فالتزهري ( من هنا تبدأ)

124 8 2
                                    

"أحياناً تأخذنا الحياة إلى طريق مسدود لا خيار فيه إلا التحدي"

في مساء الاربعاء ، الثالث من ديسمبر عام 2002 ، تعرضت عائلة كوبير لحدث دموي مما أدا إلى وفاة السيد و السيدة كوبير ، تلقت الحادثة هجوماً من قبل العامة ظنا بأن الحادثة مدبرة و بفعل فاعل ، وتعاطفاً
شديداً خاص لتلك الطف...

أغلق جاك التلفاز متنهداً بضجر" تلك الطفلة مجدداً وكأنني لم أقل بأني تبنيتها و انتها الأمر"

أردف توماس بصوت ساخر " آه يا فتاتي الصغيرة يالكِ من مسكينة لقد يتمتي قلبي ، لن أدع احد يأخذك تعالي إلي " ثم أتبع غاضباً " ما الذي تُريد من الطفلة هل جننت ، لقد تلقينا واحد و عشرون مكالمة في يومٍ واحد يرجون تبنيها اغنى ، احق ، عوائل متكاملة ، بل و أجدر منك في التربية "

قاطعه جاك بحمق " كل شيء إلا التربية ، لقد نشأت الفتاه مسلمة و كل من يرجوها لا علاقة له في السلام تربيتي لها واجب و ليس تعاطفاً "

" فل تفعل ما شأت ، يا مسلم " ألقى كلماته و خرج من الغرفة .
تحدث جاك في قرارة نفسه "بطبع ما أفعله صحيح "

وفي جانب آخر من المشفى تقطن تلك الطفلة الجميلة تصارع الظلام بلا سلاح أو قوة ، فتحت مِيا عينيها موجه نظرها على السقف الابيض ، تدخل رائحة المعقم لإيقاظها من شورودها و لم تكتفي تلك الألحان الصادرة من الأجهز بقيام بدورها ، ألا تعودي إلى نومكِ عزيزتي لعل غداً أجمل أو ربما يخبركِ الغد إين وضعكِ القدر ، وجهة مِيا وجَّهها ناحية ذاك الأنبوب لتجد ما تتأمله من تدفق السائل إلى ذراعيها ، والجت مِيا بعض الأفكار مثل لماذا هذه الإبرة بهاذا السمُك هل حاجتها كبيرة لهاذا السائل ، بل و الأعمق من هذا لماذا هي بلا شعور هل موت أبويها مجرد حلم ، أم أنها لم تعد تحبهما لتخليهم عنها ، قطع صوتُ الأقدام المتجهة نحوها حبل أفكارها .
" السلام عليكم و رحمة الله صغيرتي" قابلها جاك بأبتسامة عريضة و صوتً مرحً " صغيرتي تبدو قوية و مهذبة ، ما سر هُدوئكِ يا ترى "
بصوتً ملائكي " أحقاً والدي ذهبا إلى السماء "
حسن جاك من وضعيته ثم أمسك بمعصمها الصغير بكلتا يديه و تقربة أليها و بصوتٍ حنون أقرب إلى الهمس " عزيزتي كلنا ذاهبون إلى ذالك المكان الجميل الذي سبقانا إليه والداكِ ، الدنيا لم ترقى لطيبتهما و جمال أخلاقهم ، عليكِ أن تصارعي الحياة مثلهما ليفخرا بكِ "
أردفت بملامح محايدة " لقد نزفا كثيراً ، حتى حَنَ لهما القدر فأخذهما إلى السماء "
لم يعقب جاك على كلامها فلم توالجه إلا تلك الأفكار من نوع ، لماذا لا تبكي هل صدمتها تجعلها تدرك كل شيء إلا تلك المشاعر ، إنها غريبة حتى في كلامها يبدو بأنها مميزة ، سأترك للزمن كشف خفاياها.
بعد لحظات من الصمت المريح ، أمسك جاك بيدها مجدداً لكن هذه المرة بيد واحدة " يبدو لي بأنكِ ذكية جداً لهاذا سأحدثكِ مثل الكبار ، جميلتي عندما تنجح كل فحوصاتكِ ستخرجينَ معي إلى الخارج سيتغر الكثير في حياتكِ أو ربما كلها بأدق تفاصيلها ، ولكن ياعزيزتي لاتقلقي فأنتي قوية جداً ، بقدر تحملكِ الجبار ، وثقي أن الله لن يتركي" .
و حين نهوضه ليخرج أمسكت يديه " من أنت " أجابها بابتسامة " أنه سر "
" هل بأمكاني مناداتك بأبي "
دُهش جاك من طلبها و مرونتها و لكنه أخفا كل شيء قدر المستطاع بأبتسامة حانية " بالطبع أميرتي ، و كل ما ترغبين بمناداتي به "
لم تكن تبدي مِيا أي ردة فعل كما عهدها بعد أستيقاظها ، خرج جاك من الغرفة و علامات الدهشة ، الحيرة و شفقة تغزو تعابير وجهه.

**********************
تستطيعون قول أنها أول روايه لي..

لهاذا أحتاج دعمكم و رأيكم  بتأكيد 🙈
.
.
سأكمل الروايه في حالة وصولها إلى ٣٠ مشاهد 💖

فالتزهري Where stories live. Discover now