١٥٧

588 45 2
                                    

أصبت بطلق ناري في فخذي قبل مدة، وكان الشعور مريعا للغاية.
رغم أن الأمر لم يستغرق سوى بضع ثوان كي تدخل الرصاصة وتخرج، إلا أنني شعرت بألم بشع جدا.
وهذا الألم البشع جدا والذي أبقاني أصرخ لمدة طويلة حتى تناولت مادة مهدئة ومخدر موضعي كي أتناساه، شكل لي الصورة المناسبة للألم الذي أشعره بقلبي.
والذي يفوق بحجمه وتأثيره أضعاف ما شعرت به لحظة تعرضي للطلق الناري.
الأمر أن الألم العاطفي لا يحدث بالسرعة نفسها التي اخترقت بها الرصاصة اللحم في فخذي مرورا بالعظمة التي تهشمت مما ترك لي عرجة دائمة.. بل أن هذا الألم في قلبي يشبه رصاصة تخترقه بسرعة بطيئة للغاية .. كأن الزمن يمتط لحظة دخولها للقلب وعوضا أن تمضي بضع ثوان ،، تمضي سنين وأنا أشعر بحركة الرصاصة في عضلة قلبي وهي تمضي بطريقها لتخرج .. وهذا الألم البشع لا تجدي معه المهدئات ولا المخدر الموضعي كونه يحدث بالمشاعر والعواطف والذكريات وهذه الأشياء لا تخرج عبر النزيف إذا ما تهشمت أو يلتقطها الطبيب بملقاطه قطعة قطعة -ويضعها في صحن معدني ومن ثم يعطيك إياها في علبة بلاستيكية كي تحتفظ بها كذكرى مرهقة لأول جرح خطير يصيبك ونجوت منه-.. بل تستقر في القلب كشظايا، محاولة إخراجها قد يؤدي إلى نزيف حاد للدموع و ألم بالصدر يشبه احتباس الهواء في قدر محكم الإغلاق موضوع فوق لهيب نار، أي أن انفجارا هائلا قد ينتج عن محاولة الإستخراج هذه ..
وبمقابل العرجة الدائمة التي أصبت بها برجلي جراء الطلق الناري، يترك الجرح العاطفي كسر لا ينجبر ولا يحمل خطاه عكاز أو عصا خشبية ..~

أقتباسات ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن