الجُزء الخامِس|لَهفة لِقاء

Bắt đầu từ đầu
                                    

لا تَعلم بِأن الدُخول لِحياة رَجُل مِثلَة ليس سهلًا، والخروج مِنها أصعَب، هي خاطَرت مُخاطَرَة كبيرَة وتعلَم بِأنّها لن تعود مِنها كما كانَت، لِأنهُ عصي على الفِهم، وغريب التصرُفات، غير مُتوقّع لَهُ أي تصرُّف بِالنِسبَة لَها، لِهٰذا كان توجُسها كَبيرًا كَحماسَها، لَقد كانت تَرغَب بِإخبار الجَميع عمّا حَدث، ولٰكِن في الآن ذاتَهُ تُريد تخبِئَة هٰذا السِر في مَكان لايستطيع مُفسِدين سعادَتها الوصول إليه، فَفي الفترَة المُنصرِمَة مِن حياتَها باتت تُخفي كُل خَبر سَعيد عَمّن حولَها..

لِأن ليس كُل مَن تُقابلِهُ لديه قابِلية لِسماع نَجاحَك، أو حَتى لِرؤيّة سَعادَتك، ولِأنّهُم يخفون خُبث نواياهُم تحت إبتِسامَاتهُم السامّة، لِأن ليس الجميع لديه قَلب مُتصالِح مَع ذاتَهُ، ويفتقِدوا الثِقة بِالنَفس بِطريقَة مُزريَة، لِهٰذا بَاتت السعادات كَبيرة جِدًا ويجِب إخفائها عَن الجَميع..

ولٰكِنّها بِالرُغم مِن هٰذا، كانَت تحتاج لِلكلام مَع أحد، ولَم يكُن لديها في هٰذا التوقيت أي رقم على هاتِفها، لِتتصِل بِه في هٰذا الوَقت، كما إعتَقدَت أن جدّها السيد فيچو نائِمًا الآن، لَم يَكُن لديها أحد عدا نَفسها، ولاتستطيع التكلُّم مَع نَفسها حتى لا تُصاب بِالجُنون..

" يولاند هل لازِلتِ مُستيقِظَة!؟.."

أعاد إنارَة أملها صوت السيد فيچو الذي جاء مِن خَلف باب غُرفَتها المُغلَق، نَهضت بِحماس مُبتَسِمَة الثَغر لِتفتَح الباب ولِيطل مِن خلفَهُ جدها الذي كانت ملامِحَهُ تَدُل على القَلق مُتفحِصًا مَلامِحها، إبتَسمت لَهُ مُردِفَة وهي تسحبَهُ مِن ذِراعَهُ مَعها لِلداخِل..

" لَم أستَطِع أن أنام، تعال لِأخبِرَك عَمّا حَدث مَعي.."

أردَف مُبرِرًا وهو يَجلِس على الأريكَة التي بِجانِب شُرفَتها..

" لَقد شعرت بِالقلق، فقَد عُدتِ لِلمنزِل وأنتِ في مزاج سيء، ورأيت ضوء غُرفتُكِ مُنيرًا في هٰذا الوَقت، أردت الإطمِئنان.."

جَلسَت مُقابِلَة لَهُ، ثُم أعادَت شعرَها الأسود الطويل لِلخَلف مُتنفِسّة الصَعداء، كانت تُحاوِل تَرتيب الكَلِمات في ذِهنها قَبل أن تَنطُقها، فَالتحدُّث مَع جدّها الذي يَخاف عليها أكثَر مِن ذاتَهُ يحتاج التأني والحَذَر، أردَفت بِحماس وعينيها تتوهّج..

" أنا بِخير، وأصبَحت في حالة أفضل، لَقد حَصلت على ما أبحث عَليه مُذ أشهُر.."

إبتَسم فيچو لِحماسَها وَالسعادَة التي تَشع في عينيها السوداء كَليلّة مليئَة بِالنجوم، تسائَل مُترقِبًا لِمَعرِفَة سَبب كُل هٰذِه البهجّة..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ