الفصل الأول 🦋

11.2K 236 20
                                    

أشرقت الشمس واستيقظتْ بطلتنا على ضوئها الذي تسرب من النافذة؛ لتنهض بتكاسل وعينيها تتجول في الغرفة باحثة عنه حتى وجدته يقف أمام المرآة يجهز نفسه كعادته كل يوم؛ ليذهب إلى عمله.

نظرت إليه وهو يرتدي ساعة يده لتشرد في وسامته وملامح وجهه الهادئة التي تعشقها؛ فهي تحسد نفسها كل يوم أنها تمتلك زوجًا مثله وسيمًا ومهذبًا ولطيفًا ومرحًا، والأهم أنه يحبها بشدة ويراعي شعورها دائمًا.

فمنذ أن رأته أول مرة في شركته وهي قد أُعجبتْ به وبلطفه مع من يعملون عنده، رغم صرامته في العمل إلا أنه يعاملهم باحترام ولكنها أخفتْ إعجابها؛ خوفًا من أن يتلاعب بها كما يفعل الكثير ممن هم في نفس مستواه وهذا ما جعلها تعذبه؛ لكي ترضى به؛ لتتأكد من حبه أولًا.

كان يشعر بها تحدق به وهذا الأمر يجعله سعيدًا جدًّا؛ فهو يجلعه يتأكد أنها تحبه وأنه هو الوحيد الذي بقلبها ولن يمتلك قلبها غيره؛ فتلك النظرة التي يراها دائمًا بعينيها اتجاهه هي ما تكمل يومه.

ابتسم بحب وهو يمسك بزجاجة عطره الخاص ينثر منها فوق ثيابه وهو يتحدث دون أن ينظر لها:
-أخيرًا صحيتِ.

أفاقتْ من شرودها على صوته لتبتسم بخفة وهي تنهض من فوق الفراش لتتقدم نحوه بخطا سربعة نسبيًا وقد أتقنت رسم قناع الحنق فوق ملامحها لتتوقف خلفه وهي تعقد ذراعيها أمامها بينما تحدثت بضيق مصطنع:
- الناس تقول صباح الخير وإنتَ جاي تقولي: أخيرًا صحيتِ.

ارتفع جانب شفتيه بابتسامة وهو يلتفت اليها ليمسك بإحدي ذراعيها ليجذبها نحوه ثم انحني ليقبل إحدي وجنتيها قبل ان يهمس بجانب أذنيها بكلمتها المفضلة فخرجت نبرته رقيقة ليميل علي وجنتها الأخري يقبلها برقة ثم ابتعد ليحاوط خصرها بذراعيه وهو يقول بحب:
- ها لسة القمر بتاعي زعلان بردوا؟

زمت شفتيها في ضيق مصطنع قبل ان تتحدث بعدم اقتناع:
- أممم يعني.

رفع رأسه قليلا ليطبع قبلة رقيقة فوق رأسها فارتسمت ابتسامة رضا فوق شفتيها وهي تستمع اليه يقول بأمل:
- طيب ودلوقتي؟

اجابته بابتسامة رقيقة:
- خلاص كدة لقد عفونا عنك.

ارتفعت ضحكاتهم معًا قبل ان تميل برأسها فوق كتفه لتغمض عينيها مستمتعة بقربه قبل ان يغادر فضمها اليه وهو يسير بيده فوق خصلاتها الناعمة لينعم كلًا منهم بلحظات ربما لن تأتي مجددًا قبل أن تأتى المقاطعة من تلك الدقات التي وقعتْ على بابهم لتجعل كلا منهم ينتفض في مكانه مبتعدين عن بعضهم قصرًا.

تسائل سليم بصوتًا غاضب وهو يجز على أسنانه بحنق:
- مين؟!

جائه صوت أخيه من الخارج وهو يقول:
- أنا جاسر يا سليم.

زفر سليم بحنق وهو يتسائل:
- عاوز إيه يا زفت؟

تنحنح جاسر بإحراج وهو يستشعر سبب غضب أخيه، والذي لم يكن سوى قدومه بوقت غير مناسب ليجيبه بتوتر:
- ماما بعتتني أناديلك أنتَ ولين؛ علشان نفطر سوا.

ألــوان الــحــب ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن