الرياح الغريبة , الكل سعيد يظنه المطر ... خيمت على المدينة غمامة سوداء وأمطرت وخرّ مطرها في الأرض .. لو أدركت جيدا سترى أنه ليس مطرا , مع كل قطرة نزل شيطان إلى الأرض وسكن فيها وتغيرت كل الصور .

كانت الحكاية أن أتخطى توسلاتي .. وكل خطايا الفضاء , لقد جبلت من جديد أن أعيش في هذا الوجود , لن يصدق أحد أن الحكاية ليست كما يعرفونها , ليست كما سمعوها منذ نعومة أظافرهم .. لقد تخطيت سلسلة الكاذبين تلك , بكل قوة تخطيتها لأن قانون الأرض العظيم هو الكذب , الجميع يظن بلحظة أنه مختلف , لكن ليس الجميع ظنهم صحيح .. ربما هو نتاج مصنع العالم ذاك الذي جعل تلك الكائنات البشرية بحاجة للتمرد .. أن تستفيق من حلم لتدخل في آخر .. حتى لا يفهم أحد ذلك التعقيد , وحتى ييأسوا من محاولة الفهم .. وبالنهاية يتخلون عنها .. 

أنا أتكلم عن تلك الكائنات البشرية التي لا تستطيع مقاومة وجود أنثى من جنسهم بالقرب , فكيف ستقاوم كل ذلك الفساد .. كان لدي كتاب يتكلم عن الكائنات البشرية , ومن شدة انبهاري بها أغرمت بها وتمنيت رؤيتها , جلست وحدي أحدق بأحد اقماري , فكلنا ندّعي أن الأقمار ملك لنا وربما أحدنا هو حقا يمتلك كل تلك الأقمار التي تسطع في سمائنا والبقية يعيشون في ذلك الوهم .. وقد خذلنا كثيرا بسبب أوهامنا , وجميعنا نعرف ما نفعله بالبشر .. شعرت بحرقة بصدري لا أدري لم , انطلقت أسير في غابة المثلثات برفقة "سيرن" وهو من كائناتنا الأليفة , كنت غاضب ولدي رغبة بمساعدة البشر واخبارهم بما نفعله بهم .. جلست أنا و "سيرن" داخل "دوربو" وهو ما تسمونه "الكهف" , وآخر ما أذكره أنني نمت ..
ثم فجأة استفقت لأجد نفسي محاط بدماء حمراء وسوائل غريبة وجسمي أصبح صغير للغاية وهناك حبل مربوط بي من سرتي ويذهب داخل تلك الدماء .. أمضيت فترة طويلة لا أدر كم داخل ذلك المكان .. كل ما أفكر به هو كيف أصبحت هنا ؟ ..  ثم امتطيت ذلك الجسد وأشعر بالشلل بينما أشخاص يحدقون بي ويبتسمون , ظنوني طفلا , ظنوني ذلك الجسد !! لست تلك الكومة من اللحم والعظم التي تشكل ذلك الكائن البشري , أنا في الداخل !! .. كان الزمن وقتها "تان تنون مالا حدر" وهو ما يساوي بتأريخكم 32,560 , كان عمري حينها "كال تم هايبر" ويساوي بحسابكم 20836 سنة , كان التاريخ بحسابكم 21.1.1991 , حينها ظنت تلك الكائنة البشرية أنها أمي وظن ذلك الكائن البشري أنه أبي .

○●○Where stories live. Discover now