الفصل الثامن

1.3K 84 650
                                    

"أفسحوا الطريق!" يُنادي جيبوم بالكاد صوته مسموع بسبب لهاثه. تتسارع خطاه نحو المخيم، كم يتمنى لو يستطيع الركض بأسرع ما عنده، لكن الكوماندر يكره رؤية المجندين الجدد يتصرفون بصورة غير لائقة، كما أن الفرو الأسود الضخم الذي يرتديه على كتفه حتى أسفل ركبته يبطئ حركته، ولم يكن بمكتوفه سوى توسيع خطواته قدر المستطاع، فهو بالكاد استطاع انتظار خمسة وأربعين يومًا لوصول الكنز الذي بيده.

يدخل خيمة بالية يعرف أن رفيقه الأصغر يقضي معظم أوقاته يدرس الأسلحة ويطورها فيها بهوس لا مثيل له، موهبة تقلب موازين أي معركة، لكن وبغباء لا يدير الكوماندر لها بالاً. رفيقه هذا سيكون ذا منفعة أكبر في القصر، حيث العقل والتخطيط هما الورقة الرابحة، لكن هذا حديث لوقتٍ آخر.

لم يكن مبتغاه متواجدًا في مكانه المألوف، ثبّت الفرو جيدًا حوله، وأرجع شعره للخلف، كان الثلج يتساقط كعادته في الشمال، والبرد قارس تتآكل له أطراف أصابعه حتى مع القفاز الثخين الذي يغطي يده. يتجه نحو المدرجات ويبدأ ركوب السوار الذي يصل ارتفاعه خمسين مترًا. لحسن الحظ، تم مؤخرًا إنهاء الرافعة التي كان يعمل عليها رفيقه العبقري قرابة النصف سنة من الرفض والتجاهل، من الجيد أنه شخص عنيد، فلم يكن على الجنود والحراس صعود المدرج بارتفاع خمسين مترًا بعد الآن، فقط يقفون على صندوقٍ كبير يطلقون عليه اسم الرافعة ويغلقون الباب، ثم يرفعهم الجندي المناوب ببكرة دوارة حتى أعلى السور. فكرة عبقرية كاللعنة.

لم يطق جيبوم الانتظار وهو يرتفع للأعلى. كان يضرب رجله على الأرض بحماس، استطاع رؤية المخيم بالكامل من ارتفاعه، المتدربون على اليمين، والخيالة خلفهم يسخرون منهم، الطعام يُعد في الركن ب والعقيد نائب الكوماندر يتحدث إلى الرائد ومجموعة من الملازمين.

إنه يحب تواجده في الشمال إلى حدٍ كبير، هنالك نوعٌ من الحرية لم يسبق له أن جربها منذ نعومة أظفاره، إنه يتناول ما يريد، يتدرب بجدول زمني محدود، ويتحدث إلى رفيقه ويمرح معه، يتعرف إلى أناس جدد، وينام على سرير أفضل من السابق، لكن هنالك شيء حول روتينية كل هذا تفقده صبره في بعض الأحيان، وبطبيعة الحال، يشتاق لدفء ويستروس، وخدم المطبخ وعزيزه مارك.

فورَ ما وصل، فتح الباب وانطلق راكضًا، "بامبام!" نادى على رفيقه الأصغر في اللحظة التي رآه عند مدافع السور يلتف حوله بعض الجنود القدامى، "رسالة!" يلوح الخادم السابق برسالته ببهجة غير مدركٍ في البادئ الموقف الحاصل أمامه.

كان بامبام مستلقيًا يضع أحدهم رجله على رقبته، لكن الأجنبي لا يُبدي أي مشاعر تجاه ذلك، عيناه تتابعان جيبوم باهتمامٍ بالغ. حالما فهم جيبوم مجريات الأحداث أسرع أكثر يجري لينتشر الرجال الذي يحاصرون الفتى الأجنبي هاربين خوفًا، جبناء، سيُلقنهم جيبوم درسًا لن ينسوه فيما بعد. يقترب من بامبام ويركع ليساعده في الوقوف.

Ruthless Royalty (21/21)Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu