اسيرة القنصل ١

5.8K 121 39
                                    



1997

جلس بجانبها وانفاسه تتعالى ... بدا متوترا وهو يحاول استخراج بعض الكلمات من فمه ... ابتسامتها اللطيفة جعلته يهدأ قليلا خارجيا ... بعد وقت ليس بالقصير تحاشى النظر الى عينيها ثم قال : سارة ... 

_ اها يا عزيز 

_ انا عايز اعترف ليك بي شي ... محتفظ بيه من زمان بس .... بس بتمنى انك تسامحيني وتختي لي العذر . 

_ طيب ...بس الموضوع عن شنو ؟ 

_ عن ....عن عمران 

_________________________________________

تعالت انفاس الشاب العشريني وهو يُحمل الكراتين المحكمة التغليف مع احد العُمال في العربة المخصصة لنقل الحقائب في مطار الخرطوم ... خلع السماعة الكبيرة التي انزلها من على رأسه ثم هم بوضعها في حقيبة ظهره التي يحملها... نظر لوالدته التي بدت عليها ملامح الرضا وهي تنظر الى الكراتين ... كانت سيدة بملامح وديعة تتشربها اللطافة وجسد رشيق ... كانت ترتدي ثوباً انيقاً بالاضافة الى إشارب بنفس لون الثوب ولمعت الاساور الذهبية على مرفقيها . 

تنفس الشاب الصعداء وهو يقول : هسه عليك الله يا امي دا شنو دا المشيلانا ليه دا ؟ 

حدجته بنظرات الامهات لأطفالهم الاشقياء : ف شنو يعني هسه الحاجات دي كتيرة ؟ 

_ الله ! دا كلللللو وما كتيرة ؟ 

_ يا ولدي شوية شطة ودكوة وزيت سمسم وكركدي وقونقليز وعرديب وابري وبصلة محمرة ومسحونة و ويكة وخدرة مجففة هسه دا كتير ؟ 

_ لا حول ولا قوة الا بالله 🙂... لا لا يا امي م كتير ... معليش ... غلطان ... متأسف . 

امسكت حقيبتها بحرص ثم تحركت وهي تقول : ارح جر العربية دي . 

هز رأسه وتحرك بالعربة برفقة العامل الذي كان يقف بقربهما ... انتظروا قليلا حتى تم الاعلان عن رحلتهم ... كان الشاب كريما مع العامل واعطاه اجرة جعلته يبتسم متمنياً لهم رحلةً سعيدة ♥️. 

ما إن اكتملت اجراءاتهم حتى كان الشاب و والدته يجلسان بهدوء في جزئية رجال الاعمال . 

بدا التوتر على السيدة عندما بدأت الطائرة بالاقلاع و سرعان ما أمسكت بسبحتها وبدأتها بالتسبيح واغمضت عينيها ... بينما نظر لها الابن بنظرات ضاحكة ليضع سماعته على اذنيه ويسترخي وهو يراقب من النافذة الصغيرة مدينة الخرطوم وهي تتحول الى نقاط من الاضواء وكأنها نجوم . 

كانت رحلة طويلة وانتهى الشعور بالملل الذي سيطر على بعض الركاب بصوت الكابتن الذي حمد لهم السلامة ثم اخبرهم بأنهم يحلقون الان فوق سماء مدينة كيب تاون عاصمة دولة جنوب افريقيا ... وطلب منهم ربط احزمة الامان .

بنت عمرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن