-رائع! شيطان صح؟ إذا هذا الشيطان يا آنسة قد تحدى الكل في سبيلك، هذا الشيطان خالف الأوامر فقط لأجلك، ترك مسقط رأسه و جاء إليك، هذا الشيطان على استعداد ليخالف كل القوانين و يعاقب مختلف العواقب فقط من أجل سعادتك وراحتك!

صمت قليلا يتنفس بقوة واقترب منها ليتابع من بين أسنانه بينما هي ترمقه بصدمة شديدة

-هذا الشيطان كان يلوم نفسه على أشياء لم يرتكبها حين كان يراك حزينة، هذا الشيطان ترك كل شيء خلفه وجاء إليك وعلى استعداد ليكون معك رغما عن أنوف الجميع

صمت قليلا يحاول تهدئة نفسه وتمتم بصوت خفيض بعد أن ابتلع غصته

-هذا الشيطان قد أحبك

ازداد اتساع عيونها وفغر فاهها اندهاشا مما سمعته، بينما هو قد تراجع بعيدا عنها و نطق بنبرة جافة وملامح غير مقروءة

-هيا لنعد للمنزل وبعدها أنت لن تريني مجددا

رمقته بعدم تصديق بعدما نطق، و لحقت به وتفكيرها مشتت، كمية الأحداث التي تمر بها في الآونة الأخيرة جد غريبة، لا شيء منطقي!

ولكن هناك شيء هي متأكدة منه؛ مهما كان عليه، سواء شيطانا، وحشا أو شيئا آخر هي لا تريده أن يذهب، ليس بعد أن تعلقت به.

عزمت على أن تصارحه بهذا، فتوقفت بغتة لتنادي عليه بصوت واثق

-أندرياس!

توقف هو الآخر واستدار ناحيتها باستغراب مقطبا لتتابع هي بعد أن استلت نفسا عميقا

-أنا أيضا أريد إخبارك أني...

لم تتابع بعد أن ركض ناحيتها وأبعدها عن ذاك المكان بسرعة مما أدى لوقوعهما معا، هي أسفله وهو يعتليها.

نظرت خلفه لتدرك أنها لو ظلت بذاك المكان كانت ستسحق تحت تلك الصخرة الكبيرة نسبيا، أعادت نظرها صوبه لتجده يتأملها بنظرات قلقة لكنه سرعان ما ضمها ناحيته.

قلبه كان ينبض بصورة قوية وهي استشعرت خفقاته لشدة قربهما، ما زادها يقينا على أنها لا تريد ذهابه البتة.

جفلت بخفة بعد أن وقعت قطرة مياه على أنفها إذ بعدد القطرات يتزايد، فرفعت رأسها للسماء الملبدة بالغيوم لتدرك أنها تمطر بغزارة.

-هيا! قد تمرضين لنجد كهفا أو ما شابه حتى يتوقف المطر

سمعت صوته الهادئ يتحدث فأومأت له ليمسك يدها ويسحبها باحثا عن كهف يحميهم من المطر، أو نقول يحميها هي فلا فرق عنده إن سار تحت المطر أو لا، بضع قطرات لن تمرضه عكسها.

وجد كهفا ليدخل حتى يتحقق من عدم وجود أي خطر عليها و بعدها أمرها بالبقاء داخله بينما هو جلس خارجه سامحا للمطر بالانهمار على جسده.

ظلت تراقبه بأعين تلمع حزنا، هي أدركت بأن ما قالته جرحه كثيرا، هي جرحت قلب من أحبها واهتم لأمرها.

بللت شفتاها لتتقدم ناحيته وتردف بملامح غلفها القلق والتوتر

-ستمرض إذا بقيت هنا هيا لندخل سويا

-الشياطين لا تمرض على ما أعتقد

لم يلتفت صوبها و لكنها التمست السخرية في نبرته، قضمت شفتها السفلى بخفة ثم تقدمت ناحيته أكثر وجلست بجانبه على ركبتيها ممسكة ذراعه لتلفت انتباهه.

ابتلعت رمقها وتمتمت بنبرة منكسرة

-أنت لست شيطانا أندرياس، أنا حقا آسفة لأني نعتتك بالشيطان أنت بالنسبة لي ملاك حارس، الشيطان لن يسهر طوال الليل ليعتني بي لن يقلق علي كما تفعل و لن يعاقب من حاولوا هدم ثقتي بذاتي

تشجعت ونظرت إلى عيناه مباشرة لتتابع

-كما أن قلبي لن يلين لشيطان أبدا

رمقها بعدم فهم لتستطرد ببسمة وهنة

-أنا لا أهتم كن بشرا أو لا تكن؛ لا أهتم حقا لما أنت عليه المهم ما أنت بالنسبة لقلبي

أمسكت خده برفق و أضافت بنبرة هامسة وأعين تلمع محبة.

-وهل تعلم لم؟

بللت شفتاها وتابعت بابتسامة أوسع وصوت أعلى متجنبة نظراته المندهشة

-لأنني أيضا أحبك أندرياس

علت الصدمة تقاسيمه وألجم لسانه في مكانه، هذا حقا كان مفاجئا وغير متوقع البتة.

صمت غير مريح حل على أرض واقعهما، بيد أن داخلهما مشاعر صاخبة تتراقص على أنغام خفقاتهما.

شعرت آيلا بالحزن ظنا منها أنه لم يسامحها وما إن كادت تقف لتعود داخل ذاك الكهف حتى سحبها لتجلس بين أحضانه وأطبق شفتاه على خاصتها في قبلة عميقة، ثواني فقط وبادلته القبلة بينما تحاوط عنقه بذراعيها، ورغم أنها كانت قبلة تحت قطرات المطر الباردة فدفء تلك القبلة أنساهما برودتها.

لكن انغماس أندرياس بمشاعره جعله يخفف حذره ويقلل عمل حواسه، ليغفل عن تلك الأعين الحمراء القانية التي تراقبهما من داخل ظلمة ذاك الكهف.

وصوت حاد كان يكرر الهمس بكلمتين فقط

'آيلا ملكي!'

....

انتهى

A vampire's love ✔Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin