الفصل الثالث والعشرون

12.9K 423 20
                                    


.......................
"السجنية ....وأيدي العُقابُ"
*الفصل الثالث والعشرون*

_شعرت بألم حاد برأسها ولكنها لحقت أن ترى من فعل بها هكذا وأصدرت همهمات خفيفة علها تطلب النجدة من أحدٍ حولها ولكن كان الألم يخترق رأسها بقوة ، وبدت الرؤية لديها مشوشة للغاية فلم تقدر على النطق بشيء وسقطت فاقدة للوعي !
حملها "متولي" بخفة على ظهره وركض مسرعًا من حيث أتى وعدا السلك الكهربائي برشاقة فقد كان بارعًا في تلك الحركات !
في هذا الوقت شعرت "بسنت" بالخطب على "عهد" حيث أنها قد استغرقت وقتًا طويلًا في البحث فردت بريبة وحركات قلقة:
-مش معقول كل ده بتدوري عليها يا "عهد" !

-الحقي "عهودة" يا عمتو !!
قالتها "مليكة" بفزع مشيرة بأصبعها ناحية الشرفة المفتوحة للشاليه ،فنظرت "بسنت" نحوها بهلع ورعب ووجدت من يحمل "عهد" ويركض بها بعيدًا وهي فاقدة الوعي !
برّقت بعينها خائفة وركضت مسرعة وقالت بصراخ:
"مليكة" ادخلي أوضتك بسرعة ومتخفيش !
ركضت مسرعة للغاية وأخذت تصرخ بشدة للحرس الذين غفلوا عن مهمتهم :
-الحقوووني أنتوا فين "عهد" اتخفطت حد يلحقنا !
استمع الحراس لصوت صراخ فأسرعوا بشدة ومعهم أسلحتهم للناحية الأخرى من الشاليه فوجدوا "بسنت" تصرخ وتبكي وتجلس على الأرض تشعر بالخوف فأسرع لها وقال بجدية كبيرة:
في إيه يا هانم إيه اللي حصل !
نظر له ببكاء شديد وقالت بلهفة وصوتٍ لهف:
-في واحد جي وخطف "عهد" أبوس إيديك الحقها مشى من هناك بسرعة !
لم يستمع أكثر من ذلك بل ركض صوب ما أشارت "بسنت" وأمر الحارس الآخر بملازمة المكان وتأمينه جيدًا
كانت "بسنت" ترتعش بشدة وقد تذكر ما حدث معها فأخدت تكور نفسها وتبكي هلعة !
..................................
في خلال هذا الوقت انتهى "زين" من شراء مستلزمات المنزل وقال بعد عناء:
-إيه كل ده ، راحت هبتك يا "زين" خلاص !
مط شفتيه بتهكم أكثر عندما سمع صوت جرس هاتفه ولحسن حظه أنه كان قريبًا من سيارته فوضع الأكياس بها سريعًا ولكن هاتفه قد توقف عن الرنين ، تنهد بتأفف ثم ركب سيارته وما كادا يخرج هاتفه مرة أخرى حتى أحدث رنينًا آخر ليجده "يوسف" فرد باهتمام :
-أيوة يا "يوسف" ، خير في أخبار جديد عندك ؟
أتاه صوت "يوسف"" بلهفة شديدة :
-قولي أنتَ فين دلوقتي في الشاليه ؟
تعجب من صوته وارتاب بعض الشيء وهتف بحذر:
-لاء ، ليه بتسأل ؟!
قال "يوسف" بضيق شديد:
-في واحد من رجالة "عاصم" طلع من السجن فجأة وعليه سوابق كان فاضله 3 سنين ويخرج بس ادفع فيه مبلغ كبير عشان يخرج من حد مش معروف وأنتَ عارف الحكومة عندنا ما هتصدق يجيلها فلوس ، بس كده الوضع خطر أمن بيتك أكتر من كده ودلوقتي هتصل ب"مدحت" وأشوف منه الأخبار بخصوص البت "سماح" !
شعر "زين" بالقلق الشديد فجأة فقال بسرعة شديدة:
-طب اقفل دلوقتي !
أغلق دون انتظار رد منه وانطلق بسرعة كبيرة نحو منزله ، وعندما وصل استشعر خطب ما فهرع مسرعًا من السيارة ليجد الحال مزري ! ، أخته على الأرض وتبكي بشدة وبحالة خوف وحراسته يفتشون المكان !
ركض مسرعًا صوب أخته وضمها كي يطمئنها فقد كانت في حالة لا يرثى لها هدأها بسرعة وسألها بتوتر وهو يشعر ما سيُقال :
-حصل إيه ؟ ، وفين "عهد" !
نظرت له بأعين باكية وارتمت بأحضانه وهي تضرب بصدره وتقول بارتعاش:
-خطفوها ، خطفوها يا "زين" !
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وتقوست ملامحه للغضب الشديد وقف ووجه نظره صوب الحارس بنظرات حادة شديدة جعلته يرتعد وما هي لحظة إلا وأتى الحارس الآخر يلهث بخيبة أمل ، وما إن رأى "زين" نظر له بخوف بينما صاح "زين" بهم هما الأثنان:
إيه اللي حصل يا بهايم أنتم مشغل إيه أنا ، فين "عهد" إيه اللي حصل اتكلموا !!
بادر واحد منهم بالقول مطأطأ الرأس:
-يا باشا إحنا كنا واقفين في مكانا عادي زي كل يوم ومحدش بيقرب من الناحية التانية عشان الخصوصية بتاعت الهوانم وعلى حد علمي المنطقة أمان ومتأمنة بالشبك ، إحنا لقينا الهانم بتصرخ وبتقول إن في واحد أخد مدام "عهد" وجري بها وأنا شوفته وحاولت ألحقه بس اختفى في لمح البصر كأنه مخطط لكل ده !
شعر "زين" باحمرار شديد بوجهه من الغضب وقال بتهكم:
-لا فالح اتفضلوا أنتم مطرودين معنديش أنا الاستهتار ده !
على الفور علم "زين" أن عاصم هو سبب بكل ذلك كان قلبه قلق بشدة عليها ولكن توعد لهذا ال"عاصم" ولن يتركه حتى يقتله بنفسه ! ، اقترب من "بسنت" وسألها بقلق:
-"مليكة" فين ؟!!
قالت "بسنت" بعد أن ارتشفت كوب الماء لتهدأ من روعها :
-في الأوضة متقلقش !
تنهد براحة ثم قال بلهجة جادة :
حضروا حاجتكم بسرعة هنمشي حالًا لازم ألحق الوضع قبل ما يسوء أكتر أستغفر الله !
تابع مع "يوسف" بالهاتف ليخبره بالتطورات فأجابه "يوسف" باستغراب :
-يابني ما تهدى كل دقيقتين تتصل بيا مش معقول يا "زين" مش عارف أشتغل !
قال "زين" بعصبية شديدة وهو يمرر يده بخصلات شعره الغزير :
-اخلص يا "يوسف" وصلت لفين أنا مش ههدى غير لما الاقيها
تعجب "يوسف" من حالة القلق الشديدة التي شعر بها صديقه للتو فتنهد وقال :
-لسه بنحاول نتابع الكلب اللي خطافها مفيش قدامنا غير "سماح" لازم ناخد من هناك أي معلومات !
انزعج "زين" بشدة وقرر أن يتصرف بنفسه فقال بإيجاز:
-طيب هتصرف لو في جديد بلغني فورًا وأنا هركب وجايلك دلوقتي !
أغلق معه الهاتف سريعًا ثم اطمأن على ابنته أنها بخير كانت تبكي وتشعر بالخوف ضمها لها وطمأنها أن "عهد" ستكون بخير حاول أيضًا أن يهدأ أخته الخائفة ولكن من يهدأ روعه هو ؟!
انطلق بسيارته سريعًا عائدًا إلى القاهرة ، أوصل "بسنت" و"مليكة" إلى منزله وشرح لوالدته سريعًا ما حدث وشدد عليها بأن ترعى الاثنين ، ولكن "كريمة" كانت حزينة لهذا الخبر وشعرت أن تلك الفتاة عانت الكثير في حياتها ، طمأنت "زين" واتصل "زين" ب"سلمى" كي تأتي وتهتم بالأمر أيضًا وب"مليكة" !
اتصل "زين" ب"مدحت" وقال له بنبرة جادة للغاية:
-اسمع يا "مدحت" ناديلي "سعاد" من غير ما حد يحس !
ارتاب "مدحت" وقال:
-خير يا "زين"؟
تنهد "زين" وقال باقتضاب ضيق :
-"عهد" اتخطفت من الزفت "عاصم" عايز أتصرف بسرعة
شعر "مدحت" بخطورة الأمر فوقف وقال :
-تمام هجبلك "سعاد" وهرجع اتصل بيك !
انتظر "زين" حتى عاود "مدحت" مرة أخرى الاتصال به فرد على الفور ليقول "مدحت":
-"سعاد" معاك يا "زين"
وعند سماع صوتها قال "زين" بنبرة قوية:
-اسمعي كويس خليكي ورا "سماح" وتحركاتها أي حاجة دلوقتي تسمعيها تتصلي عليا تتقوليلي فورًا وخلي بالك تكشفك !
أومأت "سعاد" برأسها وقالت على الفور:
-حاضر يا "زين" بيه أنا ملاحظة دلوقتي إنها بتخطط لشيء امبارح سلمت شنطة كبيرة لواحد مكنش زي كل مرة كيس صغير !
تنهد "زين" بثقل وألم وقال :
-أنا عارف هي ناوية على إيه هيتم القبض عليها انهاردة بس لما نعرف تخطيطها دلوقتي
-متقلقش حضرتك اعتمد عليا هتصرف وهبلغك بالجديد "مدحت" بيه مع حضرتك !
تحدث "مدحت" فور خروج "سعاد" وقال بعزم :
-"زين" أنا هجيلك القسم دلوقتي ومعايا "سعاد" تقول فيه كل اللي تعرفه عن "سماح"
-استنى لما بس نشوف "سماح" ناوية على إيه بس بسرعة يا "مدحت" لازم أوصل لحاجة بأسرع وقت فاهمني !
قالها بترجي وحسرة وشعر بها "مدحت" بتعجب لهذا الأمر لكنه قال بعد برهة:
-متقلقش ابعتلي الدوريات خليها تكون جاهزة !
-تمام ، ســلام !
أغلق معه وأمر بحضور الدوريات إلى سجن النساء وتنهد وقرر الذهاب إلى القسم ليحاول معرفة كل شيء بنفسه ويلحق "عهد"
..............................................
في سجن النساء ،، بالعنبر التي كانت تقطن به "عهد" سابقًا !
وقفت "نعمات" بحسرة وضيق وهي تتحدث إلى "سماح" بخفوت وقالت:
-وأنا محتاجة فلوس توصليهم هناك زي كل مرة ، الولد هيموت!
قالت "سماح" بنفور شديد:
-مليش فيه ، معنديش فلوس وبعدين متفكريش تعملي حاجة كده أو كده هتاخدي إعدام وخلي الولد يموت بقى فعلًا ما هو ملوش لازمة في الحياة
-نظرت لها "نعمات" شزرًا وبحنق شديد وقالت :-
طب خرجيني من هنا وأنا هعملك اللي أنتِ عاوزاه أنتِ تقدري تتصرفي
نظرت لها "سماح" بقرف وقالت وهي تهم بالانصراف :
-مش بشتغل عندك أنا ، يلا ارجعي عنبرك !
تركتها وانصرفت بتعالي بينما نظرت لها "نعمات" بشر شديد وعادت نحو عنبرها وهي تنوي على الأمر ما !
تنهدت تفكر جيدًا بالأمر ثم بعد برهة قالت للشويش الذي يقف عند بوابة العنبر بتمسكن :
-يا شويشنا عايزة أشوف الباشا دلوقتي
نظر لها بحنق وقال:
-اتهدي يا "نعمات" تكونيش فاكرة نفسك وكيلة نيابة !
بادرته بترجي شديد وقالت:
-اسمع بس الموضوع مهم وخطير لازم أقوله عليه وديني له بالله عليك
تنهد بانزعاج وقال وقد شعر بالسخط من زنها وقال:
-طب استني هنا أشوف هينفع يشوفك ولا لاء !
أومأت برأسها متأملة خيرًا وانتظرت تفرك بيدها بتوتر وغيظ حتى عاد الشويش وقال بتهكم :
تعالي ياختي أما نشوف أخرتها !
تهلل وجه "نعمات" وقال مسرعة:
-تشكر يا شويشنا !
نظر لها بتأفف و أوصلها نحو غرفة "مدحت" الذي ما إن رآها قال بتملل:
-خير يا ستي عاوزة إيه !
قالت "نعمات" ناوية هذا الأمر:
-أنا أعرف مكان "عهد" فين وهقولك عليه بس لازم تساعدني يا بيه أنا في عرضك !.
نظر لها باهتمام بالغ وشديد !
.....................
في نفس الوقت ذهبت "سعاد" خلف "سماح" التي كانت تتحدث بالهاتف بالخفية وحاولت استماع ما تقوله فسمعتها تقول بخفوت:
-متقلقش يا باشا اتصرفت معاها خلاص وهجيب الحاجة وأجيلك على هناك ، كمان نص ساعة وتلاقيني عندك وتلحق طايرتك ، غيرت المكان ، اه في الطريق الصحرواي خلاص ابعتلي المكان برسالة وهمشي عليه ، سلام يا باشا !
غادرت "سعاد" مسرعة نحو الداخل اوصطنعت أنها تعد الشاي وأرسلت رسالة خفية إلى "مدحت" تحتوي على :
-"دلوقتي يا باشا !"
.........................................
فتحت عينها بتثاقل وشعرت بألم حاد برأسها تحسسته برفق وشعرت بورم به نظرت حولها بدموع وجهلت مكانها فحاولت الوقوف وأخذت تهتف بلا وعي :
"زين" أنتَ فين فينك يا "زين"؟
وقفت نصف وقفة وكانت تشعر بدوار شديد حتى دلف إليها أخيرًا وعلى وجهه ابتسامة واسعة وقال :
-أنتِ قدري مش هتعرفي تهربي مني كتير !
نظرت له بحنق وخنقة منه وقالت بوهن:
-منك لله مش بتحرم يا شيخ سيبني في حالي !
نظر لها بوقاحة شديدة وقربها إليه فجأة وقال:
-قولي اللي تقوليه مش هتبعدي عني المرة دي مش هيرحمك مني هنسافر ومش هنرجع هنا تاني ومش هيعرف مكانا خلاص كل شيء اتخططله!
نظرت له بقرف وأبعدت يداها الضعيفة عنها وقالت بعيون زائغة:
"زين" مش هيسبني وهيلحقني وأنتَ هتموت لازم تموت !
قهقه بستلي كبير وقال بابتسامة جانبية:
-ما هو يا تموتي معايا يا تعيشي معايا اختاري لكن رجوع لحبيب القلب ده مفيش بححح !
ابتعد عنها بينما جلست"عهد" على الفراش تبكي بمرارة بينما بعد برهة وجدت الباب ينفتح ويظهر آخر شخص توقعته أن يظهر لتقول بصدمة ممزوجة بالتعجب الشديد :
-"حــــمدي" !!!!!؟؟؟؟؟

.......يتبع

السجينة وايدي العقاب ...للكاتبة دينا عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن