11

53 6 6
                                    

اعتراف.
.
.
.
.
وكأي نجمة مضيئة، كنت أنا، إلا أن جسدي بقي على الأرض بينما روحي للنجمات كانت صديقة.
.
.
.
.
كانت إلين ترمق أختها بنظرات تنم عن وهنها، وملاك تبادلها نظرات مطمئنة بينما تشد على يدها، كأنها تخبرها ألا تتركها، دمعة متمردة فرت من إحدى مقلتي الأخيرة، فأنزلت رأسها بينما أحنت ظهرها، وسمحت لدموعها بالتدافع.

دخل رامي ليجدها في تلك الوضعية، هو أتى كي يلومها، لكن ما اصطحبه من أدلة يجعل المتهم الوحيد هو والده، توجه نحوها بخطوات ثابتة،
"ملاك."
التفتت عندما سمعت اسمها
"نعم، أريد سماع قصتك، رجاء"

وقفت تقابله، وتدقق بملامح وجهه
"أظن أنه علينا أن نخرج من هنا أولا، أريدها أن تحظى ببعض الراحة"
أومأ المعني رأسه إيجابا، وتوجه كلاهما نحو حديقة المشفى، تمشيا قليلا، وقد كان الهواء يداعب خصلات الحسناء السوداء، ورامي يسترق النظر لملامحها بين الفينة والأخرى، هو لن ينكر أنها تشبه من كانا في الصورة، لكنه يريد سماع قصتها، بلسانها هي.

توقفت عند أحد الكراسي، جلست هناك وابتسمت له كي يجلس بجانبها، استجاب لها، كانا يجلسان مقابلين لبعض الحشائش بينما الشمس كانت توشك على التواري هناك بعيدا، أين تكمن الأساطير.

"والدك..قتل والديّ."
لم يبعد نظره عنها، ولم تتحرك هي تنتظر ردة فعل منه.
"واصلي"
أعادت رباطة جأشها وأدارت وجهها نحوه
"جدك كان رجلا غنيا جدا، وكان يملك شركة ضخمة، تدعى يونايتِد، لكن طمعه وجشعه جعله يحتال على صديقه، الذي كان يملك مجمعات كثيرة تحت مسمى دريم، هذا الرجل يكون جدي أنا، أب والدتي، جدك'سمير' زور بعض الملفات التي تنص على أن إحدى شركات جدي أصبحت تابعة له"
توقفت عن الحديث برهة تلتقط أنفاسها الضائعة بينما أومأ هو مشجعا
"لقد كان أبي وقتها محاميا مشهورا لذا سارع جدي إلى توكيله قضيته، عمل أبي بجهد لإسعاد أمي وتخليص والدها من كابوسه، كان بارعا كفاية وأثبت إدانة جدك..لا أعرف ما حدث بعدها، لكن في ليلة مشؤومة أبوك اقتحم منزلنا وهو متنكر، وقتل والديّ أمام ناظري، بينما خبأني أبي بحرص، كان يصرخ بأن اسمه 'ماجد' وسينتقم لوالده الذي انتحر في زنزانته، كل ما اذكره ليلتها هو اختراق الشرطة لباب منزلنا برفقة جارنا 'أيوب' لكن والدك كان قد فر بالفعل.."

لم تستطع كتم شهقتها، أراد هو أن يربت على ظهرها لكنه لازال حاقدا عليها.
"اصطحبني 'أيوب'ليلتها نحو منزله، وحرص على مرافقتي طوال الليلة، لازلت أذكر الذعر الذي ألم بي وقتها، بقيت عندهم لما يقارب الأسبوع، ثم قرر هو وزوجه أن يبقياني عندهما وينتقلا إلى منزل آخر، بقيت عندهما ولم يقصرا في دورهما كأبوين، بعد سنوات ولدت 'إلين'،كانت بمثابة أخت لي، كنت أحبهما كثيرا، لكن..لكن القدر شاء أن ينتشل ملك الموت روحيهما في حادث سيارة.."

أشاح رامي بوجهه يحرص على إخفاء دموعه، أراد أن يخبرها أنه يعتذر، يعتذر نيابة عن أبيه وعن كل شخص تسبب في أذية ملاك مثلها، لكن لسانه كان مكبلا بقيود الحيرة والتيه.

"بعد أسبوع من وفاتهما، توجهت نحو منزلي القديم، الذي توفي فيه والداي، كنت بسنك وقتها، بينما كنت أجول في غرفه، أردت أن أتفحص خزانة والدي، إلى وقتها لم أكن أعلم شيئا عن قاتلهما، فقد كنت أحاول تناسي كل شيء، لكن وفاة 'أيوب' و'نجوى' أحيت بي نار الشوق، في تلك الخزانة وجدت ملفات كثيرة تحوي قضية جدك، وبما أن أباك كان ابنه ومن ابرز موظفي شركته، كان والدي يحتفظ ببياناته أيضا، بحثت عن قضية والدك وفهمت كل شيء.."

هذه المرة نظرت في عينيه مباشرة والندم قد غلف مقلتيها
"أنا..آسفة.."

"لم..تعتذرين؟"

"أنا قتلت والدتك"

خطيئة لن تغتفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن