{ دَعـوَة - غمـوضٌ وفضـول. }

Начните с самого начала
                                    

" في الواقع، هُناك بعض الأمور التي شهدتها ولكن.. يجب أن تكون محض أوهام فكما تعلمين، أنه قصرٌ كبير وأغلبُ زواياه مُظلمة. "

تحدثت آنا، وعلى شفتيها ابتسامة قلقة كما لو انها لا تشعر بالراحة بالحديث حول هذا الموضوع.. لكنها أشارت في النهاية الى انه من السهل ان يتخيّل المرء أموراً في قصرٍ مثل هذا ليلاً، أو ان تنتشر الشائعات بين الخدم بغية المرح.

هذا لم يكُن مُقنعاً كفاية لايميليا، فهي عقدت حاجبيها وشعرت ان آنا قلقة وخائفة من أن تفشي عن شيءٍ ما وبالتالي تُعاقب من قِبل الأيرلين.. لأنها لاحظت بالفعل انهم يبقون على خصوصية وأسرار الأخوين مخفية، وهذا ما حيّر الاعلام طوال سنوات.

شعرت آنا بيدٍ تحتضن خاصتها، فرفعت عينيها لتنظر في عينّي آنستها التي قررت ألا تضغط كثيراً عليها.. وابتسمت بخفة في وجهها فتسترخي ملامحها، وهذا أراح شيئاً من قلق آنا.

" أنا آسفة.. رُبما أنتِ مُلزمة بعدم الحديث وأنا هُنا أُجبِركِ. "

اعتذرت بصدق، ولكن شيءٌ ما داخلها شعر بخيبة الأمل مذ ان هنالك الكثير من الأسئلة الفضولية التي تزاحمت في ذهنها عن الأيرلين الآن.. وحين شعرت آنا بذلك وعلمت ان ابتسامتها مصطنعة تنهدت.

بقيت ايميليا تنظر لخادمتها كما لو انها توقعت منها قولاً ما، فآنا شعرت بأن لآنستها الحق في معرفة من تسكُن معهم الآن لتشعر بالطمأنينة كونها أُجبِرت حرفياً على القدوم الى هنا.. وهُنا هي بمفردها تماماً، وليس لديها أدنى فكرة عن المكان الذي تعيش فيه.

اقتربت آنا من آنستها أكثر فتحدق فيها ايميليا باستغراب خصوصاً وانها أحكمت احتضان يدها بين كلا كفيها، نظرت اليها بقلق وبدأت بمحاولة قولِ شيءٍ ما لها.. وهذا جعل ايميليا تستعيد تعابير الجدية وتركز فيما توّد آنا قوله، والأخيرة تشجعت وتحدثت حين حدقت بعينّي آنستها كما لو انها تحاول ابعادها عن المشاكل.

" آنستي.. لا يُمكنني اخبارُكِ بالكثير فاني بدوري لا أعرف شيئاً مؤكداً، ولكن يُمكنني أن أنصحُكِ بعدم التجوال في القصر ليلاً وحيدة.. لا تسألي كثيراً ولا تجعلي أي أحد يشعُر بفضولكِ هذا آنسة ايميليا، وبالتأكيد.. لا تفقدي حذركِ أو شجاعتكِ أمام الأيرلين. "

منحتها آنا ما تستطيع من النصائح القصيرة والمُختصرة، وكانت تتحدث بجدية وبصوتٍ مُنخفض كما لو انها تخشى على أحد أن يسمعها بينما هما وحيدتان في الغُرفة.. واستطاعت ايميليا بسهولة أن تُميز تعابير القلق في وجهها ومشاعر الاضطراب في عينيها، وهذا جعلها تشك أكثر وتُقابلها بسؤالٍ آخر.

" لكن آنا.. لماذا؟، لمَ الجميع يُخبرني بأن أحذر؟، ما.. ما خطبُ هذا المكان؟. "

صـــه || HUSHМесто, где живут истории. Откройте их для себя