"أيغتصبون الذكور أيضاً"
تسائل بيون بتعجب

"وأكثر"
أكملت المرأة مسح دموعها

كان يريد الإستفسار أكثر لكن أحد رجال الأمن طلب تفرق الجميع وعدم وجود التجمعات والتوقف عن الحديث بهذا الموضوع
لم يستطع أحد مناقشته و انصرفَ كُلٌّ لعمله رغماً عن أنفه.

نجدُ أشياءً مريبة بالحرب ؛ أشياءً تخالف الفطرة
تُبكي الحجر وتهدُم الجبال
أشياءً تعتصر القلب وتدهس المشاعر

كلمةُ حرب ليست ثلاثة حروف فقط إنها معجم مفعم بالكلمات والعبارات
رصاصٌ؛ دماء ؛ عيون باكية؛ دولٌ منهارة ؛ أجيال فاسدة؛ أطفال يتامى ؛ خوف ؛ رغبة في الموت

الحربُ ليست كلمة يقرأها أطفال هذه البلاد برواية أو كتاب! إنها شيء كبروا وهم يشاهدوه باتت تهويدتهم صوت المدافع ورصاصُ التشييع ساعتهم
حتى أن الغارات هي من توقظهم باكراً
الحاء: للحزن
الراء: للرسوخ
الباء: ضمير يعود علينا
الحرب تدل على أن الحزن رسخ بنا

كانت تلك الكلمات تتردد بعقل بيون لدرجة تمنعه من النوم لذا استقام من تحت غطائه وراح يمشي نحو باحة المدرسة
إذا قمنا بحساب الساعات التي قضاها في تلك الغرفة أراهن أنها لن تكون أكثر من خمسِ ساعات متواصلة بالرغم أنهم مكثوا هنا خمسةَ عشر يوماً بالفعل لكنه لم يستطع الصمود هناك

استقر في منتصف الباحة منسدحاً في مكانه
يراقب النجوم المكتظة في السماء
تنهّد طويلاً لعلّ آلامه تخرج مع تلك الزفرة
زخاتُ مطر نزلت على وجهه مع نسمة
هواء ساقع جعلت قلبه يرتجف برداً

كُلُّ ما يفكر به كان مصيره المجهول ، يغتصبون الذكور هنا ويستحيون النساء هناك
ما الأسوأ؟ أنجونا وهربنا ليتم إساءة معاملتنا هنا؟ ما تركيبة الوحش الذي اغتصب الشاب أصلاً إنهُ هاربٍ من حرب وموت ودماء ، كيف استطاع التفكير بشيءٍ كهذا أصلا؟

حرك رأسه يميناً ويساراً لعل الأفكار تبتعد عن رأسه
مد يده إلى جيبه يحركها في كل الاتجاهات
باحثاً عن مبتغاه
آه صحيح في الجيب الآخر-
تمتم مع نفسه ثم أخرج يده ووضعها في الثاني
ها أنت ذا-
سحب من جيبه ظرف مليء بالسجائر
أخرج إحداهن وضمها بين شفتيه
مُقَرِّباً الولاعة منها لتشتعل

يظن المدخنون أن كل نفس يأخذوه من دخان السجائر سيحرق آلامهم ويذيبها كما يحترق
النيكوتين تماماً
لذا غالباً تكون بداية المدخنين عند الفواجع
يدخن واحدة تلو الأخرى بِاللاوعي
وهاهو يخرج السيجارة الثالثة على التوالي
وإذ بِيدٍ تسحبها من أنامله
"أهذه هي الطريقة التي توصلت إليها
لإنهاء حزنك والتخلص منه؟
تبا أنت ضعيف الإرادة جداً يا هذا
لقد خاب ظني بك!"

"أه...
ييشينغ ؛ ما الذي تفعله في هذا الجو العاصف
خارج غرفتك يا أخي؟"

"ما الذي برأيك أفعله ، وما علاقة ردّك بسؤالي
أسيعيد حرق رئتيك عائلتك؟!
أجبني!"

K-BROmance:The Promise Where stories live. Discover now