الثالث عشر

10.2K 316 7
                                    

( الفصل الثالث عشر )

البوم السابق ليوم السفر لشرم..
في مكتب ادم..
كان يجلس ادم علي مقعده الخاص بينما يحيي جلس علي المقعد المجاور له يطالعه بتعجب واندهاش من بروده الظاهر علي ملامحه وهو يعمل علي تلك الأوراق فكيف يكون بهذا البرود وهو يعلم ما يجري الآن مع كارم وخرج تفكيره هذا علي هيئة سؤال:-
_ادم انت ازاي بارد كدا وانت عارف اللي بيحصل مع كارم
ترك ادم الأوراق التي بيده ونظر له وقال بهدوء:-
_متخفش انا هتصرف
قال يحيي بعصبية:-
_انا اللي مستغربة كلامك بالبرودة دا ولا كأنه يهمك .. دول ممكن يكونوا مموتينه دلوقتي
_لا متخفش هو لسة عايش
قال يحيي بغيظ:-
_تعرف انك بارد
رمقه بنظره ذات معزي وهو يهتف:-
_مش ابرد منك
ونظر لاوراقه مرة أخري واكمل عمله عليها
بينما يحيي نظر له بعدم فهم .. فماذا يقصد بكلماته تلك ياتري
••••••••••••••••••••••••••
في المكتب الخاص بهيثم
طرقت تاليا علي الباب بخفة ودخلت بعدما سمح لها بذلك وعلي وجهها بسمة خفيفة ساحرة سلبت لبه ما أن رأته ولكن رغم ذلك اصطنع قناعا جامدا علي ملامحه وهو يقول ببرود جليدي:-
_اهلا ياتاليا اتفضلي
دخلت وجلست علي المقعد أمامه وقالت برقة:-
_كنت عيزاك في موضوع
ركز نظراته عليها وقال بنبرته الهادئة:-
_اتفضلي قولي .. سامعك
رمشت بعيونها للحظة ثم هتفت:-
_بص اولا كدا خلينا نتعامل عادي كأني بنت عمك اوك .. ثانيا انا عيزاك في شغل .. عايزة تصميم لشركة خاصة بالازياء لاني قررت استقر هنا ومسافرش تاني
ترك كل ما قالته وتأمل جملة عدم سفرها مرة أخري ربما بسعادة وربما بسخرية ولكن علي اي حال هو لا شأن له بما يخصها تنهد وهو ينظر لها ويقول:-
_هو عمتا انا مجربتش اصمم حاجة من النوع دا بس هعمله علشانك ... يابنت عمي
اتسعت ابتسامتها وهي تستعد لتقف وتمد يدها له قائلة:-
_ميرسي يايحيي ميرسي بجد
مد يده لها وسام عليها ببطء وما أن الأمين أيديهم حتي ابعدها فورا .... فمازالت تلك الجنية تؤثر علي مشاعره وتربكه بشدة وكأنها ماس كهربائى
بينما هي بعدما العد يده عنها تركته واتجهت للخارج وبسكة انتصار علي وجهها فالعمل معه يعني التقرب منه ... وبشدة
فلنري ياابن الجيزاوي الي متي ستظل صامد في حضوري
••••••••••••••••••••••••
وقفت همس في مكانها في تلك المحكمة أمام القاضي تنتظر الوقت المناسب وهي تنظر للمحامي الاخر الخاص بأخوه موكلتها الذي ينظر لها ببسمة خبيثة فهي يعلم أن موقفها صعب ولكن هي ستؤثر عليهم من الناحية العاطفية إذا فشلت أسبابها وأدلتها
فمن باب العقل والتعقل هي معها كل الحق
نظرت لموكلتها بحزن فكيف لاشقائها يفعلون هذا بها وهم يعلمون بحاجتها لميراثها أكثر منهم فهي أرملة ولديها من الأبناء ثلاث ورغم ذلك يطمعون بمالها ويطالبون به بكل شجع
تنهدت وحينما اتي عليها الوقت لتتحدث نظرت للقاضي قائلة:-
_سيدي القاضي أن موكلتي تطالب بحقها من العدالة لعلكم تقفون بصفها وبصف الحق مطالبة بالقانون أن يتطلعون منكم علي أوراقها التي تثبت أنها بحاجة إلي حقها الشرعي أكثر من إخوتها جميعا فهي أرملة وام لثلاثة أبناء لا عائل لها سوي مال زوجها الشهري والذي لا يتعدي الألفين جنية فلذلك أطالب من سيادتكم التطلع إليها كحالة إنسانية يوجد أمامها الفرصة ولكن إخوتها يقفون أمامها كحائل دون وجه حق
قالت تلك الكلمات وتوجهت نحوه وقدمت له أوراق تثبت وفاء الزوج ومقدار معاشه ومرض أحد أبناءها بالقلب والذي يريد دوما لعلاج متكلف لان لا يمكن التدخل جراحيا الان في سنه الصغير
ظلت الأوراق والكلمات تتبادل بين القاضي ومن حوله وهي تنظر له وتتنهد بعمق محاولة أن تقدم لقلبها الهواء المطلوب
حتي جاء الرد اخيرا بما تتمني حيث قال القاضي:-
_حكمت المحكمة حضوريا بوجودي منح السيدة سعاد الالفي أموالها الشريعة كاملة خلال اسبوعين من ورث ابيها رحمه الله ... رفعت الجلسة
هتفت همس بهدوء:-
_سيدي اريد أن ارفع دعوة عليهم بوجوب منحها كامل الوعود بعدم التعرض لها باذي
هتفت المحامي الخاص لأخوه موكلتها:-
_انا اعترض
رفعت القاضي يديه علامة الصمت ثم نظر لها وقال:-
_اعتراض مرفوض ... قبلت الدعوة
لتنتهي القضية علي هذا النحو لتتقدم سعاد منها وتحتضنها بفرحة بالغة وهي تشكرها بقوة
بعد قليل كانت همس في طريقها نحو المنزل فقد انتهي عملها كما عليها التجهز فغدا موعد رحلتهم في الساعة الثامنة صباحا
••••••••••••••••••••••••••
تقدمت خطوات ادم لمنزل السيد صبري ليتبادل السلام مع معظم أفراد الحي وهو يدخله ببسمة علي وجهه فمل تلك الوجوه هو يعلمها وقضي معها معظم أوقاته الحلوة والمرة لذلك علاقته معهم قوية لـ حدا ما
وصل أمام البناية التي يسكن صابر بها صابر ليصعد درجاتها المتأكله ركضت كطفل في العاشرة حتي وصل أمام المنزل ليطرق عليه وينتظر الرد الذي جاء سريعا والسيد صابر يفتح له الباب الذي تفاجأ من حضره وأوسع له الطريق وهو يقول:-
_اهلا اهلا بالغالي .. انا قولت ناسينا ولا حاجة
دخل ادم المنزل والبسمة البشوشة علي وجهه واقترب من صابر ااحتضنه اخيرا بقوة وهو يقول:-
_كنت بظبط شوية مشاغل عندي .. ما انت عارف الحال باظ ازاي وانا محجوز
دخل صابر وخلفه ادم ليجلسا علي أحد المقاعد ثم هتف صابر:-
_طيب ودلوقتي كيف الحال
تنهد ادم وصمت للحظات قبل أن يردد:-
_هسافر شرم اسبوع وبعدها هسافر المانيا .. كفاية عليهم كدا
قال صابر بتساءل:-
_هتعمل أية هناك .. انت شغلك مع اللي هنا .. اللي هناك يتصرف معاهم الراجل اللي اسمه كين دا
تعالت ضحكات ادم وهو يردد:-
_اسمه فين مش كين
قال صابر بامتعاض:-
_مشهتفرق كلهم واحد
هتف ادم بجدية:-
_لازم اسافر علشان ارجع كارم بنفسي .. فين مراقب مكانهم دلوقتي وعارف أن كارم معاهم .. هما مجربوش يتصلوا بيا لأنهم عارفين اني عارف انهم عايزين اية فلو عايز كارم لازم اروح بالمطلوب
قال صابر:-
_انت هتروح بالمطلوب
تنهد وهو يقول:-
_معنديش حل غير كدا
صابر:-
_دا تعبك وتعب ابوك ياادم ابوك عاش عمره كله يجرب في التركيبة دي وانت كملت بعده .. هما عايزينها ليه هما بيتاجروا في السلاح أية دخل دي في شغلهم
نظر له ادم وهتف بجدية:-
_هما مش بيتاجروا في سلاح بس هما بيتاجروا في كل حاجة تيجي في دماغك والتركيبة دي يقدروا هما من خلالها يعملوا قنابل ذرية تفجر العالم .. قنبلة لكل دولة تخليها علي الأرض .. هي والتراب واحد
قال صابر:-
_وهما هيستفادوا أية بكدا
نعم هذا السؤال الوحيد الذي يشغل بال الجميع فكيف سيستفاد أؤلئك الرجال من تلك الانفجارت ؟
تنهد ادم وقال:-
_ممكن يقللوا مفعولها ويستخدموها في الاحتلال وكدا .. دا لو كان في دماغهم فكرة الاحتلال اصلا وممكن يكونوا هيعملوا عليها بطريقة تانية يستفيدوا منها ودي انا معرفش عنها حاجة
ثم حرك كتفيه علامة الجهل ليربت صابر عليهم
قبل أن يتساءل مغيرا ذلك الموضوع:-
_اومال اخبارك أية مع همس
ابتسم وقد لاحت علي ذاكرته صورتها الجميلة ليقول:-
_مشفتهاش من وقت ما طلعت بس بكرة هشوفها في شرم
ليقول صابر بحب:-
_ربما معاك يابني .. ويجعلها من نصيبك
ليردد ادم بتمني:-
_يارب
•••••••••••••••••••••••••••
في المساء في شرفة غرفة همس
جلست بجوار نادر الذي اخاطها بذراعيه ونظرت بعيونها للسماء ليحرك يده علي خصلاتها بأخوية وحب وهو يقول:-
_بتفكري في أية
تنهدت وهي تجيب:-
_ولا حاجة .. قلقانة بس شوية
قال ببعض الضيق:-
_علشان كدا مكنتش عايزك تسافري انتي بتتعبي من السفر عموما ومحدش راضي يفهم دا
ابتعدت عنه قليلا ونظرت لعيونه وهي تقول بحب:-
_بس انت بتفهمني
ابتسم وهو يقول:-
_تعرفي .. احيانا بندم أن أمي رضعتك معايا
قال بمزاج:-
_لية ياعم .. شكلك عينك كانت علي شوية اللبن اللي شربتهم
ضحك بصوت عالي علي كلماتها وبعدما هدأت ضحكاته هتف:-
_لا ياختي بالهنا والشفا .. بس تعرفي لو مكنتيش اختي كنا زمانا متجوزين من سنين
قالت بغرور مصطنع:-
_مين قالك اني كنت هوافق اتجوزك اصلا
رقمها باستحقار مرددا:-
_هو انتي كنتي تطولي اصلا
قالت هي بجدية فجأة:-
_صح يانادر انت هتتجوز أمتي
_مش لما أخطب الاول
وضعت يدها علي وجهها قائلة بضيق:-
_ايوا صح دا انت لسة مخطبتش .. طيب نلاقيلك عروسة احنا فين دلوقتي
قال نادر بهدوء وجدية:-
_سيبك من حوار العروسة دلوقتي .. نتكلم في موضوع تاني ممكن
توترت ملامحها من نبرته الجادة وهي تتساءل:-
_في أية يانادر قلقتني .. أية هو الموضوع دا
_الحجاب .. احنا مش اتفقنا انك هتلبسيه
اؤمات بنعم ليقول هو:-
_طيب متلبسش لية لدلوقتي .. انت لسة مش مقتنعة بيه
قالت بهدوء:-
_مش حكاية اقتناع .. انا مقتنعة بية كويس بس مش عارفة اقدم علي الخطوة دي
نادر:-
_انا هبقي معاكي ونتقدمها سوي .. مش بكرة مسافرين شرم ؟
اؤمات بنعم
ليتابع بهدوء:-
_يبقي نشتري من هناك لبس خاص بالحجاب وارجعي من شرم محجبة .. أية رأيك
اؤمات بـ حسنا وهي تقترب منه وتحتضنه فهو اجمل اخ في ذلك العالم بالنسبة لها
•••••••••••••••••••••••
في الصباح تجمعت عائلة الجيزاوي في المطار ومعها عائلة البحراوي متجهين معا نحو شرم الشيخ بطائرة لتكن رحلة ربما مليئة بالمغامرات للبعض .. مغامرات سعيد وآخرين شيقة .. ومفاجأت وصراعات
ومع تلك العائلة دخلت سارة وشقيقها مهند الذي ربما يلقي به الهواء في دوامة الحب وربما يخرج من تلك السفرية بلا حب وبلا غرام
علي كل حال تلك السفرية ستكون حد فاصل
بين أشياء كثيرة
بين الخطأ والصواب
والحيرة والهدوء
والحب
...
اسفة جدا جدا لعدم نزوك البارت امبارح كنت نايمة من الصبح بالليل من غير سبب وتعبانة خالص ومقدرتش انزل حتي اعتذار

رواية ادم بقلم..زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن