Part 1

16.7K 326 15
                                    

رواية
علمتني الامل
اعلل النفس بالامال ارقبها ... ما اضيق العيش لولا فسحة الامل..
للشاعر : ابو اسماعيل الطغراني .
لا تحلم لتهرب من الواقع .. حقق احلامك لتصبح هي الواقع ...
اهداء
لقلب فقد الامل في الغد ..
قلب سكنه اليأس وتمكن منه ...
قلب يحتاج شخص ينهض به ....
(( فارس ))
( صباحي انت ) :
للمرة العاشرة رن الهاتف يعلن عن وقت موعد استيقاظي .. رفعت جسدي بنعاس وتناولته من على الطاولة التي بجانب السرير ... امسكت به واطفأت المنبه ... نظرت للساعة .. كانت في تمام الساعة السادسة ..
نهضت من على سريري .. واخذت منشفتي التي في الخزانة التي تقع بالقرب من باب الحمام ...
دخلت لأستحم .. مسحت البخار الذي التصق على المراة .. نظرت لنفسي وانا اخذ نفسا عميقا ...
خرجت من الحمام واتجهت للنافذة .. بيداي الاثنتان فتحت الستائر فانتشرت اشعة الشمس في جميع ارجاء الغرفة ..
اتجهت الى الخزانة .. اخرجت ثوبي الابيض .. فتحت درج الذي اضع فيه ( العقالات ) ... اخذت واحدا ... ارتديت الثواب ...
اتجهت للمراة الطويلة التي في زاوية الغرفة ... انعكست عليها صورتي وانا ارتب ( الغترة ) ...
سرت باتجاه طاولة الزينة .. اخذت عطري انتشرت جميع ذرات العطر في ارجاء جسدي ...
هممت بالخروج من الغرفة .. قبل ان اغلق باب الغرفة خلفي القيت نظرة اخيرة لها .. كل شئ في مكانه ومرتب دائما ...
نزلت للطابق السفلي كانت والدتي تشرف على اعداد سفرة الفطور .. اتجهت لها وانا اقول بابتسامة : صباح الخير .
التفت الي وقالت : صباح النور هلا فارس .
قبلت رأسها وقلت : شخبار دنيتي ؟.
- بخير دامك بخير .. يلا اقعد عشان تتريق .
- لا مابي انا جي متأخر على الشغل والحين زحمة .
- الله يوفقك يمة لا تنسى تاكل لك شي في الشغل .
- تامرين يادنيتي .
هممت بالخروج سمعت صوت والدتي : وين توه الناس .
سرت اليه وانحنيت وانا اخذ يده واقبلها : تأخرت ياطويل العمر .
- الله يوفقك .
- احلى دعوة اسمعها الصبح .
خرجت من المنزل وركبت في سيارتي متجها للعمل ... اثناء قيادتي امسكت بهاتفي واتصلت بها ...
رن الهاتف كثيرا انتظرتها ان تجيب .. اجابت بنعاس : مممممممم .
قلت وانا ابتسم : لا والله .. قومي للجامعة .
- مابي نعساااانة وايد .
- قووووووووومي يلا .
- اوووووف اوكيه .
- احبج .
- وانا بعد احبك وايد .
(( حنين ))
( صباحي فيروز ) :
رن الهاتف يشير للساعة السادسة .. اطفأت المنبه فأنا لم انم من الاساس ..
تثائبت وانا اضع يدي على فمي .. اغلقت الكتاب الذي امامي .. خلعت النظارة ووضعتها على المكتب ... اتجهت للحمام .. غسلت وجهي .. خرجت من الحمام واتجهت للنافذة ... فتحت الستائر فتسللت اشعة الشمس .. فتحت النافذة حيث سمحت للهواء النقي بالدخول للغرفة ... تنفست وانا اقف على اطراف اصابعي .. ابتسمت وانا انظر للصباح بتفاؤل .. وانا أتأمل ان يكون يومي سعيد ... قمت باختيار احدى اقراص اغاني فيروز ووضعتها في مشغل الاقراص .. بدأت الانغام تملأ الغرفة ...
غنيت وانا امام المراة بعد ان ارتديت عبائتي ... غنيت مع بلبل الصباح فيروز :
بكتب اسمك يا حبيبي على الحور العتيق ...
تكتب اسمي يا حبيبي على رمل الطريق ...
بكرة بتشتي الدني على القصص المجرحة ...
يبقى اسمك ياحبيبي .. واسمي بينمحى ...
نظرت لبساطتي وابتسمت لنفسي برضا .. اخذت حقيبتي وكتبي وخرجت من غرفتي ...
اتجهت للشرفة التي تقع بالقرب من السلم ... فتحت بابها الزجاجي ودخلت وانا انظر للزوج الكناري الذي في القفص ...
ابتسمت وقلت : صباح الخير فرح ومرح .
ادخلت اصبعي بين قضبان القفص لأداعبهما ...
خرجت من الشرفة واتجهت للطابق السفلي .. كان الجميع على طاولة السفرة ...
قبلت رأس والدتي وانا اقول : صباح الخير يمة .
امي : صباح النور حبيبتي .
نهضتا اختاي التوأم حلا ونورة .. انحنيت لأستقبل قبلاتهما تطبع على وجنتي ...
تناولت الفطور وعندما انتهيت قلت لهما : يلا جيبوا شناطكم مابي اتأخر على الجامعة .
ركبت السيارة ووضعت حزام الامان ... ركبتا في الخلف .. قلت : حطوا الحزام يلا.
فعلتا كما طلبت منهما ... قلت : شنقول لما نركب ؟.
حلا ونورة في وقت واحد : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ... بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله .
ابتسمت وشغلت الـ ( راديو ) .. بدأنا نستمع لبرنامجنا الصباحي ( كيف اصبحت ) ....
(( فارس ))
( تتسلى ! ) :
في المساء تحديدا الساعة التاسعة ... خرجت برفقة صديقي احمد اخذنا شيئا لنشربه .. تجولنا في السيارة .. اوقف السيارة في احد الاماكن ..
كنت انا اتحدث مع سلمى في الـ ( واتس اب ) .. اما هو فبدأ يغازل احداهن في السيارة التي بجانبا ...
بعد ان اخذ رقم هاتفها اغلق النافذة وابتسم برضا ...
قلت له : هذي البنت العاشرة الي خذيت رقمها اليوم ماتخاف تلخبط بينهم .
- ههههههه لا تخاف كله اقولها ياحبيبتي يا حلوة حتى ماعرف شسمهم .
- مادري ليش تسوي جي !.
- اتسلى .
- وبعدين !.
- ياخي شفيك علي بيجي يوم وبتزوج وبعقل .
- تتزوج من فيهم .
- هههههههه اكيد ولا وحدة فيهم .. بتزوج وحدة ماعرفها .
- شدراك البنت الي بتتزوجها ماكلمت غيرك وماكانت وحدة من البنات الي عرفهم غيرك واحد يشابهك .
- لا تخاف انا اعرف البنت السنعة .
(( حنين ))
( اتمنى ) :
اتصلت مسائا بصديقتي واستاذتي ماجدة .. هي اخصائية نفسية تعمل في المشفى .. هي من جعلتني احب علم النفس واتخصص به بدراستي ...
هي قدوتي ومثلي الاعلى ..
قلت لها : ميمي خاطري اشتغل مثلج عاد متى اتخرج .
- هههه توه الناس توج سنة اولى .
- انزين شرايج تخليني اتطوع معاج في المستشفى بساعدج .
- خلاص بشوفلج الموضوع .
- اتمنى اساعد كل الناس واخليهم سعيدين وحياتهم حلوة .
- هذي امنتيج بس ؟.
- ايوة وانا حاسة ان الله بيحققلي امنيتي تعرفين ليش ؟.
- ليش ؟.
- لأن نيتي اسعادهم وخير وربي مستحيل يوقف اي فعل خير .
- ونعم بالله .
- بليز لا تنسين واكاني فاضية واتدرب واشوف ناس وجي .
- خلاص من عيوني حبيبتي .
(( فارس ))
( يا اجمل صوت ) :
في المساء قبل خلودي لمضجعي .. امسك بهاتفي وارمي بجسدي على الاريكة التي بجانب النافذة ..
امسك هاتفي واتصل بها ..
اجابت بصوتها الناعم : الو .
- يا اجمل صوت .
- حبيبي ..ِ شلونك ؟.
- بخير دام حبيبتي بخير .
- حبيبي في فيلم في السينما واااايد حلو خاطري اشوفه معاك .
- تامرين يابعدهم .. متى تبين ؟.
- بكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة .
- اوكي بكرة .
- الصبح .
- نعم !!.
- شنو الصبح مافي حد وايد في السينما ونكون على راحتنا .
- وجامعتج ؟.. وشغلي .
- عادي استأذن انت وانا بسحب على محاضرتي .
- كل يوم انتي ساحبة على المحاضرات .
- هههههههه وعد بس بكرة .
- خلاص من عيوني .
- فديت عيونك انا .
(( حنين ))
( قصص ) :
بعد ان انهيت محاضرتي الاولى صباحا في تمام الساعة التاسعة اتجهت للمشفى لرؤية ماجدة ... اتجهت تحديدا الى مكتبها ...
نهضت بفرح عندما رأتني ... احتضنتها ...
- حيااااتي شلونج .
- بخير حبيبتي .
جلست على الكرسي الذي امام المكتب ... قالت هي : شكلج متحمسة !.
- اكثر مما تتصورين حدي مشتطة .
- اوكي عيل نقوم بجولة ؟.
ابتسمت وقلت : اوكيه يلا .
خرجت انا وهي من مكتبها واتجهنا لمبنى الاقامة الدائمة في المشفى ...
ارتندي الورقة التي تحملها قالت : اليوم عندي زيارة لسبع بس .
سألتها : يتشابهون بنوع المرض كلهم وكل شخص غير ؟.
- كل واحد ومرضه وكل مريض قصة .. عبارة عن قصص .
وصلنا لغرفة من الغرف ... اشارت هي لي من النافذة لمريضان كانا في كبيران في السن ...
قالت لي : هذيلة كل واحد عمره فيهم سبعين سنة واكثر عندهم مشكلة في العمود الفقري .. لازم يتمون جي نايمين على ظهرهم طول الوقت .
قلت بدهشة : طول الوقت !.. النزين كم صار لهم في المستشفى ؟.
- سنتين .
- امبييه .
نظرت لي بأسى وقالت : والمشكلة محد يزورهم .
بدأت الدموع تتجمع في عيني ..
وضعت يدها على كتفي وقالت : بتشوفين قصص وايد .. المستشفى عالم ثاني بروحه وللاسف في امراض نفسية اكثر من العضوية .
(( فارس ))
في تمام الساعة العاشرة صباحا كنت وسلمى في السينما .. قبل دخولنا وقفنا لنشتري شيئا نأكله ...
بعدها دخلنا الى السينما .. جلست هي بجانبي على جهة اليمين ...
امسكت هي بقطعة من الفشار وقالت : هممم حبيبي .
فتحت فمي فاطعمتني ...
كانت اصابعي بين اصابعينها طوال الوقت .. بين كل فترة ونحن نشاهد الفيلم نختلس من الوقت لتنظر هي لعيني وانظر في عينها ...
انتهى الفيلم وخرجنا من السينما .. قلت لها : يلا عاد الحين روحي للجامعة .
- لاااا ... ابي اتم معاك اكثر .
- وانا بعد حياتي بس ..
- نتغدا مع بعض يلا جوووعانة .
- ههههههه انزين يلا .
اتجهنا لمطعم ( Friday's ) ... قلت لها : لازم تركزين هذي اخر سنة لج عشان نبي نتزوج .
- انزين خلنا نتزوج وبعدين وقت ماتخرج اتخرج .
رفعت ححاجبي وقلت : ممم يعني ناوية ترسبين .
- لا يعني يمكن ارسب يعني ...
- هههههه يعني ..
- هههههه خلاص هففف اوكي .
(( حنين ))
في المساء قضيته بالدراسة اثناء دراستي دخلت اختاي نورة وحلا الى غرفتي ...
مدت حلا يدها لكتفي وقالت : حنين .
التفت اليها : هلا حبيبتي .
حلا : تعالي قوليلنا قصة نبي ننام .
ابتسمت لهن بتعب وقلت : بس عندي دراسة .
نورة : اماااااانة حنون .
نهضت وقلت : اوكيه يلا .
اتجهت لغرفتهما ... كان اللون الزهري يطغي في الغرفة .. استلقت كل منهما على سريرها ...
احضرت الكرسي الهزاز حيث اصبح بين سريرهما ...
قلت : يلا بقولكم القصة .... اخبرتهما قصة الاميرة النائمة .. حتى ظهر عليهما النعاس ..
ابتسمت لهما وقلت : يلا تصبحون على خير .
قبلت رأسيهما وخرجت من الغرفة ....
(( فارس ))
( ماتوقعت ) :
كانت الساعة تشير للحادية عشر قبل منتصف الليل .. كنت عائدا للمنزل .. رن هاتفي .. اجبتها : الو .
- حبيبي وينك للحين .
- اكاني راد البيت .
- يلا بسرعة بسرعة .. ابي اسولف معاك .
- من عيوني .. اول ماوصل اكلمج .
انهيت المكالمة .. زدت السرعة ولكن .... فجأة شعرت ان السيارة بدأت تنحرف عن مسارها .. لحظات قليلة حتى شعرت بها تصدم الحاجز الذي في الطريق !...
اسمع اصوات حولي .. اشخاص لا اعرفهم .. احاول تحريك يدي ولكنني عاجز .. الالم يزيد اسفل رقبتي ...
اصواتهم يقولون : لا تتحرك بتوصل الاسعاف .
قدمي لا اكاد اشعر بها ... والكيس الهوائي يمنعني من الحركة ايضا ...
اغمضت عيني بالم ... وانا اسمع صوت سيارة الاسعاف ...
............
فتحت عيني ببطئ الرؤية لم تكن واضحة للغاية .. اشار الطبيب بيده امامي وقال: استاز فارس شايفني .
اغلقت عيني وفتحتها مرة اخرى .. كانت الرؤية واضحة .. قلت : اي .
شعرت بيد تلك الحنون تهبط على جبيني وهي تبكي وتقول : ياوليدي .
ابتسمت لأطمئنها وقلت : ما .. فيني شي .
كنت لا استطيع ان احرك رقبتي .. يدي اليسار مجبرة .. وقدماي ايضا ..
......
مضت ايام كثيرة ...
كنت كلما فتحت عيني واستيقظت من النوم وجدتها تجلس على الكرسي الذي بجانبي وتسند رأسها على يدها .. نائمة من التعب ..
في صباح اليوم التالي حضر اخي لزيارتي .. قال : اليوم احسك متحسن .
- ايوة بس زهقت من المستشفى ابي اطلع .
- توه الناس ماصارلك عشر ايام .. اصلا انت الحين عايشة باعجوبة السيارة حالتها حالة .
- كرهت جو المستشفى وايد ملل تعبت .
اخرج من جيبه هاتفي وقال : عشان جي جبته لك .. وشحنته لك بعد لأنه خلص شحن من كثرة الاتصاالات هالعشر ايام .
امسكت بهاتفي باليد اليمنى ... نظرت لمكالماتها العديدة واتصالاتها ...
قلت لأخي مالك : اقول شرايك تروح تتقهوى في الاستراحة .
ضحك وقال : خلاص انا انسان عندي دم ومشاعر بخليك شوي لين ماتخلص مكالمة .
- زين انك حسيت بعد .
اتصلت بها على الفور .. اجابت بسرعة : ويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنك .
- ههه .. بفهمج .
اخبرتها بكل ماحدث .. قالت بخوف : امبيه حبيبي اهئ كل هاي يصير لك وانا ماعندي خبر .
- والله توه مالك جابلي التيلفون مالي .
- انزين ابي اشوفك .
- لا حبيبتي شلي يجيبج للمستشفى .
- لا بلييز حبيبي امانة ماقدر .
- انا بعد ولهت عليج وخاطري اشوفج .
- انزين قولي انت فأي غرفة وانا بجيك .
اخبرتها برقم غرفتي واتصلت بأخي ... اتاني بعد قليل وهو يبتسم ويقول : خلصت مع الحب ؟.
قلت : جب .. اسمع رد البيت واخر امي اخاف تجي .
- اكيد بتجي .
- عاد مب الحين خلها في الليل .
- شحقه !.. من بيجي ؟.. قالها وهو يغمز لي .
- اقول انت ملقوف وايد .. سوي الي قلت لك عليه .
- انزين بقعد معاك شوي .
- بعدين يلا ضف وجهك الحين .
- حتى وانت مكسر جي فاضي تحب !.
- اقول يلا روووووووووح .
- انزيييييييين هففففففففففف.
مضت نصف ساعة .. سمعت صوت طرق باب الغرفة .. وكأنها تطرق ابواب قلبي ...
فتحت هي الباب بهدوء دخلت .. ولكنها فزعت عندما رأتني بهذه الحالة ..
وضعت يدها على فمها وهي تقول : حبيبي .
ابتسمت لها بتعب ... سارت لتقترب من سريري ..
مدت يدها وامسكت بيدي : ماتشوف شر عمري انت .
- الشر مايجيج .
- حبيبي خفت عليك وايد .. انزين شلونك الحين متى تطلع ؟.
- الدكتور قال بكرة بيفك يدي .. بس بشوف موضوع رجلي .
- يارب تقوم بالسلامة .
- احبج وايد .
- وانا بعد اعشقك .
- ارتحت وايد لما شفتج نسيت كل شي .
ابتسمت هي وقالت : اهم شي راحتك .
رن هاتفي .. نظرت للمتصل .. كان اخي ..
تأففت واجبته : هلا ؟.
- امي بتجي .
- قلت لك امنعها .
- ماقدرت تعرفها سندرتني .
- انزين خلاص .
انهيت المكالمة ... قالت : حبيبي في شي ؟.
- امي بتجي .
- انزين عيل انا بروح .
امسكت يدها قبلتها .. قلت : احبج .
- وانا اموت فيك .
(( حنين ))
( التقينا ) :
في المساء كانت ماجدة لديها دوام ليلي .. اتصلت بها : الو .
- هلا حياتي .
- شلونج ؟.
- الحمد الله انتي للحين في المستشفى ؟.
- ايوة ... ساعة 12 ارد البيت .
- انزين تعشيتي ؟.
- لا للحين .
- يلا جاية وجبت معاي لج عشا .
- فديتج حبيبتي مشكوووووووووورة .
وصلت للمشفى .. وضعت كيس الطعام على مكتبها .. نظرت للعلبة التي احملها ..
قالت : شنو هاي .
- كافي .
- حق من ؟.
- بوزعها في المستشفى .
- ههههه يحليلج .
- يلا بروح اوزعهم واردلج .
- اوكيه قلبي .
سرت باتجاه الاقامة الدائمة للمرضى تحديدا للغرف ... طرقت الباب ودخلت .. كانت هناك امرأتان مع المريضة ...
فتحت العلبة وقلت : تفضلوا .
ابتسمتا لي واخذا .. قالت احداهما : مشكورة بنتي .
ابتسمت وخرجت متجهة للغرفة الثانية ... طرقت الباب سمعت صوت : تفضل .
دخلت حيث كانت امرأة كبيرة في السن تجلس بجانب سرير المريض ..
ابتسمت ونهضت قالت : هلا بنتي .
قدمت لها وقلت : الله يشافي مريضكم .
ابتسمت لي وقالت : امين يابنتي مشكورة وايد .
اشار للذي ينام بعمق وقالت : ولدي .
- مايشوف شر .. شفيه ؟.
- حادث سيارة .
- الله يشفيه .
نظرت له .. كان وسيما ! .. ابتسمت بحزن .. وقلت : مع السلامة والله يشفيه .
- امين .. ومشكورة وايد .
- وين غرفة مريضكم عشان انزورج ؟.
- لا انا ... أأ.. اشتغل في المستشفى .
- مشكورة .
(( فارس ))
( مستحيل ) :
اخيرا شفيت يدي ولكنني كنت انتظر ان ارى ما مشكلة قدماي !...
دخل الطبيب .. سألته بفضول ونفاذ صبر : دكتور متى بطلع .
ابتسم وقال بمزاح : عايز تسبنة بسرعة .
- الصراحة قعدة المستشفى تكدر الصدر .
- عارف والله بس لازم تقعد عشان نعلمك عليها فحوصات كمان .
- شحقه فكوا البادنج هذا وخلاص .
سحب كرسي ليقربه من سريري .. نظر للاوراق التي بيده وقال : احنا شاكين في حاجة بس عايزين نعمل فحوصات اكثر .
- شاكين فشنو ؟!.
- انك مش هتقدر تمشي مرة تانية .
كأنني لم اسمع مايقول وقلت : شنو!.
- احتمال عندك شلل بل هنعمل كمان فحوصات عشان نتأكد .
- مستحيل .. لا لا اكيد غلطانين .
- حضرتك دلوقت هتيجي معايا ونعمل الفحوصات .
- اوكيه .
بقيت ادعو بداخلي .. نهض الطبيب ونادى الممرضين ... ادخل الممرض الكرسي المتحرك .. عقدت حاجبي وانا انظر له .. هل يعقل ان اصيب بالشلل وابقى طوال حياتي جالسا على هذا الكرسي !!...
طوال الليل لم انم .. اشعر بالقلق للغاية .. بقيت انتظر للساعة العاشرة صباحا .. لموعد وصول الطبيب ...
قالت امي بتوسل : يلا حبيبي كل شي .
- يمة والله ماقدر .
اخي : لا تخاف تلاقي الدكتور يستهبل شدعوة تنشل هههههه .
امي : اسم الله على ولدي مالك لا تفاول على اخوك .
طرق الطبيب الباب ودخل .. قال : السلام عليكم .
قال الجميع : عليكم السلام .
نظر لنا الطبيب .. قلت بلهفة : بشر ؟.
الطبيب : انا اسف .. التحاليل اكدت انك ...
قلت بغضب : انت شتقول !.. مستحيل ؟.
الطبيب : اسف .
بدأت امي تبكي .. قال مالك : انزين دكتور مافي امل !.
الطبيب : للأسف .
صرخت : كذاااااااااااااااااااااااب .. انا اقدر امشي .
امسك يدي مالك وقال : اهدي .
دفعت يده وحاولت النهوض ولكنني لم استطع تحريك قدمي !... كأنها جثة هامدة .. ان ترى جزء من جسدي تتلمسه .. تنظر له ولكن لا تستطيع الحتكم به ..
احاول تحريكها ولكن اصابع قدمي وحدها التي تتحرك ... بقيت انظر بصدمة !.. مستحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ...
رحل الجميع .. بقيت بمفردي .. انظر لجدران هذه الغرفة .. مازلت لا اصدق !.. كم اتمنى ان يكون ما انا فيه الان هو مجرد كابوس واستيقظ منه ...
لا استطيع العيش هكذا ... ليتني مت في الحادث على ان يحدث لي هذا واعيش معاقا طوال حياتي ...
امسكت بهاتفي واتصلت بها ... هي الوحيدة التي تشعر بالنيران التي في صدري .. هي الوحيدة التي تشاركني احزاني ...
اجابتني : حبيبي .
شعرت ان صوتي يخونني ... قلت : ماقدر .
- شنو ؟.
- ماقدر امشي .
- فارس مب قادرة افهمك ؟.
- الدكتور .... قال ..... انه انا ... انشليت .
: .......................
بقيت انا ايضا صامتا .. قالت : انزين بتتعالج .
قلت : انا تعبان مب مستوعب للحين .
- انا بعد مصدومة .
- سلمى محتاجج معاي .
- ان شاء الله حبيبي بجي بكرة .
(( حنين ))
( معقولة ! ) :
كنت في المشفى قررت الذهاب لزيارة تلك السيدة التي التقيت بها منذ ايام .. اخذت لها باقة من الزهور ... وصلت لغرفتها او بمعنى اخر الغرفة التي يقيم بها ولدها ...
مددت يدي اطرق الباب ... سمعت صوت من داخل الغرفة ....
صوت نسائي يقول : اهئ فارس واللي يسلمك افهمني .. انا ماقدر .
صرخ هو : انتي تحبيني ولا شنو ؟.
- ايوة احبك بس ماقدر .. انت خلاص انشليت .
وضعت يدي على فمي !.. ايقعل ان تتركه لأنه شل .. لأن القدر حكم عليه ان يصبح مشلولا !...
قال : حسبتج اول وحدة بتوقفين معاي .
هي : والله اسفة بس مقدر .
فتحت الباب فجأة وخرجت .. صدمت بي !... شعرت باحراج شديد ...
نظرت لي باحتقار وسارت مبتعدة ... سرت خلفها : لو سمحتي ... لو سمحتي .
وصلت هلي عند المصاعد .. التفت وقالت : خير !.
- ممكن اكلمج شوي !.
- انتي من اصلا .
- مو مهم بس ابي اكلمج .
اشارت لي بعدم اهتمام : انا تعبانة ومابي اكلم حد .
- مابطول .
تأففت : هففففففف .. انزين .
اشرت لمكان الاستراحة قائلة : انزين تعالي نقعد هناك مو حلو واقفين جي نتكلم .
سارت امامي الى وصلنا للاستراحة .. جلست على الكرسي .. وضعت حقيبتها جانبا .. وضعت ساقها فوق الاخرة ونظرت لي بغرور : خير !.
اخذت نفسا وجلست بجانبها .. قلت : انا سمعت الي بينكم .
رفعت صوتها وهي تقول : من سمحلج تدخلين وتتسمعين !.
بلعت ريقي : بالصدفة والله .. أأ .. انا الاخصائية النفسية .
رفعت حاجبها وقالت : انزين ؟.
- المريض ( لا اعرف اسمه من الاساس ) وايد محتاج لج بهذي الفترة يعني حسب ماسمعت انه يحبج .
قالت لي : انتي تحبين ؟.
عقدت حاجبي وقلت : لا .
- تقدرين تتخيلين ان الي تحبيه يصير مشلول !.
- انزين مافيها شي قضاء وقدر .
- اعرف بس هذي مسؤولية انا مب قدها .. انا توني 23 سنة ماقدر اتحمل مسؤولية انسان معاق جي .. يعني شلون بكمل معاه حياتي !.
- بس انتي لو تحبيه بتسوين جي عادي .
- الحب يروح مع زحمة الحياة وشلون اقدر اتزوجه وهو جي !.. من بياخذ مسؤولية البيت والشغل والعيال .
- هو مافيه شي يقدر يشتغل ويكمل حياته عادي .. بعدين ...
نهضت وقالت بقلة صبر : خلاص انا انهيت السالفة معاه .. ولو كلش قاهرج تزوجيه انتي ههههه .
امسكت حقيبتها ورحلت !!...

علمتني الاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن