( انها النهايه ) همس الطبيب ، ( لقد تحمل الحاج الكثير ، كان قويا ولكنها النهاية التي لا مفر منها )، والدها يحتضر ، انه الداء الخبيث ، والدها بالمرحله الاخيرة منه ، كيف لا تعلم ؟؟ كيف استطاع ان يخفي عنها ذلك الخبر ؟؟ هل لهذه الدرجه هي بعيدة عنه ولم تشعر به ؟؟ انهارت باكيه ، نشيجها يمزق القلوب ، يوم توفت امها كانت طفله لا تعرف معنى رحيل الام ، ولكن اليوم الوضع مختلف ، اليوم تفقد امها وابيها وصديقها ومعتمدها ، بكت بألم ، ولم تشعر الا بكف مقداد يمتد ليلامس كتفها مواسيا ، انتفضت بغضب ، انتشلت نفسها بعيدا عنه و صرخت فيه ( انت السبب ، دخلت حياتنا فكنت شؤما علينا ، ليتني لم اعرفك ، ليتني لم اعرفك ) ، نظر لها مقداد بثبات ، انفرجت شفتيه وكأنه يريد ان يقول شيئا ، لكن سرعان ما ادار وجهه وابتلع كلماته ، تاركا اياها تصارع احزانها وغضبها .
لم تكن الايام التي تلت انهيار الاب ، الا عدا تنازليا لوجوده في هذه الحياة ، افاقات قصيره ، تتبعها غيبوبة طويله ، بالطبع تأجل موعد الزفاف ، ولم تدر زينب هل تشكر الله ام تبكي ظيما وقهرا ، دخل محرم بأحزانه ، ولأول مرة تكتفي زينب باستماع المجالس من جهاز التلفاز ، لم تحضر زينب المجالس الحسينيه ، هذه المجالس التي لم تتغيب عنها حتى وهي في اوروبا ، كانت تبحث عنها وتلتزم حضورها ، اما هذا العام الوضع تغير ، فمنذ سقوط والدها وهي ترافقه بالمستشفى ، تتلمس لحظات وعيه زادا للأيام القادمه ، تخشى ان تتركه فتفر روحه دون وداع ، كان الخطيب بالتلفاز يهتف يا حسين ، فتختلط دموع الحزن والرهبه والخوف على خديها ، حزنا لمصيبة ابا عبدالله الحسين عليه السلام وخوفا على هذا الاب الحنون المريض المتألم ، وعندما يردد الخطيب امن يجيب المضطر ويكشف السوء ، ترفع كفيها ترجو الله ان يكشف السوء عن ابيها ،يشفيه فهو الشافي المعافي ، وعند باب الغرفه كان مكان مقداد ، الذي لم يفارقهم للحظه ، لم تكلمه منذ لحظة الهجوم العاتي ، ولم يكلمها هو الاخر ، اكتفى برعايتها من بعيد ، واستقبال الزائرين والاعتذار لهم عن صعوبة دخولهم لعيادة المريض ، ثم يدخل بعد رحيلهم ويخبر زينب ان فلانا زار والدها ، فتهز رأسها وتدسه بكف والدها ، فيخرج مقداد بصمت لمكانه عند الباب ، حتى كانت تلك الليله ... ترى ماذا حدث؟؟
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...