الفصل الاول

52.7K 785 40
                                    


ارتسمت ابتسامة خجلى تحمل سعادة الدنيا على شفتي (جمانة) وهي تطأطئ برأسها أرضا وتفرك كفيها الباردتين في توتر عندما أُغلِق باب الغرفة من خلفها بهدوء وسمعت صوته الدافئ الحنون يهمس لها بشوق و حب :
- أخيرا بقيتي معايا .. بقيتي ملكي .. لوحدي وبس .
صرخ قلبها بين ضلوعها كنت دوما ملكك فارسي وليس الآن فقط، أما هي فظلت تتطلع لأرضية الغرفة في خجل ورهبة، أمسك كتفيها برقة وأدارها لتواجهه، رفع وجهها إليه وأصابعه تحيط بذقنها لتسبل أهدابها خجلا، ابتسم لخجلها ورقتها ثم همس ثانية :
- بصي لي يالؤلؤتي .. بتهربي بعيونك ليه ؟
رفعت جفنيها ببطء وخجل لتنظر في عينيه العميقتين وسوادهما الداكن ثم أسبلتهما مرة أخرى، داعبها قائلا :
- تؤ تؤ تؤ كده ما أقدرش .. بجد بصي لي وإلا ...... وضحك ضحكة خافتة.

ابتسمت بخجل ونظرت إليه وإلى ابتسامته الرائعة على شفتيه قائلة بصوت خافت لا يكاد يسمع :
- وإلا إيه ..!
همس :
- يعني مش عارفة؟
هزت كتفيها ونفت بدلال :
- تؤ
اتسعت ابتسامته وقال :
- طيب ليه أشرح لك لما ممكن أوريكِ عملي ؟
ابتعدت عن يديه وخفضت رأسها قائلة بوجل :
- توريني ايه بالظبط ؟
ضحك ثانية وقال :
- أوريك باب الدولاب طبعا شكلك نسيتي مكانه .
ثم ضحك مرة أخرى بصوت أعلى، التفتت إليه مبتسمة ووكزته في كتفه هاتفة بنبرة طفولية :
- كده طيب ماشي وريني باب الدولاب .
أمسك كتفه متظاهرا بالألم وغمغم :
- آه ياني .. يعني من أولها بتدبحي لي القطة .. تعالي ياأمي ياحبيبتي شوفي ابنك حبيبك ( حسام ) بيتعمل فيه ايه !
ضحكت وردت :
- لا لا لا خلاص كله إلا ماما وزعل ماما أنا ماعملتش حاجة .. ليه بقى بتتهمنى زور.
ظل ممسكا بكتفه، تساءل بخبث :
- انا باتهمك زور ؟ طيب دي كتفي دي تشهد .. أنا هانزل دلوقتي على أقرب مستشفى وأعمل محضر إثبات حالة .
ضحكت برقة وقالت :
- طيب خلاص معلش بلاش المحضر المرة دي عشان خاطري .. خليها مرة تانية .
ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال هامسا وهو يقترب منها :
- يعني خلاص نكنسل المحضر.
أومأت برأسها إيجابا فهمس :
- بس بشرط !
رفعت عينيها بتساؤل فهمس مرة أخرى :
- مفيش مرة تانية .
واستمر في الضحك، ابتسمت وقالت مشاغبة :
- ده بيعتمد عليك بقى لو كنت ولد مطيع وبتسمع الكلام.
فاقترب منها أكثر وأمسك وجهها بين كفيه الدافئتين ونظر في عينيها هامسا بحب :
- أوعدك .. أوعدك .. أوعدك.
أسبلت جفنيها وابتسمت ثم رفعت عينيها إليه ثانية لتبادله همسه :
- بإيه ؟
استمر بنفس النبرة قائلا :
بإني هافضل أحبك طول عمري وملكك طول عمري وقلبي ليكي طول مافيه نبض وعيوني ماتشوفش غيرك ولا أسمع حتى صوت غيرك ولا أكون إلا ليكي لأني فعلا ومن أول لحظة بقيت ليكي .. ملكك .. خاص بيكي وعشانك وباتنفسك فهماني أنا ملكك ،، وكمان أنت ملكي .. لي .. لوحدي .. مش لحد تاني قبلي ولا بعدي.
أومأت برأسها هامسة في حب :
- لا قبلك ولا بعدك ياعشقي وجنوني وكل لحظات فرحي وكل آمالي وأحلى حلم حلمته واتمنيته.
قبل جبينها هامسا :
- كل ده .. كتير علي أوي.
أمسكت بكفيه اللذان يمسكان بوجهها وضمتهما بيديها ورفعتهما لشفتيها ولثمت كل منهما بقبلة رقيقة ثم رفعت عينيها إليه مرددة :
- حياتي كلها مش كتير عليك .. إنت اللي كتير علي .. فرحتي بيك وبوجودك وقربك كتير علي .. إنت حلمي والواقع اللي خلاني استغنيت عن عالم الأحلام وقررت أعيشه لأنك فيه .. لأنه أجمل من كل أحلامي .. بيك أنت .
صمتت وظلت تتطلع إلى عينيه، صمت هو أيضا يتطلع إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب والعشق وعيناه تلمع بدمعة خفية ثم ضمها إلى صدره ووضع أذنها على قلبه لتستمع لدقاته تحت رأسها تكاد تهتف باسمها، قبل رأسها مرة أخرى قائلا :
- ربنا مايحرمني منك يا أحلى لؤلؤة وهبها لي ربنا .. مش عارف أرد أقول إيه غير إني أدعي ربنا إن دايما يجمعنا ويقربنا منه ومن بعض .
ثم أبعدها برفق مستطردا :
- يلا ورانا صلاة ولا ناسية ؟
ابتسمت وهي ترد :
- لا طبعا ودي حاجة تتنسي .. ربنا يبارك لي في حياتي معاك ياحبيبي هأغير هدومي وأجهز حالا .
داعبها بمشاغبة :
- مش محتاجة مساعدة في الفستان .. سوستة مثلا دبوس طرحة في كمية دبابيس في حجابك مش عارف هتشيليها إزاي .
دفعته خارج الغرفة هاتفة بمرح :
- لا ماتخافش هاقدر أساعد نفسي .
توقف وهي تدفعه ورفض الخروج هاتفا بدوره :
- طيب يابنتي استني وإنت بتطرديني كده هاتي لي حاجة البسها أنا كمان ولا هافضل بالبدلة ؟
تراجعت وقالت :
- طيب اتفضل شوف محتاج إيه وبالسلامة بقى .
ضحك حبيبها ونظر إليها معاندا فبادلته نظرته معاندة هي الأخرى فقال :
- بقى كده ..! مش بأقول ياعيني عليك يا ( حسام ) ياغلبان .
ومط شفتيه في حزن كالأطفال، ضحكت لحركته و همست مداعبة :
- لا لا خلاص يلا ياقطتي خدي اللي محتاجاه واطلعي بره عشان أنا كمان اغير ونصلي .
عاد يضحك وهو يردد :
- قطتي .. ماشي .
ابتسمت وهي تتطلع إليه يحمل ملابسه ويخرج من الغرفة . أغلقت الباب خلفه واستندت إليه بظهرها ضامة يديها إلى صدرها وتنهدت بسعادة متطلعة للأعلى ثم هسمت :
الحمد لله .. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. أحمدك يارب على النعمة الكبيرة اللي اديتهالي .. يارب ماتحرمنيش منه أبدا .

خارج اسوار القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن