١

33.5K 361 48
                                    

البارت الاول «مقدمة للرواية»







ناصر بتفكير يحاول يقنع ابوه بالعدول عن رأيه... تكلم بنبره رافضه ... وعينه تناظر ابوه .. : ما هو على كيفها !
اذا ما تعرف مصلحتها حنا
قاطعه ابوه باستسلام للامر ..يعاكس طبعه المتسلط في اغلب الامور : ما اقدر اغصبها على شيء .. وخاصة بعد تجربتها الاولى الفاشلة ....دامها اختارت تتحمل نتائج قرارها
سرح لثواني بعدها اكمل كلامه وهو يناظر ولده بتدقيق :
انت تعرفي يا ناصر مستحيل اجبر واحد فيكم على شيء ما تبغونه !
ناصر بمحاوله اخيره يثني رأي ابوه : يبه باكر ترجع لك تبكي من عيشة الفقر !
هز راسه بالرفض : حنين اعرفها ما تهمها هذي الامور ...تغلبها العاطفه ..وهذا الشيء إلي خلاها توافق على اخو صديقتها !
تحب البساطه ...وهذا الشيء إلي مريحني !
لو كانت وحده ثانيه من اخواتك كان وقفت وما وافقت ..بس حنين غير !
ما ابغى اكسر بخاطرها ...اذا ربنا اخذ روحي ...اكون مرتاح اني حققت لها كل امنياتها واحلامها !
سلمان متكتف وجالس مستمع ..ما عجبه كلام ابوه وموقفه مع حنين ..تكلم بمداخلة وهو يعقد حواجبه بنظرات حاده : قول انها تبغى تهرب من قيود هالعائلة !
من لما دخلت الجامعة وتعرفت على اخت وليد انقلب حالها !
تبغى تعيش بدون رقيب ولا حسيب !
كيف توافق على شخص هي اكبر منه !
باكر بعد سنين اكيد رح يرميها ويقول ابغى زوجة صغيرة ما هو اكبر مني !
انا متأكد ما خطبها الا طمعان
قاطعه ابو ناصر بضيق : خلاص يا سلمان
ناصر ما عجبه تصرف ابوه نفث اخر نفس بالسيجارة وتكلم باعتراض :تراك يبه مدلعها زياده عن اللزوم
قاطعه ينهي النقاش :انا استخرت مرتاح لذا الموضوع ...عسى ربنا يجيب الخير للجميع !
والرجال سمعته زينة
مط شفته ناصر على جنب : إلي يريحك يبه ..انت ادرى بمصلحتنا !!

**
**
**
بصالة متوسطة الحجم بنوافذ كبيرة زجاجية مطلة على الحديقة ..والستائر البيضاء تتحرك بحركات عشوائية ...وانعكاس اشعة الغروب بعيون ام ناصر إلي تستمع لكلام سلمان وقرار ابوه النهائي بالموافقة
....رفعت حاجب و ما عجبها الموضوع سلطت نظرها لحنين وبمحاولة اخيره تقنعها : يا حنين فكري زين ...باكر تندمين !
وش جابرك على الفقر !
وفوق الفقر الرجال اعرج واهتر ما يعرف يقول كلمتين على بعض !
طالعت امها بضيق الكل واقف بوجهها ...تبغى تتحرر وتطلع من قوانين هالبيت ..تعيش حياة البساطة ولا قصر الكل يفرض رأيه عليها .....ما تشوف اخو صديقتها نجوى بهذا السوء...متأكده رفض اهلها لأنه ما هو من مستواهم ...وهذا الي قهرها من المجتمع ...ما يطالعون الا المكانة الاجتماعية ...زفرت وتكلمت تنهي الموضوع : يمه رجاء ما أسمح لاحد يتمسخر !
ومين قال انه اهتر واعرج ؟
حتى لو كان اعرج واهتر ترى الرجال بأفعاله ما هو بشكله !
تابعت كلامها وهي تشوف نظرات السخريه من سلمان :
ترى هذا إلي ما هو عاجبك كل حمل البيت عليه وصابر وقايم بالمسؤولية ...ما هو مثل ولدك هذا ..شغل مسخره ...المرجله بصوب وهو بصوب !
وقف على حيله بسرعه والغضب على ملامحه ناوي عليها يطلع حرته فيها : وقسم بالله لاربيك يا
قبل ما يوصلها قاطعه صرخة اخوه الكبير ناصر: سلمان ما تستحي على وجهك !
ناظره بقهر : ما تشوف كلامها مثل وجهها !
انا اعرف البنات يستحون من ذي السوالف وانت بقوة عين تتكلمين !
ناصر بنبره غاضبه رفع يده بتهديد : سلمان كلمه زايده وقسم بالله اذبحك بيديني !
احشم نفسك واخواتك وعن الكلام الزايد !
زفر بقهر ...ما يقدر يعارض اخوه الكبير ...اعطى حنين نظرات حارقه وجلس وهو يبغى يذبحها بعيونه!
ناصر اقترب من حنين وبنبره ارعبتها ...جلس قريب منها : فكري زين بالموضوع ترى الزواج ما هو يوم ويومين !
وما هو سالفة عناد وجكر بفلان وعلان
اكتسى وجهها بالحمره خجل من اخوها الكبير ...زرع احترامه بينهم وما احد يرد له طلب !
ام ناصر بضيق : انا اقول نأخذها لشيخ يرقيها ...يمكن احد عامل لها شيء !
في بنت بعقلها تتزوج واحد بذي المواصفات !
تكلم يا ناصر انت العاقل !
وش رايك بجنون اختك ؟!
تنهد وناظر حنين إلي تناظر الأرض بانحراج : حنا نصحناها وهي حره باختيار حياتها !
سلمان يناظرها بتقييم : نشوف هالتحرر مع عيشة الفقر
قاطعته بحده : حافظ كلام زوجتك وجاي تسمعني إياه
ام ناصر بنقد: وش دخل زوجته ؟!
لمتى انت واياها مثل الشحم والنار ؟!
ما ادري وش سبب هالعداوة ؟!
ردت حنين بقوة من الكره إلي تحمله لزوجة أخوها : تتكلمين وكأنك ما تعرفين
قاطعها ناصر بدون نفس : خلاص يا حنين !
اكتف سلمان بنظراته الحاده وهو ماسك نفسه متأكد لو يقوم رح يعمل بوجهها خرائط ...تعوذ من الشيطان ...بعد ما قرر يكون طرف متفرج ...ويشوف اخرتها حتى يكون اول الشامتين!!
***
**
**
شعور الفرح ما فارقها بعد ما تزوجت الشخص إلي اعجبها برجولته وافعاله ....راميه بعرض الحائط كل الانتقادات والمعارضات ...يكفي انها مرتاحه تكمل حياتها مع اخو صديقتها بالجامعه !
لتمر سنين جميله وممتعه بالنسبة لها ...على النقيض تماما كان وضع اهلها بعد مرور سنين على زواجها
**
**
قبض على يده بقوه من الغيض بعد ما جلس بالمجلس جنب زوجته : انا الغبي الي زوجتها له !
كيف سمحت له يرحل ويستقر بمكان ثاني !
زواج اخوها ما يسمح لها تحضره !
جعله للهلاك هو وامه !
وش ذنبها حنين ما تحضر بسبب امه !
ام ناصر ترقع : تراه زوجها
قاطعها بغضب : زوجها ما قلنا شيء بس يحرمها تزورنا
قاطعته بمحاوله للترقيع : حنين تقول ما يمنعها
قطعت كلامها لما تكلم بغضب : ما يمنعها !
عندها الحين 4 بزران قولي كم مره زارتنا ؟!
ما يرسلها الا بالقطاره ...ما في خدامه تقوم بامه غيرها !
وكأنه تزوجها ممرضة متنقله لامه !
ام ناصر تنهدت بقلة حيله وهي تعرف مدى تعلق حنين بزوجها : دامها راضيه وش عليك منها !
رد بقهر : هذا إلي قاهرني !
لكن وقسم بالله إلي رفع السموات الا اقهره مثل ما قهرني !
والايام بيننا !
ابتسم سلمان بشماته وهو يناظر ابوه معصب من بعد حنين عنهم وتكلم بنفسه «جعلها من هالحال واردى »
**
**
**
في بيت متوسط الحال يتكون من دورين بأثاث بسيط لزهد صاحبة البيت ...و تحديدا في الصالة ذات الجدران باللون الابيض ..والكنب المدمج باللون الاحمر والابيض .... قفلت الخط بضيق بعد مكالمتها مع اختها ...ابوها زعلان ليه ما حضرت الزواج !
المشكله ما احد قابل يقتنع انها سعيده بحياتها !
نظرتهم للسعاده بالمال والمناصب !
ما تنكر ببدايه الزواج كان الوضع المادي صعب ...لكن بعد ما انتقل وليد للمنطقة إلي يسكن فيها اقاربه ...تغير الوضع وتحسن الوضع المادي!
وخاصه بعد تخرج اخواته من الجامعه وزواجهم خفت مسؤوليته وبدا يكون نفسه من جديد !
كل شيء تتمناه تلقاه موجود ..بس ما احد مصدق او مقتنع !
والكل يناظرها انها خدامه لام زوجها ...تفكيرهم سطحي ! ما فيه انسانيه
طبيعتها قلبها حنون ...وينفطر لما تشوف امه بحاله العجز والشغاله ما تساعدها بضمير وتطنشها لماتنادي عليها!
بناتها متزوجات خارج المنطقه ووليد بشغله ...مين يجلس عند هالمسكينه !
ترسم للمستقبل لما توصل لعمر ام وليد ...رح تكون محتاجه لاحد يقوم بها !
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
تنهدت وناظرته وهو يكلمها :وش فيك متضايقه ؟!
هزت كتوفها وهي تناظر جدارن الصالة وبتصريفه ردت
: ما في شيء !
سلط نظره عليها بامتنان لو يلف الكون ما يلقى مثلها...صدق انها بنت اصل وعرف ابوها كيف يربيها ...قاعدتها بالحياه «احب للناس ما تحب لنفسك » كلمها بابتسامه دافيه وهو متأكد من زعل اهلها : وش رايك تجهزين نفسك وتزورين اهلك
قاطعته برفض : مستحيل !
اهلي اتواصل معهم بالجوال ..ما اقدر اترك خالتي لوحدها ووضعها الصحي كذا
تكلم بتفكير : الحين اتصل بالجاره آمنه تيجي تجلس عند امي والبنات
طالعته برفض وهي تحرك حواجبها : ما احب اثقل عليها ...وش جابرها تتحمل عيالي!
رد باصرار : تجلسين عند اهلك وترتاحين من صجة العيال وتغيرين جو !
وش قلت ؟!
ما انتظر جوابها : صدقيني امنه ما رح تقول شيء ...تراها تحب الجلسه مع امي ...والشغاله عندها لو بغت شيء !
هزت راسها بالرفض : امك مثل امي وقلبي ما يطاوعني اتركها !
ناظرها بدون ما يتكلم ..بالرغم من طيبة قلبها وحنانها الا انها عنيده بشكل كبير واذا قالت لا لو كل العالم ما اقنعوها !
قررت بعد ما تتحسن ام وليد تروح تزور اهلها ..وتبارك ل أخوها بمناسبةزواجه ..
**
**
**
**
**
**
في نفس البيت بعد العصر دخلت الصالة فتاه صغيرة بقامة قصيره ..نحيله... بشعر متطاير وكأنه اصابه التماس كهربائي اقتربت من وليد و جلست قريب منه بتوسل: يا بابا ابغى
قاطعتها حنين وهي تمسكها من يدها وتجرها لجهتها : انا قلت لا يعني لا !
طالعت امهابغبن طفولي : يعني كل الاطفال برا الا انا !
وليد بطبعه متساهل عكس حنين الي ورثت القليل من طبع اهلها المتشدد ...ابتسم لها : اطلعي ساعه برا تلعبين فيها وانتبهي على اخواتك
قبل ما يكمل كانت طالعه خارج البيت !
حنين بقهر ناظرته: ليه تخليها تطلع !
رد عليها ببرود وهو يسند ظهره على الكنب: تراك كذا تخنقين البنت !
اتركيها تطلع تلعب مثل البزران ...باكر تكبر وتجلس بالبيت !
طالعته بعدم رضى : اشك انها تكبر وتجلس بالبيت !
تراك ما تعرف هالجازي من الحين لازم احبسها بطنجرة الضغط قبل ما تجيب لي المصايب من لسانها الطويل ومشاكلها إلي ما تخلص بالحاره !
استفزها برده : بعدها صغيره
قاطعته بقهر : صغيره !
10 سنوات ما هي صغيره اتذكر وانا عمري 7 سنوات طقني ابوي ليه طلعت للشارع لوحدي
قاطعها بضجر : اففف تبغين تفرضين قوانين اهلك المعقده على البنات !
ناظرته بابتسامه : أكيد لا ..بس ابغى انها تحمل المسؤوليه ..وما تكون كل حياتها لعب !
قاطعهم دخول سميه تبكي ...
حنين ناظرته : متأكده الجازي هي السبب !
طالعت سميه إلي اقتربت منها وهي تبكي،: علامك تبكين يا ماما ؟!
سميه وهي مستمره بالبكاء : جازي قفلت باب الحوش خلفها بالمفتاح وطلعت !
ناظرته بانتصار : شوف عاد هذي إلي تدافع عنها!
كيف رح تطلع الحين لموعدك ؟!
ابتسم بخفه : ما شاء الله حريصه على اخواتها قفلت الباب حتى ما يصيبهم اذى !
تركها وطلع متوجه لجدار الحوش ...تسلقه بخفه ...ونزل وهو يجول بنظره بحث عن الجازي ...ابتسم لما شافها تلعب مع العيال ..رفع يده بخفه يلوح فيها : الجازي !
ناظرت ابوها وابتسمت بتورط ...تقدمت بخطوات متردده لما اشر لها تتقدم منه ؛؛
اخفى ابتسامته على حركتها ...ومسك اذنها لما اقتربت منه وبحزم : وين المفتاح ؟!.
ابتسمت بابتسامه صفراء وهي تحاول تفلت يد ابوها عن اذنها : هذا هو معي !
شد على اذنها : وليه مقفله الباب !
عفست ملامحها بالم لما شد على اذنها : حتى عيالك البزران ما يطلعون للشارع
ترك اذنها واخذ منها المفتاح وبأمر :تعالي خذي اخوانك معك يلعبون معك او اندفسي بالبيت !
وانتبهي لاخوك احمد !
رفعت حواجبها تعترض كيف تلعب واحمد معها
قاطعها بصرامه : انا وشقلت !
مطت شفتها بقهر ورجعت ادراجها للبيت وهي تتحلف بأخواتها !
**
**
**
دخلت البيت وعافسه ملامحها ...زاد عبوسها لما تكلمت امها : خذي احمد يلعب معك
نجوى ابتسمت على ملامح الجازي شوي وتبكي وهي تتكلم : وين سميه تاخذه ؟!
كيف العب وهو معي؟!
حنين بحزم : الحين احلف ما تطلعين باب البيت !
مطت شفتها بقهروتوجهت لاحمد سحبته من قميصه باتجاه الخارج : تعال يا دب !
نجوى تنهدت بعد خروج البزران والهم اكتساها بعد ما ترملت !
حنين ضاق صدرها على صديقة عمرها إلي اكتساها الحزن من بعد وفاة زوجها : وش فيك ؟
لمتى هالحزن والضيق ؟!
نجوى مسحت دمعه تسللت على خدها تشكي حالها : صعب تفقدي شخص غالي ...متعوده 24 ساعه معك !
احس قلبي رح ينفطر ..ماني قادره اتحمل او اصدق خلاص انه رحل عن هالدنيا !!
حنين بصوت مخنوق : ما يبغى منك الحين الا الدعاء !
هزت راسها وهي كاتمه البكاء والدموع تلمع بعيونها !
**
**
**
مرت السنين بهدوء ....والصغير كبر مع الايام...وكل شخص يلتفت لحياته ويبنيها حسب رغابته ....طالع لجده بتاكيد : ايه يا جدي ابغى الجازي !
رفع حاجب مو عاجبه وتكلم باستغراب: الجازي ابنة وليد ؟!
ابو جواد بتأكيد : وش فيك يبه وكأنه ما هو عاجبك
قاطعه ابو ناصر وهو يشوف لهفة جواد ،: يمكن مستغرب ...على كل حال الله يتمم على خير ...بأي فرصه نخطبها وربي يوفقك !
ابتسم جواد بثقل : ربي يطول بعمرك يالغالي !
ابو جواد بابتسامه : واخيرا قررت تتزوج وأشوف عيالك يا ولدي !
جواد بهدوء : انا قلت لك بالوقت المناسب اخبرك ..والحمد لله جاء الوقت
ام جواد بفرحه : يا رب يتمم على خير ...ترى الجازي ما تتعوض جمال واخلاق وعلم
قاطعها ابو ناصر ينهي النقاش : الله يوفق الجميع
والتفت على ولده : ما قلت لي وش صار على المشروع الجديد !
قررت ام جواد تطلع وتخبر بناتها بهذا الخبر السعيد بعد ما انشغلوا بالحديث عن المشروع !!!

احكي غياباً مزق الوجدان~للكاتبة ضاقت انفاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن