Chapter 3

728 44 79
                                    

أوشكتْ الشمس على المغيبْ ، و أنتِ تسرينْ بإتجاه الغرفة في نهاية الممر ... حين و صلتِ آمام الباب أصبحتْ آناملك تدقهُ في خفه هادئ ، و لم يطول الأمر على الطرف الأخر في تلبية الأمر .

قابلتكِ أمراة بدأ جلياً أنّها في عقد الرابع منْ العمر ، و قد ساده في نبرتها الجافة بعض من البرودة متماشياً مع ملامحها الصارمة ، قائلة : " تفضلي! من هنا "

قد أعطتْ لكِ بعض من المساحة لكي تدخلي و هي تمد يدها بطريقة مؤدبة الذي لا يتماشى مع نبرة صوتها أبداً ... فمطتِ شفتيكِ بهزء غير متفاجئ منْ أسلوب الخدم هنا ، ربما أعتادي على ذلك! ..

لم تطولي في التفكير كثيراً و أزحتهِ جانباً لأنّهُ لا يستحق كله هذا تفكير في حدث كهذا ، و هي مقابلة الإمبراطورة الأم ... لم يكنْ لديكٍ أي فكرة تقبع في خلايا عقلكِ فساوركٍ بعض من الفضول حولها ، هل هي من نوع المرأة الصارمة أم متغطرسة ، أو ذلك النوع من السيطرة خلف الستارة... حق قد بدأ الأمر يحتاجكِ كثيراً لمعرفتها ، من تكون!؟ ..

كانتْ خطوتكِ تطرق في مسامعكِ في حده ، و أنتِ تتبعينْ الخادمة في صمتْ رهيب ... و لم يشدكِ شيء سوى تلك الغرفة الفسيعة التى وزعتْ قطعه بذوق وبراعة في نظام جذابة ، و ألوانها الباهتة التى تحاكي ألوان الخريف ... و اكثر منْ ذلك حين جملتْ الحطان بعض من ألواح الفنية التى تعبر عن مدى الإبداع الواضح في ثنايا اللوحة.

و في صدر المجلس تربعتْ آريكة ضخمة من خشب الأبنوس ، تحيط بها مقاعد من نفس النوع ، بنفس الزخرفة الثقيلة ، كل ذلك لم يجذبك أكثر من الشخص الذي يقبع على تلك الأريكة الضخمة في فخمة و هيبة رهيبة... كان الحيوية يملئ وجهها المجعد الذي يتضح على كبر سنّها فيما غزى الشيب خصلات شعرها مستعمراً إياها..

خمنتِ على الفور أنّها الإمبراطورة الأم التى كانتْ تحتسى شرابها في رونق هادئ فما كانتا عينيها مشغولاتان في نظر آلى الزهور الحمراء التى لمحتها منذ قليل في الحديقة القصر ، كانتْ متراصة في مزهرية بلورية تقبع على طاولة مستديرة مقابلها .

لم تكنْ تلك العينان تتأملانْ ذلك الجمال الخلاب و إنّما كانتا مشدودتان في دقة مفرطة كأنّها تحاول أن تجد ذبولهنْ حتى تزحيهم من مرمى اعيونها..

تحاولينْ التخمينْ نوع شخصيتها التى هي ، بنظرها على تلك الزهور ، فقلتِ بنفسكِ أنّها من نوع الحذر ، و دقيقة جداً .

و ضعتْ فنجانها جانباً حينْ لاحظتْ وجودكِ هنا فما سارعتِ أنتِ بدورك في تحيتها بأدب و قلتِ : " مساءكِ خير ، مولاتي! "

لم تبادر بالإجابة حين آختارتْ الصمتْ لذلك و هْيَ تناظركِ بطريقة غريبة مفترس إياكِ ، كأنّها أمسكتْ بمجرماً بنظرها إليكِ هكذا.

لم تنكري تلك النظرة التى تحاول أختراق دواخلكِ كأنّها تحاول أنْ تقرا مالموجود في أعماقكِ ، ظنّه منّها أنّهُ عاري و لا تدرك أنّه مبنى بجدرانْ السميكة. و لكنّكِ لم تتجاهلي تلك الرجفة الخفيفة التى سرتْ في أنحاء جسدكِ ، التى غمرتكِ اللاشعورياً .. الغريزة التى دائما لا تخطئ ، و تحذرك في الأخذ الحذر منّها.

PRINCESS ARDIANA ( أميرة آرديانا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن