البارت ٥

734 44 1
                                    

( انها النهايه ) همس الطبيب ، ( لقد تحمل الحاج الكثير ، كان قويا ولكنها النهاية التي لا مفر منها )، والدها يحتضر ، انه الداء الخبيث ، والدها بالمرحله الاخيرة منه ، كيف لا تعلم ؟؟ كيف استطاع ان يخفي عنها ذلك الخبر ؟؟ هل لهذه الدرجه هي بعيدة عنه ولم تشعر به ؟؟ انهارت باكيه ، نشيجها يمزق القلوب ، يوم توفت امها كانت طفله لا تعرف معنى رحيل الام ، ولكن اليوم الوضع مختلف ، اليوم تفقد امها وابيها وصديقها ومعتمدها ، بكت بألم ، ولم تشعر الا بكف مقداد يمتد ليلامس كتفها مواسيا ، انتفضت بغضب ، انتشلت نفسها بعيدا عنه و صرخت فيه ( انت السبب ، دخلت حياتنا فكنت شؤما علينا ، ليتني لم اعرفك ، ليتني لم اعرفك ) ، نظر لها مقداد بثبات ، انفرجت شفتيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ، لكن سرعان ما ادار وجهه وابتلع كلماته ، تاركا اياها تصارع احزانها وغضبها .
لم تكن الايام التي تلت انهيار الاب ، الا عدا تنازليا لوجوده في هذه الحياة ، افاقات قصيره ، تتبعها غيبوبة طويله ، بالطبع تأجل موعد الزفاف ، ولم تدر زينب هل تشكر الله ام تبكي ظيما وقهرا ، دخل محرم بأحزانه ، ولأول مرة تكتفي زينب باستماع المجالس من جهاز التلفاز ، لم تحضر زينب المجالس الحسينيه ، هذه المجالس التي لم تتغيب عنها حتى وهي في اوروبا ، كانت تبحث عنها وتلتزم حضورها ، اما هذا العام الوضع تغير ، فمنذ سقوط والدها وهي ترافقه بالمستشفى ، تتلمس لحظات وعيه زادا للأيام القادمه ، تخشى ان تتركه فتفر روحه دون وداع ، كان الخطيب بالتلفاز يهتف يا حسين ، فتختلط دموع الحزن والرهبه والخوف على خديها ، حزنا لمصيبة ابا عبدالله الحسين عليه السلام وخوفا على هذا الاب الحنون المريض المتألم ، وعندما يردد الخطيب امن يجيب المضطر ويكشف السوء ، ترفع كفيها ترجو الله ان يكشف السوء عن ابيها ،يشفيه فهو الشافي المعافي ، وعند باب الغرفه كان مكان مقداد ، الذي لم يفارقهم للحظه ، لم تكلمه منذ لحظة الهجوم العاتي ، ولم يكلمها هو الاخر ، اكتفى برعايتها من بعيد ، واستقبال الزائرين والاعتذار لهم عن صعوبة دخولهم لعيادة المريض ، ثم يدخل بعد رحيلهم ويخبر زينب ان فلانا زار والدها ، فتهز رأسها وتدسه بكف والدها ، فيخرج مقداد بصمت لمكانه عند الباب ، حتى كانت تلك الليله ... ترى ماذا حدث؟؟

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now