الفصل السادس

1.2K 43 0
                                    

الفصل السادس :
بقيت جوليا متشبثة بذلك الشاب، تحاول قدر إمكانها اللجوء لصدره العريض و بنيته الفارعة، كستار لها تختبئ خلفه...ظلت مشاعرها تموج و تتبدل بفوضاوية، فمن جهة يوجد رعبها الحقيقي من أن تنتهي قبل أن تكمل مهمتها للأخر... و من الجهة الأخرى، تلك القُبلة التي زلزلت كيانها... و سرقت أنفاسها من صدرها، و أثارت الفوضى بخفقات قلبها المتقافزة!
لحظات و عاد إدراكها لما حولها، لكن سيطرتها على جسدها لم تعد للأن...فمازالت متعلقة بعنقه متشبثة بقميصه، و شفتاه تجول و تستكشف بشرة عنقها المكشوفة كأنه هو أيضاً لم يعد يعي ما يحدث؟...و متى عليه التوقف بالضبط!
بعد لحظات تمكنت فيهم من تأنيب نفسها على إستسلامها المشين هذا... ليعود عقلها للعمل، و يتشنج جسدها بأكمله، تحاول الفكاك من حصار ذراعيه المغري بشدة!
يشعر هو بمحاولاتها، ليبتعد سريعاً بعد أن تدارك انه أدى مهمته بإتقان... و قد رحل هؤلاء الرجال عندما لم يجدونها!
يتنحنح الشاب و هو يرسم إبتسامة بسيطة مطمئنة... قبل أن يبسط كفه أمامها مردفاً.
- عُمر  أمجد.. محامي و صديقي بمصر حكاني عنك كتير، و أوصاني أساعدك هون .
تنظر له جوليا بشك و ريبة، ترفع احد حاجبيها... قبل أن تجيبه بحذر.
- مين هو صديقك ده؟... أنا معرفش حد في مصر يعرف عني حاجة!
ينظر لها عُمر بتفكير قليلاً، قبل أن يجيبها.
- صديقي هو اسمه يزيد.. و بتشتغل عنده صديقتك إسمها هنا، تعرفيها أكيد مو هيك؟
تقطب جوليا حاجبيها، و قد بدأ الإرتياح يتسرب بداخلها.
- هيك!!..إنت منين يا عمر؟
- أنا من لبنان...و عايش هون من سنين طويلة، والدي مصري، و إمي لبنانية.
ترتفع حاجبي جوليا بإندهاش، قبل أن تحرك كتفاها بلامبالاة مصطنعة... قبل أن تردف.
- أها... مش المفروض نتحرك من هنا؟ قبل ما حد يشوفنا أو يسمعنا!
نظر لها عُمر بتفكير قبل أن يومأ برأسه موافقاً... ثم يتقدمها بالسير، حتى إبتعدا عن ذلك الفندق تماماً... و ذهبا معاً لمكان أخر و هو شقة عُمر!!

في شركة يزيد...
- يعني هي بخير بجد يا مستر يزيد؟.. أنا محتاجة أكلمها ضروري لو سمحت، مش هطمن إلا لما أكلمها!
يتنهد يزيد بإرتياح، قبل أن يجيبها بهدوء.
- هنا... من الأفضل أننا منخاطرش بإنك تكلميها حالياً، لانه وارد جداً يعرفوا انها مع عُمر، و يراقبوا جميع اتصالاته...فإستحملي كام يوم لحد ما يقدروا يخرجوا من البلد بس.
تتنهد هنا بحيرة ،قبل أن تومأ برأسها موافقة مكرهة على حديثه...و شعور جديد يشزب مخالبه في قلبها متشبثاً بقوة، شعور كانت ترفض حتى التصديق بوجوده... و ها هي تسقط رأساً على عقب بالمحظور الذي كانت تتجنبه !

"فتلك المشاعر المسمى بالحب ما هي إلا وهم نقنع به أنفسنا، حتى نفرض على حياتنا أشخاص غير مؤهلين لنا... شعور نأخذه كستار نخبئ خلفه شهواتنا و رغباتنا و ضعفنا، مشاعر واهنة ضعيفة، تختفي عند أول تيار يهدد ثبات غاياتنا... الحب الصحيح هو بالتوافق الفكري، بالرضا الكامل عن الشريك بعيوبه و مميزاته، دون التنازل و الضغط من ذلك الحب... بحياة تُبنى أساسها المودة، و تظللها الرحمة، و ذلك الحب... ما هو إلا رفاهية زائدة!
وجودها من عدمه لا يهدد حياة سليمة بُنيَة على أُسس صحيحة. "

سطوة العشق ❤️ (سمر خالد) مـكتــملة Where stories live. Discover now