8- لست بودكِ !

Comincia dall'inizio
                                    

قفز عن السرير وسحبها خلفه بغيظ وهو يردد " لن تنامي هنا، ستنامي في جناح الجواري، عقابًا لكِ. "

" جواري جواري، على الأقل هنام براحتي .. " سخرت فدفعها إلى خارج جناحه ونادى على أحد الخدم ليرسلوها نحو جناح الجواري

استدار ليدخل إلى جناحه وقبل أن يغلق الباب وجدها تدخل رأسها مرة أخرى وتطالعه بأعين راجية

ظن أنها ستطلب المسامحة لتنام هنا لكنه فوجئ بها تحمحم " ما تجيب تفاحتين من الي في الطبق، عشان مالحقتش آكل منهم ! "

تحرك بوجهٍ مشتعل نحو الطبق وأمسك بتفاحة ثم قذفها في وجهها فهربت بسرعة وحينها بدأ في الصياح

" لو رأيتكِ اليوم مرة أخرى يا عائشة سأقطع رأسكِ اللعين. "

كان زيدان قد استعاد وعيه وأتى إلى جناح الوالي ليجده يصرخ بالداخل بهذا فابتلع لعابه وخر أرضًا مرة أخرى

نظر له محمد باشا بضيق وصرخ " هل تظن جناحي مكانٌ جيد لأن تفقد الوعي؟ "

هب زيدان واقفًا وهو يرتعش وحمحم لينظف حلقه ثم سأل بصوتٍ متقطع مرتجف " ما ... ما رأي ... جلالتك ... في تلك ... الجارية ؟ "

رمقه محمد باشا بصمت، وبدأ زيدان بتخيل رأسه مقطوعة ومعلقة على باب زويلة

ذم الوالي شفتيه وبدى وكأنه يفكر، كل الجواري متشابهات .. عداها ! لقد نفذ زيدان طلبه فعلًا ولقد جلبها مختلفة، وقحة وزنديقة وماجنة وجميع الصفات السيئة بها لكنها خفيفة الظل كثيرًا وأهم شيء لا تطيعه ضد رغبتها،

كان الأمر مثيرًا له بشدة، فهذه أول مرة لا تتحرش به جارية أو تحاول إغوائه، حتى عندما غازلته لقد غازلته بطريقتها السوقية الغريبة تلك، وهو نوعًا ما أحب تلك الطريقة، فلم تبدو مصطعنة مثل الباقون.

" سأحتفظ بها، " أجاب فلم يصدق زيدان ما سمعه بأذنيه وارتسمت فجأة ملامح بلهاء على وجهه لكن الآخر صاح في وجهه " أغلق فمك زيدان، الذباب سيدخل به ! "

كان سيتحدث لكن محمد باشا قاطعه " ارحل، أريد النوم. "

خرج زيدان بسرعة بعد أن أنحنى له وهرول نحو دولت ليبلغها بالخبر.

عقدت دولت حاجبيها واستفهمت " سيحتفظ بها ! هل أنت متأكد !! أنا لا أصدق ! "

" لم أصدق أيضًا لكنه فعل ! "

" لكن لماذا أرسلها نحو جناح الجواري إذا كانت قد أعجبته ! كان ليقضي ليلته معها لو أعجب بها ! "

" لا أعلم ! " أردف وهو يحك شعره لكنه سرعان ما أكمل " اذهبي إليها الآن واستغلي ذلك الوقت لتهذيبها، من المؤكد سيطلبها غدًا. ".

دخلت دولت إلى جناح الجواري والذي كان به العديد من السرائر، الجميع نائم لكنها سمعت صوت شخير ولقد ذهبت مباشرةً نحوه، فهي بشكل أو بآخر توقعت صاحبته

نكزتها وهي تردف " اسيتقظ... " لم تكد تكمل جملتها حتى وجدت الأخرى تصيح " يووووه !! هي ليلة سودة أنا عارفة ! ما تسيبوني أنام الله يخربيتكم !! "

استيقظ باقي الجواري لينظروا نحوها باستغراب

قفزت عائشة عن السرير ووقفت أمام دولت " اتفضلي اديني إتهببت صحيت، عايزة إيه ؟ "

" لماذا تتحدث هكذا ! " تمتمت إحدى الجواري بقرف فنظرت نحوها عائشة لتردف " بت، خليكي في حالك ! "

" ماذا تقولين أيتها الحمقاء ! أنا الجارية المفضلة عند محمد باشا، " صرخت في وجهها

" اشبعي بيه يا أختي ! " صاحت عائشة هي الأخرى ونظرت لها بتقزز

" كيف تتحدثين عن الوالي هكذا ! " قالت نفس الجارية وهي تضع يدها في خصرها ثم نظرت نحو دولت لتكمل " سيدة دولت، يجب أن تخبري محمد باشا بذلك. "

" آه ياعقربة ! " صكت عائشة على أسنانها بغيظ فوجدت تلك الجارية تطبق أكمام فستانها وهي تتقدم منها " سأريكِ من هي العقربة. ".

بعد نصف ساعة وجد محمد أحدًا ما يطرق على بابه فنهض وهو يمسح على عينيه الناعسة ليفتح الباب ويجد عائشة أمامه تبكي بقوة

" الحقني يابودي ضربوني ! "

عقد حاجبيه وحاول استيعاب ما يحدث فاستفهم " لماذا تبكين ومن الذي فعل ذلك ؟ "

" الجارية الشقرا .. " أردفت من بين شهقاتها وهي تريه يدها وتشير إلى جرحٍ بسيطٍ جدًا " بص، عورتني في أيدي ... "

" كريستين مرة أخرى ! " صاح بغضب وسرعان ما نظر نحو عائشة ليردف بنبرة هادئة " توقفي عن البكاء، سأرى ما حدث حسنًا ؟ "

أومأت له ومسحت على عينيها فأمسك بيدها وذهب نحو جناح الجواري وهو على استعداد تمامًا لكي يعاقب كريستين؛ فهذه ليست المرة الأولى التي تفعل بها هذا، إنها تعتقد نفسها زوجته ولقد طفح كيله منها،

هو فقط لا يريد استعمال العنف معها لأنها أنثى وهو لن يمد يده على من هو أضعف منه، لكن ذلك لا يمنع رغبته الدفينة بضربها حقًا.

دخل وكان على وشك فتح فمه والصراخ لكنه توقف فور رؤية كريستين والدماء تسيل من أنفها وشعرها بدى متقطع تمامًا وكذلك فستانها وهناك كدمة زرقاء على عينها اليمنى

نظر نحو عائشة فأخفضت عينيها فورًا وكابحت لألا تضحك

" من منكما بدأ بالعراك ؟ " سأل بنبرة صارمة فأجابته عائشة " والله هي الي بدأت يا بودي. " 

" كاذبة، هي من بدأت ! " صاحت كريستين لكن محمد باشا صرخ فيها " صمتًا؛ فهذه ليست المرة الأولى التي تضربين فيها جارية جديدة كريستين. "

نظرت له كريستين بصدمة وأردفت " ألا ترى وجهي ؟ هي من ضربتني !! "

ابتلعت عائشة لعابها وأردفت بنبرة رقيقة وهي تنظر إلى زرقاوتيه " كنت بدافع عن نفسي يا بودي ... "

أمال عليها ليهمس في أذنها " أنا أصدقكِ وسعيدٌ لأنكِ ضربتِها، لكن لو لقبتِني ببودي مرة أخرى فسيتم عقابكِ معها، لأنني لست بودكِ واللعنة !! ".

1622Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora