35& و إني في هوى خاطفي متيمة & صابرين شعبان

Start from the beginning
                                    

*********※※
نظر هادي لساعته و قال بهدوء " حسنا عمي سأذهب و لتخبر حلم عندما تأتي اليوم كما اتفقنا "
قالت عزة رافضة " لا فلتجلس لحين تعود.. هذا وقت عودتها "
قال أحمد بهدوء " أتركيه عزة مؤكد لديه عمل.. أنا سأخبر حلم عندما تعود.. أذهب بني "
نهض هادي و رحل لتقوم عزة بعد أن أوصلته للباب " لم جعلته يذهب.. تعلم أنها سترفض أن تعقد القران الأن.. مفترض به هو أن يحادثها لا أنت "
قال أحمد بلامبالاة " هو أنا لا فرق.. طالما النتيجة واحدة و هو أخبارها بطلب هادي عقد القران و الزواج في هذا الوقت دون تأخير"
زمت عزة شفتيها بحنق فهي تعلم أنها لن توافق بالتأكيد و لديها شعور أنها وافقت مرة أخرى لترضيها خاصة لعلمها بوجود ذلك الرجل في قلبها الذي لا تعرف من أين ظهر لهم..

************★
كانوا جالسين بتوتر بعد أن فتحت لهم المرأة و لم تلتفت لأي منهم و عيناها على بيسان الممسكة بيد والدها.. كان استقبالها للصغيرة يوجع القلب  و هى تركع أمامها و تمسك بكتفيها و دموعها تهطل بغزارة  أنها تشبه سيرين ابنتهم  شعرها و عيونها الخضراء ليخرج صوتها مختنق  " ما اسمك حبيبتي "
نظرت بيسان لوالدها بقلق فابتسم آمر مطمئنا و هو يقول بهدوء
" حبيبتي أجيبي جدتك.. أنها جدتك والدة ماما سيرين "
التفتت بيسان لجدتها الباكية و قالت بخجل "  اسمي بيسان "
ضمتها المرأة بقوة و هى تجهش بالبكاء هاتفة لزوجها ليخرج " محمد صغيرتنا هنا  عادت سيرين  يا محمد عادت سيرين  "
أتى زوجها على صراخها لينظر للصغيرة بلهفة و دموعه تهطل بدوره ليبعدها عن صدر زوجته  و رؤية بيسان  المضطربة لينظر في وجهها بفرح و قهرة في القلب لفقد ابنتهم  عادت لتحيا من جديد برؤية حفيدتهم  "  "سيرين " همس بألم..
ركع الرجل بدوره  و ضمها بقوة و هو يجهش بالبكاء و يتمتم بعذاب
" نعم صفية عادت سيرين "
كان الموقف بالنسبة لأمر موجع و هو يشاهد وجع المسنين بسببه و لم حدث بسببه لابنتهم هو سبب هذا الألم هو سبب هذا العذاب هو سبب هذا القهر هو من لم يحمي زوجته. هو لا أحد غيره  وجد حلم تمسك بيده فنظر إليها بوجه شاحب  و عيون زائغة.. همست بقلق " جسدك يرتعش هل ستسقط مرة أخرى "
هز رأسه نافياً بصمت.. كانت دانية متوترة بدورها و قد علمت هوية الأتين إليهم... و بعد هذا الاستقبال المؤلم لبيسان جالسين بقلق في انتظار ما سيتفوهون به..
وضعت المرأة الضيافة بهدوء و عادت تجلس بجانب زوجها الضام بيسان بحنان.. أمسكت بالصغيرة من بين ذراعيه و ضمتها بقوة و قبلتها قائلة بحنان " بيسان هل تبقين معنا هنا يا حبيبتي "
رد آمر بعنف رافضا " سيدتي أرجوكِ لا تتفوهي بمثل هذه الأحاديث مع ابنتي.. و لا تسأليها ما ليس لها بخيار به.. ابنتي لن تبرح منزلي و أنا سأحضرها لكم كلما أردتم رؤيتها "
قال محمد بعنف " كيف ستعرف أننا نريد رؤيتها كيف سنخبرك  نعلم بالضبط  أين تقيم  و إن كنا لا نعرف المكان بالضبط  و لكن سيرين  أخبرتنا بظروفك  عندما تزوجتم  و ليتها ما تزوجتك  فقد فقدت حياتها بسببك  "
تنفس آمر بعنف " فلتحددا موعدا ثابتا و أنا سأتي لرؤيتكم معها "
قالت صفية بحقد " لا تظن أنك ستحرمنا حفيدتنا كما حرمتنا ابنتنا من قبل لا تحلم بذلك "
قالت حلم بهدوء و هى تلاحظ غضب آمر لا تريده أن يتفوه بكلمة أمام الصغيرة تجعلهم يتخذونها سلاح ضده " سيدتي سيدي لا أحد هنا  يستطيع منعكم عن حفيدتكم آمر بالطبع لن يفعل ذلك  و رجاء ليس هناك داعي للحديث عن ابنتكم و اتهام آمر بما لم يفعل  أمام بيسان  "
نظرت إليها المرأة بغضب و مرارة " أنت زوجته الجديدة "
صمت تبع حديثها و دانية تمسك بيد حلم تمنعها الحديث تاركة الأمر لآمر الذي قال بهدوء " نعم هذا لتطمئنوا أن هناك من يعتني بحفيدتكم "
سأل محمد بسخرية  بالطبع تزوج  و قد نسي  ابنتهم  لتموت  وحيدة في بلاد  غريبة " و من أنتِ "
ارتبكت دانية من سؤال الرجل  الموجه إليها  " أنا زوجة شقيقه و نعيش معا في نفس المنزل "
قالت صفية بقسوة " نحن لن نترك حفيدتنا أن تربى مع زوجة أب ربما أسئت معاملتها "
رد آمر بعصبية " سيدتي لا أحد يستطيع لمس شعرة واحدة من رأس بيسان طالما هناك نفس يخرج من صدري أطمئني أرجوكِ و  بيسان تحب حلم كثيراً فلتسأليها إذا أردت "
عادت المرأة للبكاء بحرقة و هى تضم بيسان متمتمه بعذاب " اه يا ابنتي  كيف سنتحمل ألم فراقك و نحن نرى ابنتك تشب بدونك مع غريبة كيف سنتحمل أن تكون بعيدة عنا  "
قال آمر بصوت مرتجف " أرجوكِ سيدتي أنتِ تخيفين بيسان "
قال محمد بحزم " نحن لن نتركها سنطلب حق الوصاية عليها نحن لن نأمن عليها معك  بعد ما فعلته  بابنتنا "
نهض آمر بعنف فلم يعد يتحمل هذه الاتهامات التي يعلم جيداً بصحتها يكفيه ما يشعر به من دونية.. قال بحزم " حسنا كما تريد.. إذا كنت تريد علاقتك بحفيدتك عن طريق المحكمة فليكن.. هيا بيسان أظن جديكِ لديهم أمر هام يفعلونه "
قالت حلم بحزم و هى تمسك بيده ليعود للجلوس مرة أخرى " أجلس آمر لن يذهب أحد للمحكمة هنا.. بيسان هلا انتظرت مع دانية في السيارة لحين نأتي "
ردت صفية بقسوة " لا أتركيها معي قليلاً  هل ستمنعونها عنا منذ الأن  و تتحكمون  بوقتنا لرؤيتها "
ردت حلم بجدية " سيدتي لا تقلقي ستجلس معك اليوم إذا أردت و لكن هناك حديث يجب أن نجريه قبل كل شيء "
تركت المرأة بيسان التي خرجت مع دانية بوجه شاحب من مشاحنة الكبار و لم تعد تفهم شيء من هذا الصراع الدائر بين الكبار .. كان آمر يضم قبضتيه بغضب و صمت و هو لا يستطيع التفوه بكلمة أمام بيسان يكفي ما حدث في المطعم و أخافتها منه.
قال بضيق " أي حديث هذا حلم.. أنا لن أترك ابنتي تظل بعيدة عني و إذا كانا يريدان الذهاب للمحكمة ليفعلوا و لكن القانون معي و ابنتي ستكون في حضانتي  "
قال محمد بغضب " لن نتركك تهنأ معها "
قالت حلم بحزن " لماذا سيدي.. لماذا تريد أن تحول حياة حفيدتك لصراع و بؤس.. ماذا ستستفيد غير ضياع طفولتها التي مفترض بكم التمتع بها و لتكون عوض لكم عن ابنتكم "
بكت المرأة بصمت فأضافت حلم برفق " سيدتي آمر لن يكون مانع لرؤية حفيدتكم وقت تريدون إذا كان يمانع ما أتى ليخبركم عن وجودها فقط فليكن موعد ثابت لبيسان لتأتي و تراكم حتى تعتادون على بعضكما و عندها تستطيع بيسان أن تظل معكم من وقت لأخر و لكن فكرة أخذها من والدها أنها مضيعة للوقت ليس إلا لأن القانون معه بالتأكيد و لكن وقتها ستكونون قد أحدثتم شرخ بينكم لن يلتئم و هذا ليس في صالح بيسان و لا أظن ابنتكم كانت تريد أن يحدث هذا..  "
لا يعرف كيف تركها تتحدث بالنيابة عنه و لكنه لأول مرة لم يكن في حالة تسمح له ليحارب لتستقيم الأمور كان يفكر أنه كان سيخرج من هنا و لن يعود و لن يهتم إذا رأت بيسان جديها مرة أخرى.. فقط أسلم لها حياته و ابنته بطيب خاطر بل براحة و هو يشعر أنه لا يريد أن يكون الأمر الناهي في هذا.. أخرجه صوت  حلم من أفكاره و هى تقول بحزم " حسنا آمر أنت لا تمانع  صحيح "
التفت إليها بوجه شاحب " لا.. " لم يعرف على ماذا وافق و لكنه سيعرف بالتأكيد.. قالت حلم باسمة " حسنا سأذهب لجلب بيسان و سنأتي غداً لأخذها "
شحب وجهه بشدة هل وافق على ترك بيسان هنا..  اللعنة  أمسكت حلم بيده لينهض قائلة " لا تقلق أنت ستخبر بيسان أنها ستظل مع جديها للغد ليتعرفا عليها بهدوء "
عندما لم يتحرك شعرت بالقلق " آمر هل أنت بخير "
قال بصوت خافت فهو يشعر أن ساقيه ستخذلانه مجدداً و هذا الألم  لا يذهب أو يهدئ  " ساعديني لأقف حلم رجاء "
نظر محمد و صفية إليه بتساؤل و حلم تمسكه من ذراعه بقوة لينهض بساقين مرتعشتين " ماذا هناك " سأل محمد
ردت حلم بصوت مرتجف و قلبها يقرع من الخوف عليه  " لقد وقع حادث مع آمر عندما علم بموت سيرين و للأن يبدو أنه لم يتعافى سنذهب لرؤية الطبيب الأن "
لم تكن تخبره بما حدث فقط  بل بما سيحدث  أيضاً.. لتخبر آمر أنه لن يتهرب من الذهاب للطبيب كما أرادت   " بعد إذنكم سأتي بعد قليل مع بيسان فقط يخبرها والدها أنها ستظل معكم "
لم يعرف كيف عاد للسيارة على قدميه و هى ممسكة به  و هو  كل ما يريده هو ترك جسده ليحتضن الأرض لعل صلابتها ترده لرشده و يعود عقله للعمل جيداً.. أجلسته في السيارة و التفت لتجلس بجانبه و دانية تنظر إليهم بقلق.. سأل بغضب  " كيف أخبرتهم أني لا أمانع ترك بيسان لديهم اليوم "
ردت بلامبالاة متوقعة سؤاله بعد أن وعى لحديثهم الذي على ما يبدو كان منشغل عنه  بالتفكير بشيء أخر " كنت هناك وقت أخبرتهم على ما أظن "
" تبا حلم لم قلت ذلك " قالها غاضبا
ردت بحدة " ليس من أجلك بل من أجل بيسان لا أريدها تتعرف على جديها و أنتم في حالة حرب  .. لا تخف لن يأكلوها "
قالت دانية الجالسة بتوتر تنصت " ماذا هناك "
التفت لبيسان الخائفة من صوته الغاضب فلانت ملامحه و قال بهدوء مصطنع .. " لا شيء فقط بيسان ستظل مع جديها اليوم و كنت أريد أن أخبرها.. هل تريدين ذلك بسبوستي "
هزت رأسها نافية فشعر بالراحة لذلك و لكن حلم قالت برقة " حبيبتي جديكِ يريدون التعرف عليكِ هما كجدو صابر طيبي القلب و يحبونك ألم ترى كيف بكوا فرحا لرؤيتكِ لا تخافي هما يحبونك تماما كبابا  و جدو صابر و الجميع "
سألتها بيسان " تظلين معي.. لا أريد إذا لم تبقي معي "
صمتت حلم بتوتر قبل أن تقول بحزم " حسنا بسبوستي سأظل معكِ "

و إني في هوى خاطفي متيمةWhere stories live. Discover now