الفصل التاسع

Beginne am Anfang
                                    

" لابد أنها فخورة بجنتها بإنجابها رجل مميز مثلك " تنهد بهدوء ونقل بصره لسناريا ثم لبث محدقاً بوجهها قليلاً إلى أن أعاد وجهه لناهدة مخاطباً الاثنتين :" أعلم أنكِ سيدتي بمثابة أم لابنة عمتي .. ووصلني ثقتها بك عندما لم تقبل مقابلتي إلا بحضورك .. وتفهمت رفضها أن تحضر لمنزلنا حيث أن أبي يريد رؤيتها ومقابلتها ، لقد حضرت لسببين الأول أن أبي سقط فريسة لحادث مؤلم خرج على إثره مشلول الجسد ولا ينطق ، ظلّ سنوات يعاني يريد إيصال رسالة بعينيه ولكننا لم نكن نعي ما يريد حتى بدأ بالنطق متلعثماً كنتيجة إيجابية للعلاج ، أول شيء ردده كان اسمك وبما أنك لا تريدين الحضور فاسمحي لي سوف أذهب وأحضره لكِ لتقابلينه هنا في باحة المشفى .. أما الأمر الثاني فهو يخصني .. لقد طلب مني والدي أن أتقدم لخطبتك .. يريدك أن تنضمي إلينا مرة أخرى " ملأت الدهشة عيون سناريا الزيتونية فصارت كمزرعة تتلاعب بها الرياح .. ابتسم بهدوء :" نعم .. ولكني رفضت بشدة فليس تلك الطريقة المُثلى للزواج .. ولكن أصدقك القول أنني حالما وقع بصري عليك تغير شعوري بطريقة كلية .. ولن أقول أنني أحببتك من أول نظرة .. ولكني أتقدم إليك على أساس الإنطباع الأول أما تالقبة فبزيادة التعارف سيزيد التآلف .. والإحترام خير أساس للحب والعشق درجات أولها الإحترام " هزت ناهدة رأسها وداخلها همست إنه رجل محترم ولِمَ لا ؟!
ولكنها وجدت سناريا تتحدث بصوت حاولت جعله ثابتاً :" أعتذر سيد فارس عن .. الزواج بك ، فأنا لن أستطيع أن أكون لأحد غير واحد فقط ، أنا مرتبطة بفاتحة وخطيبي مسافر ولم يعد بعد .. إنك أخ كنت أتمنى الحصول عليه " وهكذا قطعت عليه الطريق !
عادت ناهدة تنظر للصورة :" ابنك ساذج إذا ظلّ هكذا سأضطر أن ألقيه خارجاً وسأظل مع ابنتي كما وعدتك يا معتصم .. قلبي يتمزق بين ابني وابنتي " تذكرت كلمات زوجها ( لا طعم للحياة بدون الحلم .. لاتتنازل عن حلمك مهما كان صعباً .. ولا تسخر من أحلام الأخرين مهما كانت غريبة فقد تصبح مألوفة )

*****

بعد أن عاد فارس واصطحبها للتعرف على خالها يونس الذي لم يغادر سيارته المصفوفة أمام المشفى نظراً لظروفه الصحية.. تركها فارس بمفردها مع خالها الذي توجهت هي إليه في السيارة الفان المريحة له .. لم تره منذ كانت بالتاسعة .. لكم تغير !
لقد انكسر عنفوانه و أصاب الشيب رأسه كله .. من الواضح أن الحادث أثر على روحه المتمردة والمغرورة فكل ما كان بالماضي رحل وحلّ مكانه بقايا إنسان :" كيف حالك سيد يونس ؟"
برقت عيون العجوز بدمعة غازية أوجعت قلبها أنها كانت السبب بها فأردفت :" أقصد خالي ، اعذرني لا اعلم كيف أتوجه إليك بالكلام " نظر إليها محاولاً أن يتحدث بدون تلعثم حيث أن وجهه مصاباً بشلل جانبي فعينه اليمني مفتوحة باستمرار وكذلك الزاوية اليمنى لشفته مائلة بفتحة مرتجفة : " أنـ..ا أتـ..يت أعتـ..ذر لك ..و.. أط..لب ..منـ..ك.. الـ..سمـ..اح " ربتت على يده المتجعدة بحنان دافق :" أنت لم تسيء لي من قبل لأسامحك .. قد أسأت لأمي بمنع نفسك من وصلها و مسامحتها اطلبها من الخالق وليس مني " ابتسم الرجل العجوز و أمسك يدها بكفه ورفعها ليقبلها ، حاولت أن تعترض فتعلق بها بقوة لم تتخيل هذا الرجل يملكها قائلاً :" هل .. لي .. بحـ..ضن.. خا..لو ، يا.. شبـ..يهة أمـ..ك " مالت إلى خالها وحضنته وقبلته فقال دامعاً :" هل.. أنا السـ..بب أنـ..ك .. رفـ..ضت .. فارس..كز..وج ، أي.. بسـ..بب العـ..دا..وة القد..يمة ؟" شهقت من بين دموعها التي هطلت بسبب الموقف الصعب الذي وجدت خالها الشامخ به وأردفت :" لا يا خالي ففارس شخص رائع كابن خالي وليس كزوج حتى لو كان ابن أي شخص آخر " استمرا يتحدثان فترة ليست بقصيرة حتى حان موعد نوبتها الليلية .. قبلته مع وعود قاطعة إن احتاجت إلى عائلة فهو موجود و أبلغها أن فارس سيسوي أمر ميراثها ويوضع بحساب باسمها وسيبلغها كل التفاصيل تلفونياً ، خارج الفان وجدت فارس فوقفت تسأل عن حال خالها الصحية وتعرض مساعداتها الطبية لتتصل بأطباء في التخصصات المختلفة التي تحتاجها خالة خالها

الفجر الخجول(مكتوبة)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt