انهيار

23.9K 570 4
                                    

هذه المرة الاولي- التى تدخل فيها بيت عمها عبرت السيارة البوابه الرئيسية ......منذ عشر دقائق واخيرا ظهر البيت الضخم ،،، إنه قصر وليس بيت ....... استقبلتها امراة فى اوائل الخمسينات تحمل جمال ملائكي هاديء وترتدى السواد بادرتها بالايطالية
#انت شذا ....مثلما وصفك شكري تماما
حاولت الابتسام ولكنها فشلت
# اليزين ....شكري حدثني عنك كتير
دمعت عيناها #حقيقي
اكتفت بهز رأسها تحركت معها للداخل
#تفضلي بالتأكيد متعبه وتحتاجين  الراحه
عاودها كل غضبها منه واليزين تصعد بها للاعلي سألت بعصبيه
#اين  الاستاذ يحيي ....فى العمل أليس كذلك 
سقطت دموعها وقالت
#يحيي ينتهي  ....ينتحر......يريد أن يتركني هو الآخر 
قالت باستغراب # كيف ينتحر ماذا تقولين
تنهدت اليزين وقالت بحزن
#بعد،،،، الدفن عدنا إلي  البيت ....ومن وقتها يغلق عليه باب غرفته بدون طعام
قالت بعدم تصديق
# عن من تتحدثين تحديدا
#الاتصدقين تعالي معي
تحركت بها لنهاية الممر ودقت على باب غرفته وقالت
#يحيي من فضلك افتح الباب
صراخ عالي بالايطالية
#لااريد رؤيه احد
نظرت الى شذا التى تظهر الصدمة على وجهها 
#هل صدقتيني الان
هى منفعلة غير مصدقة فهى لم تتوقع ابدا ان يكون الامر هكذا زفرت بقوة وطرقت الباب حاولت تذكر كلمة واحدة ايطالية ولكنها فشلت من فرط الانفعال زفرت بقوة وقالت بصوت عالي
#افتح الباب يايحيا
سمعت وقع خطوات ثقيلة تقترب من الباب مسحت المرأة دموعها وقالت بلهفة
#سيفتح احتمليه ارجوكي
انفتح الباب ولكنه لم يظهر تحسست ذر الاضاءة-.وفتحت النور اغمض عيناه بقوة ......فتاملته بلوعه
وجهه اصفر وعيناه المغمضة يشعان فى دوائر سوداء لحيته نامية وشعره مشعث يرتدى قميص مجعد عليه آثار دماء جافة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،كان يستند الى الطاولة وكانه لايستطيع الوقوف بثبات اقتربت منه وربتت على خده
#يحيا
فتح عيناه ببطء وتطلع اليها،،،،،،،، للحظة وامتلئت عيناه دموع حفزت عيناها على مواساتها،،،،،،،،،،، وكانه لايملك النطق قال تلات كلمات كانت بواقع زلزال عنيف هزها بقوة
#بابا ....راح ..ياشذا
ووجدت نفسها تحتضنه الى صدرها
،#اهدى يايحيا ..... اهدى
رفع راسه ونظر فى عينها وقال بضياع
#هو ممتش دا كابوس....صح
ارتعش بانفعال
#صحيني .... عايز افوق واتلقاه جنبي ..... مش هيسبني لوحدى عمره ما عملها .....
انه يهزي وهو ينظر الى يديه ويرتعش بقوة
#انا اشيله بايدي وهو متقطع نصين ....لييه ،،،،،  انا ادفن قلبي فى التراب ليه ،،،،،،انا اعمل كده  ...... مرديوش يسبوني انام جنبه .....كان المفروض انا اللى اموت مش هو ...
دموعها المنهمرة تواسية تربت على قلبه الصارخ المتالم ربتت على خده
#اهدى يا يحيا
امسك ذراعيها بقوة ...وقال بهزيان
#انت مش فاهمة ......احنا لما بنسافر نابولي بنسافر بعربية واحدة..... كنت جايب عربية جديدة وقلتله هجربها على الطريق تعالي معايا ....والله قلتله اركب جنبي  مرديش .......وقلي انا مش مستغني عن عمري سواقتك زفت ......اهوه عمره راح .......العربية كانت قدامى فلت منها فى آخر لحظة........ بس السواق بتاعة كان ماشي ورايا معرفش ....
هزها بقوة وصرخ
#انا اللى قتلته
ذراعيها على وشك الكسر ولكنها موقنه كذلك انه ليس بحالته الطبيعيه صرخت بوجهه
#يحيا فوووق ،،،،،،انت مسلم وعارف كويس قوى ان مفيش حد بيموت مكان حد ....... هو مكتوبله يموت فى الوقت دا اللى انت بتعمله دا  مينفعش
شدها بين ذراعية وقال بتمزق
#قلبي وجعني قوى ياشذا ....مش هعرف اعيش من غيره .....دا هو كل حياتى ...قطم ضهرى وسبني لوحدى معدليش حد
ربتت على راسه بحنان امسكت يده فتحرك بجوارها اجلسته على طرف الفراش وقالت بالم
#وبشر المؤمنين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا
ضرب صدره قبضته وكانه يخفف الم قلبه واطلق تاوه صارخ وبدات دموعة تسقطت
#انا لله وانا اليه راجعون
ربتت  علي خده
#بالضبط يايحيا  ........ متحرموش من الدعوة .....
احتضنت راسه الى صدرها فقال بلوعة
#يارب اغفر له وارحمه ....
اختلطت دموعهما جرحهما واحد...... كان يشهق كاي طفل تركته يفرغ كل مخزون البكاء بداخله .....تابعها باستسلام كامل .......تنزع عنه القميص وتلبسة ستره منامته الموضوعة على طرف الفراش نزعت عنه جواربه 
#لازم تنام علشان تعرف تهدا
هز راسه وقال برعب
#مش قادر ....كل اما اغمض عنيا اشوفه بيتعذب وبيعدى ربنا يريحة ..اتعذب قوى ...كنت بشوفه بيموت قدامي ومش عارف اعمله حاجة  ،،،،،مفيش دكتور قدر يخفف ألمه
وضعت اصابعها على شفتيه
#اشششش متخفش يايحيا انا معاك
نظر فى عيناها وقال برجاء
#مش هتسبيني
هزت رأسها نفيا ورفعت ساقاه فتمدد على الفراش فقالت
#انا جنبك غمض عنيك ونام
اغمض عيناه للحظة ولكنه هب جالسا وقال برعب
#مش قادر ....
جلست بجواره واحتضنت راسة الى صدرها تداعب شعره وتهدهده كطفل
#اششش ،، ، انا معاك اهدا
كان جسده ينتفض بين ذراعيها وهمس 
#خديني فى حضنك قوى انا خايف ...عايز اشم ريحته فيكي....... انت حته منه
اعتنق خصرها بقوة واراح راسه على صدرها تداعب شعره الاشقر بحنان تعيد خصلاته الناعمة الى مكانها وفى دقائق نام كاي طفل بين ذراع والدته ......تاملت وجهه الذي اشتد احمراره من اثر البكاء ....ومسحت خده الذي مازالت علية بعض الدموع .........وتنهدت بقوة وتسال عقلها من يكون هذا .... مستحيل ان يكون هذا يحيي الكائن البارد المتجمد الذي ذارها فى القاهرة مع اباه لخمس مرات لايزيدوا...... ومن اول زيارة له منذ ست سنوات أصبح هو سبب الخلاف الرئيسي بينها وبين عمها وتذكرت زيارته الاولى لمصر
كائن صامت جليدى  تذكرت حديثها مع  شكري الذي سئلها عن رأيها فيه
#نت متاكد ان دا ابنك ..مش مشكوك فى امرة
صرخ فى وجهها
#احترمي نفسك ياجزمه
قالت بحنق #انت بتزعقلي علشان الحيوان دا
#انا ابني حيوان ياشذا
#آه دب جليدى ابيض يخنق .....انت متحمله ازاي اصلا
عقد ذراعيه
،#وانتي بقي حكمتي عليه ازاي دا انتي  حتى متكلمتيش معاه
اشاحت بيدها #ياعم دا حمار ،،،،،دا بينطق اسمي غلط بقولك ايه ياريت متخنقش امي وتجيبة معاك تانى،،،، مستفزبشاااااكل اعوذ بالله ...... كان نفسي اوى اكسر وشه ...........مش فاهمة هو جايب التاحة دى منين اكيد طالع لامه
قال بغضب #احترمي نفسك يابت انتي
اشاحت بيدها
#ماشي ياعم غلطنا فى الكونتيسة بتاعتك ....بص اشحنه على ايطاليا على شان نكمل الاجازة سوا .......بدل ما اشوهولك
#ياشيخة اتنيلى انت فيكي زقه
#ماشي ياشكري ...... بس خلى الدب بتاعك دا يبعد عن طريقي علشان اتخنقت من امه
#يا شذا ملكيش دعوه بامه ....اولعي بجاز انت وهو
ابتسمت #انت كنت بتحبها قوى كدا يا شكري
#متقلبيش المواجع عليا يا بت انتي ....وعلى فكرة هو كمان رأيةفيكى كدا
#الحمد لله- ...مهي الخنقة متبادلة اهوه .....اوعي يكون بيشتم
#انا ابني مؤدب مش مسحوب من لسانه ذيك
#مش بقولك مشكوك فى امره.......... اكيد مش انت اللى مربية
#غورى من وشي
#غور انت ياحبيبي ....انت فى قضتى وحياتة غلوتى عندك يا شيخ ...........روح اقتله لحسن حاسة انه سحب الاكسجين كله من الجو
ضحك#الله- يحرقك ياشيخة
ورغم هذا وعلمه التام برأيهافيه الاانه- لم يكف عن الحديث عنه ودوما ينتهي الحديث بمشاجرة تنهدت بقوة وهى تنظر الى وجهة المستكين على صدرها ... ... لم تتخيل ابدا ان تجده هكذا طفل يتمزق لفقد اباه طفل حزين وحزنه يمسها بشدة وتذكرت عند وفاة ابيها كانت فى نفس حالته تقريبا ولم تتمكن ان تبكي وتنام الاعندما- طمانها شكرى ونامت بين ذراعية هكذا اراحت رأسها ويبدو انها من كثرة البكاء والانفعال- نامت

________  __ ______________

الوصيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن