Chapter 28

201 31 6
                                    

في صباح اليوم التالي، اوار كانت متجهةً كعادتها لغرفة الطعام حيث يتناولون فطورهم، ولكنها وجدت أن اليوم الناس بالمبنى يبدون غريبين جميعًا؛ يتحدثون عن شيء ما! أحدهم قد مات! لا أحدهم قد قُتل!

"لقد كان سيئًا ولكن موته كان شنيعًا." سمعت إحدى الطبيبات يتحدثن بينما مررن من أمامها في الطرقة، عن ماذا يتحدثون؟!

"لقد استحق ما حدث له؛ فقد كان شخصًا شنيعًا." أحد آخر يتحدث عن ذلك المجهول واوار لم تفهم بعد من يقصدون..

مشت في طريقها لصالة الطعام، جميع من بالمبنى تقريبًا يتحدثون عن ذلك الشخص هناك أشخاص سعيدون بما أصابه وآخرين حزينون عليه والبعض الآخر يري أنه كان شخصًا سيئًا ولكن ما حدث له لا يستحقه أحد.

عندما وصلت اوار لصالة الطعام كانت فارغة لا يوجد بها أحد، خافت أن يكون مكروهًا قد أصاب أحدًا من أصدقائها.

خرجت تسير بخطوات خائفة وجدت أن هناك زحام بإتجاه تلك الغرفة المشئومة، غرفة الأشعة الفوق بنفسجية!

مشت مع التيار حتى وجدت أن الزحام تفاقم للغاية أمام الغرفة ووجدت أصدقائها هناك لتركض عليهم.

"يا رفاق، هل أنتم بخير؟ ماذا حدث هنا؟؟" تساءلت ليجيب تريسلر: "نحن بخير، جميعنا كذلك." قال ثم نظر لسايبيريوس فلم يقل هو على أخبارها.

"ماذا حدث هنا؟" قالت اوار تضغط على أسنانها.

"إنه فلوكانسن." رد سايبريوس تبادر إلى ذهن اوار العديد من الأشياء ولكنها لم تقترب للحقيقة حتى صدمها سايبيريوس: "لقد مات، وجدوه مقتولًا بالداخل هذا الصباح." قال لتتوسع عين اوار بعدم تصديقٍ.

"ماذا؟ كيف؟" سألته بصدمة وفي هذه اللحظة كان كرايسلر قد أتى ليقف بجانبهم.

"ماذا حدث؟" سأل هو الأخر.

"لقد وجد أحد الحراس الغرفة مفتوحة هذا الصباح، وقد تعجب؛ لأنه لم تعد تجري هنا تجارب، ولكنه عندما دخل وجد فلوكانسن ملقى على أرضية الغرفة وجلده محروق وبعضه قد ذاب كليًا، لقد مات ميتة شنيعة ولا نعرف كيف حدث كل هذا." تحدث سايبيريوس لتغمض اوار عيناها تحاول منع عقلها من تخيل هذا المنظر.
ولكن كل هذا ذهب سدى عندما رأوا الحراس يحيطون بالأطباء يخرجون جثة فلوكانسن من الداخل فلمحت يداه لقد كان الجلد محروق لدرجة كبيرة، لقد ذاب حرفيًا، حاولت اوار أن تتمالك أعصابها ولكنها لمحت وجهه فهربت منها صرخة صغيرة وتخبئ وجهها في كرايسلر ليشد على عناقها وينظر له بأسف ثم يشيح ببصره بعيدًا.

لقد كان مرعبًا جلد وجهه قد ذاب حتى أن المرء قادرٌ على أن يري ما بداخل فكه، عيناه أحدهما قد تدمرت تمامًا والأخرى تحمل نظرة رعب، تلك أخر نظرة كانت على وجهه قبل أن يموت.

لقد تلخصت كل معاني البشاعة في موته بهذه الطريقة.

كانت اوار تتمسك بكرايسلر وترتعش بخوفٍ؛ فهي لم تتخيل قط أن يكون مظهره هكذا، هي حقًا كانت تبغضه وتمقته حد الغثيان، ولكنها لم تتمنى قط أن يموت مثل تلك الميتة الشنيعة، هي لم تتمنى لأحدٍ الأذى قط.

"لا بأس اوار اهدئي." كان كرايسلر يمرر يده على ظهرها يحاول تهدئتها وحتى توقفت عن البكاء ولكن جسدها مازال يرتعش.

"إن مظهره بشع كرايسلر، يا إلهي لا أحد يستحق أن يموت هكذا." تحدثت بصوت متحشرج من البكاء.

كان سيرد عليها ولكنه صمت عندما وجد ريلاين يمشي متجه نحوهم.
أمر الحراس الجميع بالصمت فقد كانت الضوضاء والفوضى تعم المكان.

"لقد علمنا ما حدث للطبيب فلوكانسن وقد أسفنا لما أصابه، ولكننا لن نمرئ هذا الأمر مرور الكرام بل سنبحث في كاميرات المراقبة عن آخر شخصٍ كان برفقته وسنجده قريبًا، وسنعمل على إيجاد بديل ليستلم منصب فلوكانسن، والآن فليذهب كل منكم ليباشر روتينه الطبيعي." ألقي جملته بحزم وقوة وامر الحراس ليبدأوا في فض الزحام أمام الغرفة.

"اوار إلى أين تذهبين؟" صاح كرايسلر عندما وجد اوار تبتعد عنه، ولكنها لم تلتفت كان سيلحقها ولكن يد أحد الحراس منعته.

"سيد كرايسلر تفضل معنا." قال ونظر له كرايسلر بتعجب له.

"ماذا ؟إلى أين؟" سأله باستغرابٍ.

"فقط رافقني." قال وابتسم له ولكن ابتسامته تلك أثارت الريبة داخل كرايسلر أكثر ليسير معه متناسيًا اوار.

بينما هو قد ذهب معه كانت اوار تمشي في طرقات المبنى متجهه لمعمل انذرنيكوس تحاول تمالك نفسها..
دخلت للمعمل، وقد كان يعمل ولكنه توقف عن العمل عندما شعر بوجودها والتفت ليتحدث: "اوار المزعجة ما الذي اح... ماذا حدث؟" كان سيمرح ولكنه عندما رأى عيناها الممتلئة بالدموع وأنفها الأحمر يحذران بنوبة بكاء وشيكة، سألها عن ما حدث فورًا.

"أنه فلوكانسن." ما إن قالت اسمه حتى بدأت في البكاء فلم تستطع كبحه أكثر.

"ماذا حدث؟ أخبريني بهدوء." تحدث بهدوءٍ حتى لا يضغط عليها أكثر.

''لقد مات، لقد قتله أحدهم." تحدثت وزاد بكائها لتمشي ناحيته يداها مرتخية جانبها، فقط كل ما تريده عناق وقد عرف انذرنيكوس هذا ليفتح لها ذراعاه لترتمي في عناقه تكمل بكائها الذي بدأته قبلًا، ليأخذها ويجعلها تجلس على الأريكة.

"لماذا أنتِ حزينة؟ لقد كان شخصًا بشعًا." سألها بتعجب لتهز رأسها ببكاءٍ.

"ولكن لا أحد يستحق أن يموت بهذا الشكل، لقد احترق داخل تلك الغرفة حتى ذاب جلده." قالت لا تستطيع إبعاد صورة فلوكانسن عن مخيلتها.

"يا إلهي، لقد قال ريلاين أنه سيضع بديلًا مكانه، من الممكن أن يكون أسوء أو يعيد تجارب فلوكانسن" ألقت جملتها تحاول استيعاب ما حدث، تركها تبكي يربت على ظهرها ويعانقها، هو يعلم أنها لا تبكي موت فلوكانسن بقدر ما تبكي حياتها ككل.

بعد مرور نصف ساعة من بكائها المتقطع غفت واستطاع انذرنيكوس أن يسمع إنتظام تنفسها ليتركها غافية ولم يغير وضعيته، يشعر بالحزن تجاهها، ليس شفقة وإنما حزن حقيقي عليها لمَ وصلت له حياتها.

في الجهة الأخرى، كان الحارس قد أوصل كرايسلر للمكان المراد منذ نصف ساعة تقريبًا، ليجد العديد من الأشخاص هناك وليخبرهم أحد الحراس أنهم جميعًا هنا لأن الرئيس ريلاين قد استدعاهم؛ ليعقد إجتماعًا طارئًا بشأن ما حدث.

مرت عدة دقائق ليدخل عليهم الرئيس ريلاين ويقف على المنصة.

"لقد كشفت كاميرات المراقبة أن آخر شخص كان مع الطبيب فلوكانسن هو طبيب زميل اسمه فلين، كان يعمل هنا، ولكن قبل وفاة فلوكانسن قد أمر بفصله، وقد أفادت كاميرات المراقبة بالغرفة أنه هو من قتله وقد أشارت تحرياتنا أنه يمكن أن يكون لدوافع إنتقامية." تحدث ريلاين ليبدأ الأطباء بالتهامس فيما بينهم ليطرق ريلاين بيده على المنصة فيصمتون،

"والآن يمكنني أن أخبركم بأننا كلفنا السلطات المعنية بالبحث عن فلين وإحضاره لهنا حتى يتم محاكمته وأن يأخذ جزائه." تحدث مرة أخرى.

إن السلطات المعنية التي ذكرها هم بعض رجال الشرطة الذين نجوا من الكارثة ونزلوا لتحت الأرض، وقد تطوعوا بأن يحافظوا على الأمن والأمان في تلك المدينة المصغرة ليصبحوا بمثابة دائرة حكومية مصغرة لتلك المدينة، وقد منحوا لهم مبنى تقام فيه محاكمات صغيرة لأفعال الشغب ولعل فلين هو أول شخص يمكن سجنه بتهمة القتل في تلك المدينة.

"والآن للإعلان الأخر، وهو أننا فكرنا وقررنا تعيين بديل فلوكانسن وقد اخترناه ويسعدني أن أعلن أنه العالِم كرايسلر." قال وأشار بيده لكرايسلر ليصفق باقي الأطباء والعلماء بالغرفة وكرايسلر مصدوم ولكنه حاول تمالك نفسه ليقف ويحيي ريلاين ويشكره مصدومًا.

وقد ألقى ريلاين بعض الكلمات الأخرى ينعى فلوكانسن وأنهى بعدها الإجتماع.

وأول ما فكر فيه كرايسلر هو أن يتجه لأوار ليخبرها؛ لعل هذا الخبر يخفف عنها.

في هذا الوقت كانت اوار استيقظت من غفوتها لتجد انذرنيكوس قد غفى بجانبها كلاهما جالسًا وهو محاوط جسدها بيده شعرت بالحرج الشديد واحمرت وجنتاها وحاولت أن تغادر دون تحريكه حتى لا يستيقظ.

خرجت من معمله لتتجه لغرفتها وما إن وصلت حتى سمعت الجرس لتتفوه بكلمه أدخل فيفتح الباب لكرايسلر ويدخل.

"اوار لدي خبر لكِ." تحدث لتنظر له.

"ما هو؟"  سألته وجلست علي فراشها.

"لقد علمت من سيأخذ مكان فلوكانسن،" قال لتنظر له توليه اهتمامها. 

"مَن؟" سألته بلهفة.

"أنا." قال وابتسم لها بسعادة.

"ماذا؟" سألته بعدم تصديق وارتسمت علي وجهها ملامح الصدمة.

"أقسم لك، لقد اختارني ريلاين." تحدث بفرح.

"يا إلهي هذا أسعد خبر قد سمعته بحياتي كرايسلر." قالت وقفزت تعانقه بسعادة ليحيط خصرها.
يحاول التحكم في ضربات قلبه المتسارعة، كان يعانقها وهو خائف أن تفضحه دقات قلبه، لقد كان سعيدًا لسعادتها أكثر من فرحته بالمنصب الجديد.
ابتعدت اوار عنه لينظر لها مبتسمًا حتى تحدثت هي: "يجب أن نحتفل بمنصبك الجديد."

"أجل بالطبع ولكن لنجعلها غدًا فاليوم كان متعب رغم أنه لم ينتهي، لترتاحي أنت الآن."

"سيكون في صالة الطعام غدًا عصرًا." قال وتركها وخرج ليأخذ هو الأخر قسط من الراحة، وقد حاولت اوار أيضًا أن تخلد للنوم فقد كان يومًا متعبًا وتحاول إخراج صورة فلوكانسن من رأسها.
وهكذا قد مضى الوقت سريعًا معلن عن نهاية اليوم.

في صباح اليوم التالي استيقظت اوار تنوي التجهز لإحتفال كرايسلر ولكن يجب عليها أولًا أن تقوم بشيء ما.

توجهت لمعمل انذرنيكوس مرة أخرى.

"تبدين بخير اليوم." قال لها ما إن رآها.

"أجل، شكرًا لك بخصوص أمس." قالت وابتسمت بخجلٍ ليبتسم لها.

"أتعرف من أخذ منصب فلوكانسن؟" قالت بحماسٍ لينظر لها بتساؤل وتكمل: "أخاك، كرايسلر لقد نال المنصب." تحدثت بحماسٍ

"حقًا، جيد أنه يستحق الأفضل." قال بهدوء ولكنه يرقص داخله فرحًا يشعر بالفخر.

"سنحتفل اليوم بمنصبه، لماذا لا تأتي؟ أنه أخاك يجب أن تحتفل به معنا." تحدثت وكان سيرفض كالعادة ولكنه قاطع كلامه بأن أحدًا ما يريد الدخول ليذهب ويرى من الشاشة التي تعرض مَن بالخرج ليجد أنه كرايسلر.

"اختبئِ فورًا لا أريده أن يراكِ هنا." قال لتختبئ سريعًا داخل إحدى الخزانات.

دخل كرايسلر للمعمل لينظر لأخيه بسعادة.

"أخي لن تتخيل ما حدث." تحدث بحماس.
"ماذا حدث؟" سأله.
"لقد توفى فلوكانسن وقد نلت أنا منصبه لأصبح أنا المسئول عن كل مهامه." تحدث ليبتسم انذرنيكوس على سعادة أخيه الصغير، فلا شيء يدفئ قلبه البارد سوى أخيه وما يصل له من انجازات.

"أنا فخور بك أخي حقًا، وبالتأكيد أبي وأمي سيكونون كذلك أيضًا." هنئه بإبتسامة سعيدة.

"شكرًا لك أخي، على كل ما فعلته لي." شكره وأقترب منه ليصمه في عناق دافئ.

"كفانا دراما،  اليوم سأقيم احتفالًا لمَ لا تأتي؟" عرض عليه كرايسلر عندما ابتعد عنه.

"أنا أسف كرايسلر ولكنك تعلم أنني لا أستطيع." حاول أن يرفض بأكثر طريقة لطيفة.

"فقط لساعة." تحدثت مجددًا يحاول اقناعه.

"أنت تعلم أنني لن أستطيع، أنت إنتهيت من مهامك ولكنني مازلت أمتلك الكثير أرجوك اعفني." اجابه انذرنيكوس ليعلم كرايسلر أنه لا فائدة.

"حسنًا لن أضغط عليك ولكنني أردت فقط أخبارك." قال ليعتذر انذرنيكوس مجددًا ويغادر كرايسلر.

خرجت اوار من مخبأها تعلم أنها لن تجدي محاولاتها نفع معه.
"يبدو أنك لن تغير رأيك أنا سأغادر." قالت وخرجت بعد كرايسلر بدقائق.

ذهبت لغرفتها لتتجهز وتغير ثيابها وتذهب لغرفة الطعام، لتجد جميعهم هناك.

"لقد أتت اوار." صاح سبارك بمرحٍ.
لقد كان نظام الغرفة قد تغير مائة وثمانون درجة، الكثير من الزينة والأكل والمشروبات.

"مرحبًا يا رفاق." قالت بمرحٍ.
كانوا متفرقين بعضهم يأكل، والآخر يشرب، يتحدثون سويًا وهكذا، وقد اشعلوا بعض الموسيقى ورقصوا عليها لبعض الوقت.

عندما لمحها كرايسلر اتجه ناحيتها.

"مرحبًا بالجميلة النائمة." تحدث لتضحك له.

"مبارك لك كرايسلر." هنئته بمنصبه الجديد ليبتسم لها.

"شكرًا لك." شكرها واتجهوا سويًا للباقي جلسوا يتحدثون عن أشياء مختلفة.

"إذًا الآن يمكننا أن نضمن حياتنا السعيدة فصديقنا أصبح المسئول عنا." تحدث تريسلر ليضحكوا جميعهم ويوافقوا.

"استعدوا لعذابكم القادم معي؛ فأنتم ستصبحون مخمورين للغاية." مزح معهم ليضحكوا جميعًا.

"أوه يا إلهي سيصبح هذا عذابي المفضل. " مزح سبارك.

"يا رفاق أتريدون سماع نكتة جديدة؟" قال تريسلر.

"لا أرجوك." تفوه بها بعضهم ليعبث بطفولة ويضحكوا على تعابير وجهه.

تحدثوا في أشياء مختلفة أخرى، وقد تفرقوا كل شخصين أو ثلاثة معًا يتحدثون في موضوع ما.

بعد مرور حوالي ساعتين كانوا جميعهم اصبحوا مخمورين بأقصى درجة.

كان كرايسلر واوار يجلسون يتحدثون سويًا كلاهما مخمورًا.

"أتعرفين اوار." تفوه كرايسلر فجأة وهو ينظر لها تحاول ابقاء عينيها مفتوحة بصعوبة
"ماذا؟" سألته اوار بلسان ثقيل.

"أنا حقًا معجبٌ بك للغاية، لا أعرف كيف أمهدها لك لذا سأقولها فورًا، أنا معجبٌ بك للغاية." تحدث هو بلسان أثقل وبطئ لينظر لها ليجدها قد وضعت رأسها علي الطاولة واغمضت عيناها.
حقًا إن حظه الأسواء على الإطلاق، يبدو أنه لن ينال فرصة الإعتراف بإعجابه قريبًا.

استسلم كرايسلر لثقل جفونه، ليغفو هو الأخر فقد احتفلوا بصخب حقًا.

……………………………………………….

مرحبا👋كيفنا؟
أتمنى أن ينال عجابكم
أي نقد؟
بليز كومنت+ڤوت
اوياسمي🥺

Collapsing | انهيار Where stories live. Discover now