Ch:1

1.4K 100 36
                                    




-

كان يسِيرُ بخطواتٍ مُتثاقِلة على الأَرضِية الرُخامِية بعينانِ تكادُ تغفو وشعرٍ أشعثٌ فحيمُ السوّاد، لقد كانت ملامحهُ تبثُ الفوضى وتجاعيدُ جبِينه بانت أثر عقدِ حاجبيّه.

اليأسُ وضح فِي يداه التِي تبحثُ عن كِيس القهوة فِي الخزانة العلوِية، وسرعان مالتقطت اصابعهُ الكِيس البلاستِيكي، ليأخذهُ على عجل، ثُم يسكب ماتبقى من الكِيس في ذلك الإناء .

"والرُبع الأخِير قد رحل"

قَال بإغتمامٍ بادِي في صوته المبحُوح ثم سكب الماء بهدُوء قبل أن يسنِد بيداه على الطاولة، منتظرًا بداية صباحِه التواقُ إليها أن تجهُز.

إِقتنص نظراتٍ سريعة حول الغُرفة، والتِي لم تكُن سوى غرفة جلُوسٍ صغِيرة ارتبطت مع المَطبخ، لتقع مُقلتاه على تِلك الأرفُف الخشبِية التي كانت تحملُ العدِيد من الكُتب، أطلق تنهيدةً قصِيرة فذلك قد حملَّهُ على استذكارِ أمرٍ سعى لنِسيانه منذُ فترة .

صب لنفسِه القهوة فِي كوبٍ زجاجي ثم أخذ كُوبه بين اصابِعه الطويلة، وخرج من المنزل، واقفًا عند الباب، ليتجرع القلِيل من مُسكره المر.

كان الوقتُ مايزال باكرًا، فلم يتعدى الساعة التاسِعة صباحًا، لكن برُؤية المكان، سيبدُو وكأنه غرِق بأحضان مُنتصف الليل.

لقد كان الشارعُ هادئًا يكادُ يخلُو من الأناس الصباحِية، مع ضبابٍ ساكِن يطُوف الأنحاء، أفهذِه الحربُ الباردة أدّت إلى موافاة المنِية لكُوريا الجنوبية؟

"من كان يتخيلُ إنقلَاب الموازِين في ليلةٍ وضحاها؟"

هَمس لنفسِه حتى كان همسُه واضحًا مسموعًا فِي ذلك الشارع الساكن، ليرمُق سجادة بابِه ثُم يعقد حاجبيه من جدِيد .

"اليوم أيضًا؟ماخطبُ حامل الجرائد؟"

لقد مر اسبُوعين منذ آخِر جريدةٍ قد تلقاها عند منزِله، وهو بدأ يشعُر بالحِيرة، أفحامِل الجرائد قد تناسى وجُوده؟

لَقد كان يُخطط للإتصالِ بمكتب المَدِينة، لكن يبدُو أن الكسل أقوى من خُططه الضعِيفة، إرتشف كُوبه في جرعةٍ واحدة، ثُم اختفى خلف بابِ المنزل الصغِير .

-

"واحِد إنهاءُ كافةِ العمليات العدائِية وانسحابُ كوريا الشمالِية إلى خطِ عرض ٣٨"

غلادِيلاس | SG, MJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن