وضحك الشبان، بينما ابتعد الشاب النبيل من المكان ترتسم على وجهه علامات الاشمئزاز.


"كل ما يدور في بالهم هو المال"


علق في نفسه بغضب، لكنه توقف عندما لمح تلك الأميرة الساحرة بثوبها الأبيض على الشرفة، بدت مع تساقط الثلج كلوحة رائعة لملكة ثلج حقيقية، أخذ بتلك اللوحة للحظات، ثم هم نحو الشرفة، بسماعها صوت الباب الزجاجي، التفتت شبراً واحداً، ونظرت بطرف عينها التي لا يمكن رؤيتها بين تلك الرموش الكثيفة. تردد قبل أن يتحرك ويقول بمرح:


- ما الذي تفعله سمو الأميرة هنا؟ ألا تشعر بالبرد؟


لم يحصل على إجابة، كما لم يحصل على ردة فعل، نظر نحوها بدهشة ثم ابتسم، وانحنى:


- أدعى لايونيل، الأمير الأول لمملكة مانتيل، ربما سمعت سمو الأميرة بهذا الاسم من قبل.


انتظر بضع دقائق، كانت دقائق صمت خانقة مع زخات الثلج القارسة، ما جعله يزم شفتيه بتوتر، حين فتحت فمها أخيراً، وخرج صوتها البارد:


- وأتيت إلى هنا.


بدت جملتها تهديداً أقرب منها إلى تعجب، نبرتها الباردة أدخلت في جسده برودة أشد من الجو نفسه ما جعله يقف مستقيماً متجمداً. حاول التوضيح:


- أتيت لأطمئن على سمو الأميرة أميليا، أليس من واجب العائلة الملكية أن تقلق!


- تقلق!


كرتت كلمته بسخرية، ما جعله ينظر نحوها مباشرة، وتحولت ملامحه إلى أكثر جدية:


- أجل سموك.


ثم خرجت ابتسامة مكر، ولمعت عيناه بوميض الدهاء، وهمس:


- ألا تريد سمو الأميرة الخروج من هنا؟


عصفت الرياح باتجاههما، فحركت من خصلات شعرها وكشفت عن نصف وجهها، بينما خبئ نصفه الآخر بالظلام الدامس، إلا أن ومضة واحدة كافية لتعرف أنها تستحقر ما يقف أمامها، عيناها الناعستين كما لو أنها تنظر إلى شيء لا أحد يستطيع رؤيته غيرها، نظراتها تلك تجعلك متجمداً من الذعر كما لو أنها تستطيع قراءة داخلك.


- هل أنا بلهاء؟


نبرتها البطيئة الباردة أصبحت أشد رعباً، فتح عينيه بدهشة حين وجدها تلتفت بجسدها كاملاً نحوه، هذه المرة ليست عينً واحدة منها تقرأ داخله، ولكن اثنتين، شعر بقدماه ترقص من شدة البرد، لكنه وقف ثابةً في مقاومة لهجومها.


- سمو الأميرة، بالتأكيد لن أنوي ذلك الآن، ما أحاول قوله ...


لكن بريق عينيها الذي سطع فجأة خلال الظلام جعله يرشف كلماته على مضض، ثم انحنى برشاقة، وقال:


- سمو الأميرة، سأتطلع دوماً لليوم الذي تقررين فيه الخروج.


ثم هم متراجعاً، يعلم تماماً أن الأميرة أميليا ليست بتلك البلاهة لتهرب معه، أو حتى لتثق بكلماته، ابتسم ساخراً من نفسه عندما تذكر ذلك الأمر.


...

أميري اللطيف - My Lovely PrinceWhere stories live. Discover now