كَاذِب؛تَوقَّف

•01•

بيكهيُون جاهدَ كَي يحَافِظ علَى ابتِسامَتِه بينَما تجُرُّه الأخرى بِحمَاسٍ لا تفسِير لَه سوى الجُنون.

"أستطِيع السَّير بِمُفردِي" سحبَ ذِراعَه بِعُنفٍ عندَما ابتعدَا عن والِدها و عدَّل ربطَة عنُقه يحدِّق بِها بملامِحه الأصلية، البرود.

قهقهت مجدَداً و أشَارت علَى زُجَاجاتِ العطُورِ المُصطَفَّة "لأرِيك مجمُوعةَ مِيليَان إذاً، ليسَ كُلَّها لكِن أحدهَا فقط هو مَا يهُم"

ابتَعدَت نحو الطَّاوِلةِ تنتَقِي زجَاجةً فخمةً تعكِس مدَى غلاءِ سِعرِها "هذِه.. لِتُجرِّبها و تُخبِرنِي رأيَك بِها"

قالَت تمُدُّ الزُّجاجَة لَه فأخَذها و رشَّ مِنها عَلى كُمِّه ليُقرِّبَه مِن أنفِه و يستَنشِقَه.

"رائع، إنَّه رجُولِيٌ بامتِياز و مُناسِبٌ للصَّيفِ و الشّتَاء" قال مادِحاً العِطر بين يديه.

اتَّسعت ابتِسامَتُها بينَما تُشِير للزُّجاجَة "إقرأ مَا وَرد بِها"

رمشَ باستِغرابٍ و رفع الزُّجاجَة لمرآى عينَيه
"Melian's Collection
BBH"

أعادَ عينَيه نحوهَا كأنَّه يسألُها عَن معنَى ذلك و لأولِ مرةٍ هو رأى في وجهِهَا خجلاً بينَما تُجِيبُه "أنَا صنعت هذا العِطر خِصيصاً و .. جعلتُه تَحتَ اسمِك"

قالت و اقتربَت مِنه لِتكمِل "لم أستطِع إلا أن أفعَل ذلِك إذ حقاً حقاً.. أُحِبُك"

•
•
•

دقَّاتُ البَابِ قاطَعَت قِرائتَه الهَادِئة التِي يهرُب لَها كُلَّما امتلئت رأسُه بالأفكَار الغَيرِ مُحبَّبةِ عِندَه، و حِينَ رفعَ رأسَه عنِ الكِتَابِ كَان الطَّارِق قد دخَل بِالفِعل.

"لا أذكُر أنَّنِي سمحتُ لكَ بِالدُّخول، جونميون!" قالَ يطوِي كِتَابهُ جانِباً.

"ليسَ و كأنَّنِي سأجِدُكَ تُضاجِعُ امرأةً هُنا" قالَ الآخر ساخِراً و سمحَ لِنَفسِه بالجُلوسِ قربَ مكتَب بيكهيون الذِي شخر ساخِراً مِن الآخر.

"لِما غادَرتَ الاجتمَاع و أنهيتَه بِتِلكَ السُّرعة؟" قال و اتكئ على المكتَبِ يحدِّق بالآخر.

"لا مِزاج لِي لإكمَالِه" أجَاب باختصارٍ جعَل الآخر يقلِّصُ مسَاحة عَينَيهِ بِشك "لا تقُلها..مِيليَان مرةً أخرى؟"

اومئ الآخر مؤكِداً فِكرةَ جونميون الذي أراحَ رأسَه للخلفِ صجراً "ألَم تسأم مِن ملاحَقتِك؟ مرَّت ثلاثُ سنواتٍ بالفِعل!"