الفصل الثاني

2.7K 104 7
                                    


Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.




لا تبخلو بكلمة تشجيع ♥♥


_____~~~~______
بسم الله الرحمن الرحيم
_________________________
*
*
*
*
*
كانت مستلقية في الفراش نصف جالسة تتذكر شعور تلك اللحظات كم شعرت بالإنتهاك والقذارة لقد لمسها ذلك الحقير  لمسة لم تتجاوز اللحظات و لكنها تركت في نفسها شعوراً عميقاً بالرخص بانها مباحة لكل من تسول له نفسه للعبث ٖ تشعر أنها مدنسة لقد تعرضت للذلك الموقف كثيراً ولكنه كان لفظياً
فقط كان يخدش سمعها ويشعرها بالقرف والقهر لانها تصمت في كل مرة كي لا تخسر عملها ولكنه في النهاية كانت تحرشاً لفظيا ً ٖلكن ذلك الموقف لم تمر به سابقاً لم تستطع الصمت وقد خرجت عن السيطرة و صفعته ; واحساس بالظلم ينهشها لقد تحرش بها الحقير مع ذلك لقد قام ذلك العجوز بصرفها من العمل صرفها و هو يعلم انها مسؤلة عن طفلين هي المعيل الوحيد لهم ماذا ستفعل في ذلك الأمر ليس لها احد في تلك الحياة بعد رحيل زوجها 'بعد ان توفى إبراهيم قد اظهرت لها الحياة وجهها القبيح ليس لها أقارب تلجأ إليهم و أقارب إبراهيم لم ترى منهم أحداً من قبل ;وجدت نفسها وحيدة مع طفلين الكبير إحدى عشرة عاماً و الصغير خمسة أعوام  ;انسابت بعض الدموع من عينيها و هي تتذكر إبراهيم ذلك الرجل طيب المعشر لقد كان يكبرها بخمسة عشرة عام و لكنه لم يجعلها تشعر بذلك الفارق ;كان دائماً يدللها و كأنها إبنته يحتويها و كأنها طفلته الصغيرة لم يقسو عليها يوماً كان يشعرها أنه والداها و ليس زوجها ,لم تشعر معه أنها تحتاج أحد أخر لقد عوضها عن حرمانها من والدها
تنهدت بحسرة و هي تشعر بالنيران تكوي صدرها
"لقد اشتقت إليك يا إبراهيم
رحمة الله عليك فليرحمك  ربى كما اكرمتني وحفظتني و سترتني لو تعلم ماذا حدث معي بعد ذهابك يا إبراهيم لقد تعذبت كثيراً و ضاقت بي الدنيا كثيراً و لم أجد من يساعدني يا إبراهيم  "
أستغفرت الله في نفسها و
انهمرت دموعها و كأنها في سباق ;أغمضت عينيها قليلاً
ولكنها سرعاً ما فتحتهما حين رأت عينين سوداء كحلية تنظر إليها ببرود و سخرية ;
تذكرت ذلك الرجل ما كان أسمه ''''''''''  نعم ''(مؤيد السالمي )لقد تذكرت عرضه للعمل عليها ;هل قبلت
كيف قلبتِ بتلك البساطة يا منال وانتِ لا تعرفين الرجل 
يا لكِ من حمقاء كبيرة متهورة ماذا تعرفين عنه حتي تقبلي بتلك السرعة
ماذا إن كان يريد منكِ شيئاً قذر انتِ لا تتعلمين من أخطائكِ يا حمقاء هيا هاتفيه و اعتذرى له لقد ترك لكِ أرقامه
اعتدلت في جلستها وسحبت حقيبة يدها و بحثت بداخلها قليلاً حتى وجدت بطاقة التعريف الخاصة به
نظرت الي البطاقة و هي تتذكر كل ما مرت به فى ذلك اليوم
قاطع تفكيرها العميق صوت طفلها الصغير و هو يصعد الي الفراش و يجلس بجانبها
"أمي ماذا حدث لما تبكين "
إغتصبت إبتسامة شاحبة
وقالت بحنان
" لا أبكي حبيبي ان عيناي تؤلمني قليلاً فقط "
عبس الصغير وهو يمد يده و ويشير إلي أنفها الحمراء من كثرة البكاء
"و أنفك تؤلمك أيضا أمي من أحزنكِ و جعلكِ تبكين هكذا
أخبريني من هو و سأخذ بحقك منه "
ثم رفع ذراعه الصغير أمام وجهها وقال و هو يغلظ صوته "الا ترين كيف أصبحت عضلاتي سوف اسحقه لا تقلقي "
ضمته منال بشدة تكاد تسحقه بين ذراعيها تأوه الصغير
" حسنا حسنا انا اسحب حديثِ السابق و قد قرقعت عضلاتي المسكينة سوف أخبر أخي زياد هو أضخم مني وسوف يسحقه فقط أخبريني من أزعجكِ يا منال ولا تقلقي خلفك رجال أشداء "
ضحكت منال بشدة ذلك المشاغب الصغير يستطيع إنتزاع البسمة منها  وهي ذروة أحزانها هو  و شقيقه بهجة حياتها الوحيدة
ضمته بحنان وهى تلاعب خصلات شعره وتقبل وجنتيه
"سلمك الله لي انت و شقيقك
يا شقي و رداً علي سؤالك لم يزعجني أحد أنهم يخشون منك أنت و زياد الضخم بالمناسبة أين هو "
مط شفتيه بقرف
"يدرس لديه إختبار غداً"
دفعته ليسقط علي ظهره وقامت بدغدته وهو يضحك بشدة
" وانت يا كسول لماذا لا تدرس كما يفعل شقيقك
قال من ببن ضحكاته المرتفعة "ماذا ادرس يا منال هل نسيت إني في الروضة ثم و إن كنت بالمدرسة لن أدرس "
كشرت منال
"و لماذا يا سيد إياد "
اعتدل إياد  في جلسته وقال و هو يرفع ياقة السترة البيتية التي يرتديها بزهو و غرور زائف
" لاني ذكي بالطبع يا منال
ولا أحتاج إلي الدراسة كثيراً "
ابتسمت منال علي طفلها الصغير هو حقا ذكي بل حاد الذكاء ومتعلق بها بشدة يكاد يلتصق بها دائما تشعر أحياناً إنه يعوض إشتياقه لوالده في الإلتصاق بها و مشاكستها دائماً تشعر أن مزاحه و مشاغبته ستار يخفى خلفه إشتياقه لوالده الذي فقده صغيراً
نكشت شعره وقالت
"هيا أيها الذكي لنعد الطعام و مرة أخرى لا تناديني منال بل أمي يا شقي "
كشر إياد وقال بتسلط مبكر
" بلا سأناديكِ منال الست انا رجۤل البيت "
إبتسمت منال وحملته قائلة
"إذا هيا الي المطبخ يا رجلي الصغير لنعد الطعام لابد أن زياد جائع و أنت أيضا يا مشاغب "*****************
كان يتناول الطعام مع إبنته وعقۤله مازال شارداً فيما فعله منذ ۤقليل تنهد يحاول صرف تفكيره بعيداً عن تلك المنطقة المحظورة و نظر إلي إبنته قائلاً
"هل أعجبتكِ الهدية حبيبتي"
ابتسمت الصغيرة و لمعت عينيها الجملتين
"أعجبتني بشدة أبي شكراً لك لديك زوقاً رائع "
داعبت يديه خصلاتها السوۤۤداء الطويلة ثم تنهد و قال بصوتاً خفيص يكاد يسمع "ليس رائع فى كل شيئ يا ليان "
رفعت ليان رأسها ونظرت في عيني والدها السوداء العميقة
"ما بك أبي تبدو متعب للغاية هل حدث شيئاً سيئ في العمل"
ضمها إليه يقبل رأسها
"لا حبيتي العمل بخير و لكن أنا أقدمت علي شيئ لم أحسب عواقبه و تلك سابقة لم أفعلها من قبل  أخشي إني أخطأت في فعل ذلك"
إبتسمت ليان و قبلت وجنته
"أنا أثق بك يا أبي أنت دائما تقوم بالفعل الصائب ولا تخطئ مطلقاً"
نظر في عينيها بشرود و قال
" لا يوجد إنسان لا يخطئ يا ليان و لكن الخطء درجات
أحياناً يكون اختيار خاطئ واحد يكلفك الباقى من حياتك وأحياناً يكون الخطأ في تعايشنا مع ذلك الأختيار خوفاً من الاعتراف بالفشل "
ثم استقام واقفاً و هو يغادر    "لدي بعض الأعمال علي القيام بها فى مكتبي أخبري دادة زهرة أن هناك من ستحضر غداً للعمل مكان إسماعيل إلي حين  عودته "
عقدت ليان ما بين  حاجبيها
منذ متي يوظف والداها ۤۤۤۤۤۤالنساء لا يوجد سوي دادة زهرة و تلك تعمل هنا منذ كان ۤۤۤۤۤوالداها طفلاً بل هي من أعتنت به صغيراً لذا هى لديها مكانة خاصة عند والداها  و تعتبر من أساسيات المنزل
رفعت كتيفيها و انزلتهم في حيرة و عدم فهم ثم قالت ولم تستطع منع نفسها
"من تكون تلك التي كسرت قاعدة البيت العظمي من أجلها "
نظر لها مؤيد بعدم فهم
"ماذا تقصدين يا ليان انا لم أفهم "
رفعت ليان حاجبها و لوت شفتيها فى جانب واحد
"أبي أنت لا توظف النساء لا يوجد لدينا سوى دادة زهرة و كنت دائماً ترفض إحضار من تقوم بمساعدتها و حين طلبت منك هي رفضت بشدة و وظفت العم إسماعيل كي يطهو بدلاً عنها"
إبتسم مؤيد علي فطنتها و ذكائها ثم قال مراوغاً
"الا تحتسب زهرة من النساء
لو سمعتك تقولين عنها هذا لغضبت منكِ "
ثم أقترب منها و قبل جبهتها
"هيا حبيبتي إلي دراستك أنا لن أتنازل عن درجة كاملة لذا فلتبذلي قصارى جهدك "
دبت بقدميها في الارض وقالت بطفولية و هي تتمسك بذراعه تمنعه من المغادرة
" أبي حبيبي أخبرنى الست أبنتك المفضلة لما غيرت رأيك في هذا الامر"
غمز لها بعينيه وقال بسخرية
"و هل أنجبت غيرك "
ثم جذب ذراعه منها برفق مغادراً  ,نفخت بغيظ وقالت في نفسها
"حسنا أبي هناك دائماً أمل و أنا سأنتظر"
*********************
كانت تراقبه من بعيد كيف يبدو مندمجاً فيما يفعل يشبه والداه كثيراً هادئ  عاقل طيب القلب و حنون للغاية
أقتربت منه وانحنت عليه
وقبلت رأسه ,رفع زياد رأسه وإبتسم إليها
"لما مازلتي مستيقظة حتي الان الن تذهبي للعمل غداً"
إبتسمت إليه إبتسامة حزينة شاحبة
"و هل يمر علي يوم بدون عمل "
نظر إليها الصغير بحزن
" أمي إن كنت تشعرين بالارهاق من ذلك العمل أستطيع أن أعمل مع العم خالد في ورشته بعد المدرسة وأنتِ تستريحين "
ضمته إلي صدرها و هي تربت علي ظهره
"تذكرني كثيراً بوالدك يا زياد أراه بك دائماً ,لا حبيبي أنا لا أشعر بالارهاق و أنت لن تعمل في أي ورشة بعد المدرسة أنت متفوق و أريدك دائماً هكذا "
"خائنة يا منال تجعليني أنام و تذهبين لحبيب قلبكِ تحتضينه و تقبليه لم أتوقع منكِ هذا يا منال أعترفي يا منال انكِ تفضلينه علي أنا المسكين الصغير سأبكي الأن و لن أصمت حتي تضميني مثله "
التفت منال إلي الشقي الصغير و جعدت أنفها تضايقه
"ماذا افعل سيد إياد أنت لا تشبع من الأحضان و القبلات إنما زياد يعانى جفاف عاطفي من قلة الاحضان و القبلات التي تستحوذ عليها يا شقي "
ثم غمزت إلي زياد  كي يجاريها
ابتسم زياد بشر و ضم منال اقرب اليه و هو يحركة حاجبيه في إغاظة للصغير
"نعم أمي أعانى من جفاف عاطفي شديد "
أقترب منهم الصغير وقام بجذب زياد من بين ذراعي منال وجلس هو بحضنها واخرج لسانه لزياد
"هيا أمي لنذهب إلي النوم و نترك دودة الكتب للدراسة التي لا تنتهي "
ابتسم زياد بحب لشقيقه الصغير و أقترب منه و شد وجنته بقوة ثم تركها فتألم الصغير
"صغيرى يشعر بالغيرة "
عبس إياد و قد إحمرت وجنته ولكنه قال بغرور و زهو
"أغار من مَن يا بني يجب أن تكون من مقامي أولاً حتي أغار منك يا دودة الكتب أنت"
قالت منال بحزم أمومي تقاطعم
"هيا أيها السادة  لقد إنتهي وقت اللهو سوف نخلد إلي
النوم لقد تأخر الوقت "
قال زياد يحاول إثنائها
" أمي الساعة لم تتجاوز الثامنة!!! و أنا لدي دراسة الأختبار غداً"
ردت عليه
"فلتكمل غداً يجب أن تنال قسطاً من الراحة هيا إلي النوم وأنت إيها الصغير إلي النوم فوراً"
قال إياد و هو يـهرول  إلي الغرفة
"أنا في الفراش الان بل خلدت إلي النوم إنتظرى قليلاً أنا أحلُم الأن "
إنفجرت في الضحك عليه و نظرت للكبير
"هيا أفعل ما فعله شقيقك "
تنهد ثم أقترب منها يقف علي أطراف أصابعه ثم قبل جبينها "تصبحين علي خير يا أمي"
ثم ذهب إلي غرفته هو الأخر
*****************
بعٌد أن أطمئنت عليهم و انهم خلدو إلي النوم أمسكت هاتفها بعد أن أخذت الرقم من البطاقة تحاول الاتصال بذلك الرجل,رنين طويل وليس هناك من مجيب ,
حاولت مرة أخرى حتي فُتح الخط  من الطرف الأخر و قد سمعت صوته العميق يتحدث
"مؤيد السالمي يتحدث من معي "
إرتبكت قليلاً بماذا تعرف نفسها هو حتي لا يعرف أسمها ,هل تذكره بمحل العطور لا لا لا تستطيع بعد ذلك الموقف المخزى قاطع تفكيرها صوته مرة أخرى و لكن نافذ الصبر هذة المرة
"إن لم تتحدث أغلقت في وجهك لست متفرغاً لهذا الهراء"
إبتلعت ريقها بصعوبة و أخذت عدة أنفاس ثم إستجمعت شجعاتها
"سيدى أنا التي عرضت عليها عملاً في الصباح "
إبتسم   ۚ   ۚ و هو يتذكرها ولكنه قال مراوغاً بسخرية
"أي عمل لا أذكر "
ماذا ستقول الان يبدو انه قد نسي أو لم يكن جدى في الأمر قالت بعد فترة من الصمت
"لقد عرضت علي أن أطهو لكم الطعام حتي يتعافى الطاهي الخاص بكم "
إبتسم يمتع نفسه بإربكها ,لقد تذكرها منذ البداية ولكنها رغبة شريرة بداخله تستمتع بغيظها و رؤية مدي قدرتها علي التحكم في أعصابها رد بعد فترة قصيرة
"نعم نعم تذكرتكِ فتاة العطور ماذا تريدين الأن "
لم تكذب حين وصفته بالمغرور المستفز ماذا ستريد مثلاً هل تتصل به لتسأله عن حالة الطقس أم لتتسامر معه قليل الذوق هذا
"أردت الأعتذار عن العمل سيدي لن أستطيع أن  أعمل لديكم "
كز علي أسنانه بغضب و لكنه قال ببرود شديد
"هل هو لعب أطفال لقد قبلتِ في الصباح و الأن تنسحبين مثل الطفلة الصغيرة أريد أن أعلم السبب إذا تفضلتي  "
لماذا يضخم الامور هذا الرجل انه فقط عمل يستطيع أنۤ يوظف غيرها بسهولة و لكنه يتحدث كأنه مشروع زواج و قد تخلت عنه في أخر لحظة
خاطبت نفسها تنهرها
"ركزى يا غبية أي زواج انه فقط عمل لعين ترفضينه هيا هيا جدى أي سبب يقتنع به و ينتهي ذلك الامر
تنحنت قائلة
" لدى أطفال لا أستطيع التغيب عنهم طويلاً "
فكر مؤيد قليلاً (لديها أطفال لا يبدو عليها ذلك إذا أين زوجها الأحمق الذي يتركها تعمل في ذلك المكان العفن و تتعرص للتحرش و الإهانة)
قال مؤيد بهدوء بعيداً عن أفكاره الصاخبة
" نستطيع تحديد أوقات لا تتعارض مع الأطفال او يمكنك إحضارهم معك أين كنت تتركيهم و أنتِ في عملك السابق "
حسنا اجيبِ يا حمقاء لقد وقعتِ في شر أعمالك هل هذا سبب مقنع إنه لا يقنع طفل صغير هيا فكرى في مخرج يا بلهاء
"كان الصغير يذهب إلي   الروضة و الكبير إلي المدرسة و كنت أعود  من العمل فترة ما بعد العصر "
إبتسم بسخرية و قد إكتشف كذبتها هي لا تريد العمل لديه ولكنه لن يسمح بذلك
"حسنا ليس هناك مشكلة الأن  وتستتطعين البدء غداً و في ما يخص الراتب سوف أعطيك ما تطلبين لن نختلف "سقط في يديها لاتستطيع إختلاق أعذار أكثر من ذلك
حسنا فلتجرب إن لم يروقها العمل في منزلهُ تتركه و تبحث عن عملاً أخر 
قالت بهدوء
"حسناً قبلت العرض الأخير و فيما يخص الراتب سوف أخذ الراتب ذاته الذي كنت أتقاضه في العمل السابق "
رد عليها ببرود
" أنتظركِ غداً لا تتأخرى "
ثم أقفل الخط قبل أن تستطيع الرد عليه و سؤاله عن الموعد المحدد الذي لا يريد منها التأخر عنه .
تنهدت بغيظ كيف ستستطيع ان تعمل تحت إمرة هذا الرجل انه ليس مغروراً فقط وتشعر إيضاً انه غامض بعض الشيئ
حدثت نفسها كالمعتاد
" و ما شأني انا إن كان غامض او مغرور ما يربطني به هو العمل فحسب "
*******************
في الفجر إستيقظت و ذهبت لتتطمئن علي طفليها اشعلت الضوء فوجدت إياد  ينام في منتصف السرير  و غطائه بأكمله يتتدلي من السرير إبتسمت منال علي صغيرها المشاغب حتي في النوم أقتربت منه و حملته ثم وضعته في الفراش بوضعاً معتدل و جذبت عليه الغطاء ثم قبلت رأسه ,أقتربت من فراش زياد و انحت علي رأسه تلاعب خصلات شعره قالت بصوت خفيض حتي لا يستيقظ الصغير الاخر
" زياد .....زياد حبيبي لقد حان وقت الصلاة زياد ....زياد هيا استيقظ ."
رمش زياد بعينيه قليلاً من الضوء المفاجئ لعينيه ثم ابتسم قليلاً و هو يعتدل في الفراش
"حسناً يا أمي لقد استيقظت و سأذهب الأن "
ثم استقام خارجاً من الفراش ذاهباً الي الحمام حتي يتوضأ خرج بعد قليل ثم ذهب إلي منال و قبل رأسها
"انا ذاهب الي المسجد يا أمي هل تريدين شيئاً احضره لكي و انا عائد من الصلاة "
ابتسمت منال
"لا حبيبي لا اريد شيئ هيا أذهب حتي لا تتأخر علي صلاة الجماعة وانا سأصلي و اعد الفطور لنا حتي يستيقظ إياد "
بعد خروج زياد الي الصلاة توضأت منال ثم ارتدت ملابس الصلاة بعد ذلك استقبلت القبلة
وشرعت في الصلاة
كانت تطيل السجود و هي تبكي تبث الي خالقها كل شيئ تشعر به من الم و قهر و إهانة و خوف و تردد من القادم
ثم ختمت صلاتها بدعائها الي زوجها الراحل بالمغفرة
و الي زياد و إياد ان يحفظهم الله لها ثم اخراً ان يوفقها الله في ذلك العمل "
بعد ان انتهت من الصلاة و الذكر ذهبت للاعداد الفطور
في الساعة السابعة و النصف كان قد تناولو الفطور و قد أصبح الاطفال مستعدين للذهاب
وقفت منال تودع أطفالها و قد خصت إياد بالواصيا العشر " إياد لا تترك يد شقيقك لا تقترب من السيارات إياد احترس ولا تركض أثناء عبور الطريق لا تتهور و كن عاقلاً"
ثم قبلت رأسه و داعبت وجنتيه بيديها,
اقترب الصغير منها يضمها من خاصرتها
"منال لا أريد الذهاب أريد البقاء معكِ"
هزت منال رأسها بيأس من حوار كل يوم قالت بحنان تهادنه
"حبيبي انا سأذهب للعمل و  أنت ستبقي  وحيداً إن لم تذهب الي الروضة "
جذب زياد يد شقيقه الصغير يحثه علي الذهاب
"الا تمل صدقاً الا تمل تكرار ذات الطلب كل يوم و يقابل بالرفض الا تيأس يا مزعج "
قال إياد بعبوس و هو يذهب معه
"ما الضرر في الامل أن تستجيب لي يوماً و تتركني أبقي "
نظرت اليهم منال وهي تدعو الله ان يحفظهم لها و لا يريها فيهم سوء
بعد ذهاب زياد و شقيقه كانت تستتعد للذهاب الي العمل
ارتدت ملابسها المكونة من تنورة سوداء كلاسيكية واسعة بعض الشيئ يعلوها قميص من الحرير الاحمر
وقد قامت بإدخال طرف القميص بداخل التنورة
و ارتدت حجاب يجمع اللونين معاً ثم ارتدت حذاء من اللون الاحمر .
اوقفت منال سيارة أجرى و قد املت له العنوان الموجود في البطاقة و هي تشعر ان التوتر يكاد يفتك بها تفكر في التراجع في كل لحظة تمر عليها ثم الخوف من أنت تموت جوعاً هي و صغارها
لذا تشد من عزيمتها و تقول في نفسها
" من أجل الصغار يا منال من أجل الصغار "
********************

قنينة الإغواء Where stories live. Discover now