الفصل السابع:-تائهٌ آخر.

Start from the beginning
                                    

لم يترك الصدمة تسيطر عليهِ فقامَ بطعنِ عينها الأخرى بقوةٍ بَعدَ أن أغلقت فمها لكي تفقد بصرها بالكامل، وتناثرت قطرات الدماء على ثيابهِ ليشعر بالأشمئزاز قليلًا.

ظَلت الأفعى تتلوى ألمًا وتصدر فحيحًا حادًا بين حينٍ وآخر بينما أبتعد الفتى نحو الرفاق الستة وأشارَ لهم بأن يتحركوا لكي يبتعدوا عنها. لم يعلق الرفاق على شيء فقد تملكتهم الصدمة من شجاهة الفتى ونهضوا بسرعةٍ مستجيبين لإشارتهِ وأخذوا يهرلون مبتعدين عنها.

كانوا قريبين من نهاية تجمع الأشجار في هذا الجزءِ مِنْ الغابة، فاستغرقوا بعضَ الوقتِ ليصلوا لمساحةٍ واسعة خالية من الأشجار عدا ما يحيطها، وكانَ يقبع أمامهم منظرٌ لجبلٍ شاهقٍ بَرزَ رغمَ غياهب الليل جعلهم يتأملون فيهِ قليلًا، قَبلَ أن ينهاروا على الأرضِ مرهقين.

كانَ التعب مِنْ كثر الجري والهرولة طوال اليوم قد أهلكهم فجلسوا جمعيًا مع الفتى على الأرضِ يحاولون التقاطَ أنفساهم وغصةٌ للحالِ الذي هم فيهِ تخنقهم جميعًا. أن تتواجد في مكانٍ مجهول وتجري خلف المجهول لأمرٌ مرهقٌ للغاية وقاتل، وهذا كان حالهم جميعًا.

بعدَ أن استطاعت أن تتمالك نفسها من الأنفجار باكية مِنْ كُلّ ما يحدث معهم هناك، بادرت هارونا الحديث مع الفتى طارحة سؤالها عليهِ بوضحٍ:-

«مَنْ أنت؟»

كان سؤالها صادمًا بعضَ الشيءِ لهُ، فقد نسي أنه يوجد بشرٌ معهُ هنا فقد اعتادَ البقاء بمفردهِ طوال فترة تواجدهِ هنا، ففتحَ عينيهِ بوسعهما وبانت لمعتهما الفضية بوضحٍ ووجهَ نظرهُ صوبها بسرعةٍ ليتأكد من أن مصدر الصوت حقيقة وليس وهم، وما أن تأكد أجابَ بصوتٍ هادئٍ بينما يزيح أنظارهُ عنها نَحوَ القمرِ المستوطن لكبدِ السماء، موجهًا سؤالًا لها بدورهِ:-

«مَن فيكم صاحب الزُمردة؟»

جَفلَ جميعهم من سؤالهِ، واستغربوا معرفتهُ بأمر الزُمردة عدا هارونا التي كانت تعرف أنّه رأه بيدها، فأجابت بسؤالٍ آخر دون توضيح له:-

«هل تمتلك زُمردةً كذلك؟»

أغلقَ عيناهُ محاولًا جعلهما يرتاحانِ من الأرهاق الذي عانقهما، فأخذَت أكي دفة الحديث معَه وقالت مستفهمة وهي تحاول تَذكر في أيِّ مكانٍ رأيته ليبدو مألوفًا هكذا، ثم تبعها كين:-

«لماذا هاجمتنا بالبداية ثم وقفت معنا؟»

«هل أنتَ منهم؟»

كان القلق والشكّ يغلف كلمات كين حينما نطقها مما جعل الآخر يقطب حاجبيهِ مستغربًا من كلامهِ وقالَ بينما يرفع سيفهُ عن الأرض بعدَ أن وضعهُ بجانبهِ ويجعله ينتصب أمامهُ:-

«أنتم جددٌ هنا؟ لا أعلم حقًا أن كنت معكم أو ضدكم ولكن حملكم للزُمردة جعلني أطمئن من ناحيتكم لأنّي بدوري أحمل زُمردة كذلك.»

إلى العالم المَجهولWhere stories live. Discover now