ستتزوجين ببائع السمك

Start from the beginning
                                    

لم تنزعج صفاء ولم تبدأ في العويل ككلب صغير كعادتها ٬بل ابتسمت بغرور ثم اجابت والدتها بسؤال اخر

_هل انهيت كلامك؟

هزت مريم راسها بالإيجاب ، فهي لن تضيف حرفا اخرا بعد اليوم فلو كانت ابنتها جدارا لكانت فهمت الدرس ٬ حينها استدارت صفاء ناحية المرآة وصارت تقوم بتعديل شعرها الطويل ، بعد ذلك اضافت بثقة

_انا اعلم بأنه لا يوجد لا خاطب ولا غيره ومع ذلك اليوم بإذن الله سيحصل ما كنت تدعين به طوال حياتك !

_ان شاء الله

رفعت مريم يديها الى السماء ٬ راجية من الله ان يحقق لها امنيتها الوحيدة ، حينها رفعت صفاء يدها ولوحت لوالدتها ثم انسحبت من المكان بمجرد أن استقلت سيارتها ، وانطلقت متوغلة وسط الطرق تذكرت نبيل وهو يقف في أحد محلات الخواتم وطبعا ٬كان ذلك كي يبتاع لها خاتما وكي يطلب يدها بطريقة رومنسية كما التي كانت في خيالها تماما .


الحادي عشر بتوقيت الخيبات الجامعة .

دلفت صفاء قسم الترجمة ، تحت انظار الطلبة اللذين لطالما اعجبوا بأستاذة الترجمة فطريقتها في الشرح والتعامل كانت أكثر من جيدة٬ صحيح انها كانت حازمة وجدية ٬ ولكنها أيضا كانت متفهمة وتساعد جميع من يطرق بابها .

كانت أصوات الزغاريد تملئ المكان وكأن قسم الترجمة ٬قد تحول الى صالة حفلات ، وبالرغم من ان برتوكول الجامعة كان يمنع الاحتفالات بالتخرج إلا ان بعض الامهات لا يسعهن كبح فرحتهن وحماسهن وقد اعتبرت صفاء ان هذا ﻓﺄل خير عليها

لحظات فقط حتى وصلت صفاء الى قاعة المحاضرات ، كان زملائها قد سبقوها إلى الداخل ، حينها صارت تبحث بمقلتيها العسليتين عنه ، وبينما كانت كذلك اعادها إلى الواقع ٬ سؤال صديقتها مونيا التي كانت تتساءل بخبث عما تبحث صديقتها بالرغم من انها تعرف الإجابة جيدا

_ انت تبحثين عنه اليس كذلك!

هزت صفاء راسها بالإيجاب ، طبعا كانت تبحث عنه لتضيف مونيا بينما تبتسم مثل البلهاء

_ لقد سمعته هذا الصباح وقد كان يتحدث مع أحد الاستاذة بأن لديه اعلانا مهما سيقوم به قبل افتتاح السنة الدراسية الجديدة

اجل لابد من أنه سيطلب يدها ، في حضور الجميع الأساتذة والباحثين بالأخص أولئك اللذين يغارون منها ومن نجاحها ٬ حينها شعرت صفاء بحماس شديد للغاية ، في ذلك الوقت قامت بلفة امام مونيا تسألها إن كان مظهرها جيدا

_كيف ابدو!

_جميلة كعادتك

اردفت مونيا بينما تشق طريقها ناحية أحد المقاعد ، وصفاء بجانبها ثواني حتى دلف نبيل القاعة حينها لوحت صفاء له بحماس ، ليرد عليها بابتسامة صغيرة ، وبما أنه الشخص الذي سيفتتح السنة الدراسية تقدم ناحية الميكروفون ثم حيا الجميع بتلك الابتسامة الخاطفة للأنفاس

الذ قبلة شغف / الكاتبة منال منولةWhere stories live. Discover now