الفصل الواحد والعشرون

35.2K 1.1K 93
                                    

- لا مش بخونك ..
نطقت بها بإهتزاز وتابعت بزعيق غاضب من تصرفاته وطريقته التي تراها مُرعبة
- وبعدين انت فاكر نفسك مين عشان تعاقبني ؟
ابتسم بهدوء وجلس القرفصاء امامها
- متأكدة عاوزة تعرفي انا مين؟!  
رفعت ذقنها بقوة رغم ذلك الذعر الذي دب بأوصالها لتُجيب إهتزاز ظهر واضحاً
- انا مبتهددش علي فكرة .. بلاش الطريقة دي وبعدين انت ممكن تطلقني عادي
وعاد يبتسم بشر متسائلاً بإستهزاء
- اطلقك بعد ما خونتيني ؟!.. ليه شيفاني لابس طرحة
خفق قلبها بقوة من سؤاله ورمشت ناظرة له تحاول مجابهة ذلك الذعر الذي يبده بها دون رحمة
- انا مليش دعوة بمصطلحاتك البيئة دي .. ومش عشان انت تاجر .. يعني ..
- سلاح!
همس متسائلاً بإهتمام وعاد قلبها يخفق بقوة
- اي.. اياكان.. ااا.. ان ان شالله ميتين انا مش خايفة منك
- هو في حد بيتاجر في الميتين؟!.. ولا تقصدي اعضاء !
ابتلعت ريقها تاركة عيناه المتوحشة لتهرب ناظرة  للارض بدوار تشعر بهبوط ضغطها من طريقته وهيئته وحديثه!
- فين جلال ؟!
همست سائلة بخوف حقيقي ونظراتها للارض ولم تري بسمته تلك المرة فقط سمعت صوته المُجيب بنفس همسها
- اللي بتخونيني معاه ؟!
رمشت بقوة متذكرة احتضانها لجلال مرة ونومها فوق فخذه ببكاء مرة اخري بينما هو مُصلب فوقها برعشة
- انت اتجوزتني غصب .. وانا ..
وقاطعها ناظراً لملامحها او ما ظهر منها وهي تنظر للاسفل دون التجرأ علي النظر لعينيه
- هو انا كنت غصبتك علي الجوازة ؟!
رفعت نظراتها له بدموع حتي اومأت هامسة بألم
- اه بابا غصبني
- والمطلوب مني ؟!
رمشت ناظرة له وكم يخفق قلبها من عينيه دون سبب
- انا مش بحبك ..
همست بخفوت شبه متوسل وخرجت نبرته كما هي وكأنه لم يسمع
- والمطلوب مني ؟!
ابتلعت ريقها ناظرة له بقلق من نبرته القاتمة وسألها بعينيه وحركة من رأسه لاقت ببرود صوته
- والمطلوب مني ؟!
ابتلعت ريقها بقوة محاولة التحلي بكل ذرة شجاعة لديها
- تطلقني
- بعد ما خونتيني؟!!
جزت فوق اسنانها من لهجته وبروده المخيف شاعرة بأنه ليس طبيعياً
- انا بحب جلال وبقولك تطلقني .. انا....
ولم تتابع شاهقة بصدمة من مسكه لخصلاتها
- قلتِ ايه.. بتحبي مين؟!
- سيب شعري
صرخت عليه وصاح لاول مرة في وجهها
- عيدي تاني.. بتحبي مين؟!
وثارت بعصبية لا تتقبل تطاوله عليها صارخة بوجهه
- انت فاكر نفسك كده راجل يعني؟!
احتدت عينيه بسعير وشهقت بصرخة قوية من رجه لرأسها بينما خصلاتها مؤكد تمزق نصفها بين اصابعه القوية ليهمس بغضب
- واضح إن كمان لسانك فالت!
شهقت بألم شديد وبسقوط اول دمعة من عينيها صاحت بقوة غير عابئة للعواقب!!
- محدش فالت غير اختك.. روح اتشطر عليها بدل ما بتعمل راجل عليا!!
قطب جبينه مما نطقت به وحاولت دفع يده عن خصلاتها بثورة صارخة
- ابعد عني.. ابعد
اشتدت قبضته اكثر هامسا بوحشية امام وجهها
- قلتي ايه؟!
كتمت شهقت بكائها ناظرة داخل عينيه بقوة وحقد لم تشعر به من قبل
- هو انت متعرفش انها كانت حامل من اخويا من قبل ما يتجوزها!
تصلبت معالم وجهه فجأة وفقط عينيه وحدها من لمعت بشئ مخيف بينما تابعت هي بشماتة وكره لم تكرهه لاحد من قبل
- مش بس كده.. دي كانت بتاخد تمن الليلة منه.. ونصبت عليا قبل كده وخدت مني 700 الف
ضاقت عينيه بشئ خطير وقلبه تحول لمضخة..
مضخة دماء مخيفة!
- دا غير إن إياس كان بيبعدني عنها لانها ليزبيان!
صرخت بألم من تحريكه لرأسها بينما انفاسه ضربت وجهها كالهيب من همسه الحارق
- انتِ عارفة انتِ بتقولي ايه؟!
اومأت ناظرة بقوة داخل حدقتيه المشتعلة لتهمس بسخط
- اه.. بقول الحقيقة.. بقول إن أختك رخيصة!
شهقت بصدمة من دفعه المفاجئ لها حتي سقطت بقوة وقد إختل توازنها ناظرة لفتحه الغاضب لجرار المكتب حتي سحب سلاحا لامع بلون الفضة قبل أن ينطلق من الغرفة كالوحش!!!
*******************
توقفت ببطء ناظرة لتجميعه لكل ما يخصها
- حمدلله علي سلامة حضرتك
انتبهت علي صوت الممرضة وابتسمت بإمتنان شاكرة قبل أن تعود لتحركه مجدداً
- هو.. هو انا هروح فين؟!
نظر لها من فوق كتفه وانهي اغلاق سحاب الحقيبة وقد جلبها أمس مع عدة قطع من الملابس تناسبها
- علي شجتي .. انا اشتريت شجة
خفق قلبها بقوة مبتلعة ريقها بصمت وإلتفت لها ببسمة مُستغربة
وكان عليها الاعتراض او الرفض .. وكيف تذهب معه تلك المُختلة !
- ايه موافجة ؟!
رمشت ناظرة لعينيه.. وكتف ذراعيه مُنتظراً اجابتها ولم تأتِ!
- شكلك موافجة ؟!
نفت بحرج وتوتر شديد يُصيبها عندما يبتسم بتلك الطريقة غير المرئية!
- مش كده بس انا...
تأمل احمرار وجنتيها واقترب خطوة هامساً بما صدمها !
- انتِ هتبجي مرتي .. انا هكتب عليكِ النهاردة
اتسعت عينيها تشعر انها لم تسمع جيداً وخفق قلبها بقوة بينما نظراتها حملت كثير من الذعر وكأنها كانت تُلح علي قُربه وامتلاكه دون زواج !!!
- مالك ؟!
سألها ونفت مبتعدة خطوة عنه
- م.. مفيش
- ايه مش فرحانة ؟!
رفعت نظراتها له مجدداً ولا تعلم إن كانت سعيدة أم لا ..
بل تعلم هي سعيدة
نعم سعيدة ولكنها بحاجة للاستوعاب ليس أكثر !
- مش دا اللي كنت عاوزاه ؟
ابتلعت ريقها من خفق قلبها ورمشت ناظرة له حتي تراجعت اكثر بإهتزاز من مده لذراعه نحوها
- حاسبي هتوجعي
رمشت بذعر ناظرة للخلف حيث الطاولة الطبية وابتلعت ريقها ناظرة برعشة لذراعه وقبضته الثابتة فوق معصمها برفق
- يلا نخرج بجي انا جو المستشفيات ديه بيجبلي المرض
لم تُجيب وتحركت بصمت وشرود خلفه حتي خرجت معه للهواء الطلق
ولم تشعر بشئ ولا تعلم متي اصبحت عند مأذون شرعي! .. فقط سمعت اسمها يتردد كما اسمه
(تولين السيد حمادة ) (عثمان علي الجيار ) ( مبارك لكما )
عدة جمل متفرقة سمعتها لتجده في النهاية متوقف أمامها يبارك وقد رحل الشهود !!
- انتِ كويسة ؟!
رمشت منتبهة له وأومأت بصمت مُرتبك
- طيب يلا نروح اكيد تعبانة.. انا مجدرتش أأجل الموضوع لاني مش هينفع اجعد معك لحالنا وانتِ غريبة عني
لم تُجيب وكأن حالة من الصمم أصابتها فقط انتفضت للحظة تحت وقع ذراعه فوق كتفها بينما همسه العابث وصلها واضحاً
- دلوجتِ اجدر اساعدك علي المشي .. وممكن اشيلك لو تحبي!..
***********************
نظرت زيان برعشة لخروجه وخفق قلبها بقوة ناظرة حولها بصدمة حتي همست بذعر وكأن عقلها بدأ يستوعب
- إياس !
ابتلعت ريقها ونهضت تركض خلفه حتي وجدته يسير في نهاية الممر الرخامي وكأنه قد أخذه ركضاً!
- يمان
نادته ولم يُجيب حتي وصلت له بلهاث متمسكة بجسده
- بليز استني
- اوعي
صاح بها دافعاً جسدها بقوة ونهضت من سقطتها لتلحقه مجددا ً ببكاء
- استني ارجوك اسمعني  انا ...
وقاطعها ممسكاً بذراعها لتأن من قبضته بينما الاخري مازالت ممسكة بالسلاح
- لو مبعدتيش عني هقتلك.. انتِ سامعة ..وسعي
نفت بدموع ممسكة بقميصة بتوسل
- لا عشان خاطري .. اسمعني انا والله مش قصدي .. انا بس...
صرخت بألم من قبضته فوق خصلاتها واغمضت عينيها من صوته الهادر في وجهها
- ايه هو اللي مش قصدك؟!.. ايييه!
ابتلعت ريقها بقوة وإلتفت علي توقف سيارة اخيه
نظرت بطرف عينيها الدامعة علي تلك السيارة الضخمة وهبوط رجلاً منها لتشهق بعنف من دفعه القاسي لها لينتهي الامر بسقوطها ارضاً شاعرة بالرخام البارد من تحتها
- رايح فين يا يمان؟!
سأله أيهم بإستغراب من حالته والمشهد امامه ولم يجيب في البداية مقترباً من سيارته ليجذب بابها بعنف
- مشوار وراجع
- كذاب هيقتل اخويا
صرخت ببكاء قوي وتسمر أيهم مما نطقت به ليلحقه مُسرعاً فاتحاً بابه مجدداً
- تقتل مين؟!.. رايح فين بقولك ؟
- ابعد عني يا ايهم 
همس بسخط ودفع أيهم بابه للخلف حتي امسكه من صدر قميصه مخرجاً جسده خارج السيارة وصراخه عاليا بعدما أخذ المفتاح منها
- انت اتجننت .. رايح تقتل مين.. انت مش هتعقل وتوقف بقي
- لا مش هوقف وديني لاصفيه
اغمضت عينيها ببكاء مذعورة
وحاول يمان الابتعاد بعصبية مُفرطة حتي لكمه أيهم بقوة يريد أخذ طاقته التي ستدمر كل شئ وهو افضل من يعلم عن غضب اخيه !!
******************
- يوسف
نادته بهدوء ومال برأسه من خلف الجهاز الضخم حتي رأها
- نعم
قطبت جبينها مما يفعله وقد قام بتحريك عدة اجهزة رياضية ليبدأ في حمل الاوزان الي الجانب الاخر
- انت بتعمل ايه؟!
مسح جبهته من العرق مُجيباً بهدوء ليقفز من خلف الجهاز الذي اخفي جسده
- بغير نظام الصالة
رمشت بحرج من هيئته وذهبت عينيها جانبا حيث كنزته الملُقياه ارضا
- في حاجة ولا ايه ؟!
سألها دافعاً الجهاز ونظرت لظهره العاري وهو يدفعه بكل جهده للجانب حتي مسحت فوق خصلاتها لا تعلم لما يبذل كل هذا الجهد
- طيب ليه بتنقلهم انت؟!
اصدر صوت خافت من قوته ليدفع الجهاز كاملا ثم اجاب بلهاث
- عادي.. لقيت نفسي فاضي.. انتِ عاوزة حاجة!!
زمت شفتيها بحرج من سؤاله المتكرر وكأنه يبغض وجودها
وما اتت إلا لرؤيته وهو يعلم!
او لا يعلم لا تعرف..
وكيف يعلم وقد اظهرت له كل جوانب الاستياء والكره مقابل عطفه واحتوائه
- جيت اشوفك
نطقت بها مسرعة قبل أن يتراجع كبريائها وابتسم بسخرية بسمة لم تراها من توقفه ناظرا للجهاز تاركا ظهره لها
- انا محتاجة اتكلم معاك
توقف ماسحا خصلاته واستدار ماسحا صدره بكفه
- اتفضلي
ارتبكت من هيئته وكم بدا همجياً برغم وسامته
- انا عاوزة نعد ونتكلم
اومأ مطيعا وانحني جاذبا كنزته حتي سبقها نحو باب الصالة الرياضية
- تعالي يلا
تحركت ببطء وتوتر من ذلك الحديث واغلق الانارة الساطعة سائرا حتي المسبح الازرق الكبير
- عاوزة تتكلمي فوق ولا هنا عادي
نظرت للبيت وبابه الكبير وعادت تنظر للمسبح محركة كتفيها باستسلام
- عادي اي حاجة
- تمام كويس.. لاني محتاج انزل المية شوية
ابتلعت ريقها وجلست مثلة علي حافة المسبح لتترك قدميها للماء كما فعل
بينما عقلها يغوص في رسم سيناريو هادئ وذكي  للحديث ولن تنهض حتي تُرضيه !
**********************
- ابعد عني بقولك
صرخ بوحشية منفلتاً منه ودفعه أيهم لا يعلم ما أثار جنونه لتلك الدرجة
- لازم تهدا.. عرفني حصل ايه وانا هاخدلك حقك.. عملك ايييه؟
نظر له بلهاث وانتهز أيهم الفرصة ليضرب يده بقوة مُسقطاً السلاح منه ليدفعه بقوة للخلف قبل أن ينحني محاولاً أخذه
التقطه من فوق الارض ولم يتخيل للحظة أن يمان سيأخذ سيارته هو !!!
- يمان
صاح عليه بغضب وانطلق الاخر بقوة تاركاً خلفة غيمة من الاتربة ليصعد أيهم مُسرعاً يحاول اللحاق به
- خلو بالكم منها
صرخ بالحرس منطلقاً خلف ونظرت حولها بذهول لا تصدق ما يحدث
شهقت محيطة جسدها برعشة حتي نهضت تبكي بخوف وحقاً لا تعلم مع من سقطت !
ضغطت هاتفها بأصابع مُرتجفة وبمجرد ما اجاب حتي همست ببكاء
- اياس...
توقف عن سيره امام السفن بقلق من بكائها
- في ايه يا زيان؟!.. مالك؟
شهقت ناظرة للبيت المُخيف خلفها والحرس امامها
- يمان هيأذيك.. عشان خاطري روح عند عمو رشيد متروحش عندهم
قُبض قلبه من حالتها ليسأل بقلق عليها
- يأذيني ليه .. في ايه .. هو عملك حاجة ؟!
شهقت ببكاء ناظرة بدموع غزيرة للطريق وقد بدأت السير شاعرة بحركة الحارس خلفها
- انا قلتله عن جمان وهو ...
- ايه!..
صاح بصدمة وصمتت ببكاء تحت زعيقه القوي
- قولتيله ايه؟!
- عشان خاطري ابعد عنه .. دا مجرم و.. وهيقتلك
ابتلع ريقه بقوة وسقط قلبه بين قدميه عندما تابعت هامسة ببكاء
- قلتله انها كانت معاك من قبل الجواز وهو دلوقتي بيدور عليك..
نفي بصدمة راكضاً بسرعة ليُغلق الخط في وجهها وبعلم انه لن يصل للبيت ولو في ساعات من بُعد الميناء عن موقعهم
ولا يعرف أن المسافة بين بيت النحاسي وضرغام قريبة للغاية !
- يارب
همس بقلق محاولاً الوصول لوالدها واجابه مرحباً
- ازيك ياإياس ..
- عمو .. عمو حضرتك في البيت ؟!
قطب مصطفي جبينه بإستغراب
- اه يا إبني اشمعني ؟!
توقف للحظة عن الركض مستغرباً هدوء نبرة الرجل
- هو يمان مجاش ؟!
- لا مجاش اشمعني
مسح فوق خصلاته بإهتزاز ليتابع سيره السريع نحو سيارته
- خلي بالك من جمان انا جاي ..
نهض مصطفي بقلق من فوق مكتبه
- في ايه يا اياس مالها جمان ؟
شغل المحرك بقلق مجيباً
- يمان جاي وممكن يأذيها .. بس عرفه ان دا مش من حقه
وكلامه يكون معايا انا .. صدقني يا انكل لو جمان انضرت او لمس شعرها منها انا مش هسكت
رمش مصطفي بذعر وخرج مُطمئناً
- مفيش حاجة ياحبيبي .. وجمان هنا اكيد في امان .. يمان مستحيل يأذيها
اغلق الهاتف ناظراً اعلي الدرجات بقلق ليبدأ في الصعود يريد الاطمئنان عليها
وفي الخارج كانت سيارة أيهم تصدر صريراً قوياً من توقفها الوحشي امام البوابة الكبيرة بينما يمان يصرخ من نافذتها بعصبية
- افتح الزفت
انتفض الرجل بإستغراب وقد تعمد غلق الباب من عدم معرفته بالسيارة ليهتف بالاخر
- افتح الباب دا يمان باشا
دلفت السيارة للداخل بقوة وقبل أن ينغلق الباب الكهربائي كانت سيارة يمان قد وصلت ليهتف أيهم ماراً بسرعة جنونية
- حاسب حاسب
- فين إياس ؟!
هدر بالخادمة التي انتفضت بذعر مُسقطة الصينية المُذهبة من بين يديها
- في.. معرفش م.. مش هنا .. ح..
- ابعدي
تخطاها صارخاً تحت ذهولها وذعر عينيها لتتحرك بفزع من رنين الباب والطرقات القوية فوقه
التفت مصطفي الشارد علي صوته وصراخه ليتسمر مشاهداً اقترابه وصعوده
- في ايه؟!
سأله وتوقف مانعاً عبوره الثوري بعصبية
- بقولك في ايه؟!.. عاوز ايه من بنتي؟!
نظر له بقوة قبل أن يهمس بغضب
- جمان.. اسمها جمان ومبقاش اسمها بنتك.. احنا منعرفش الهانم كانت فين قبل ما ترجعلنا
- يمان !
همست بيان بصدمة من هيئته وتخطي والده لغرفتها فاتحاً الباب ليجدها ساقطة ارضاً كما هي بعدما دفعها رسلان من فوق الفراش
- يا*** نمتي معاه.. كنتِ صايعة معاه
صرخ عليها جاذباً جسدها من خصلاتها حتي سقطت ارضاً بقوة من دفع والدها له وصراخ بيان التي توقفت بذعر علي باب الغرفة
- ابعد عني .. بنتك دي **** نامت مع ابن ال****
- اخرس
هدر به وشهقت بيان بصرخة مذعورة من حضور أيهم الهاتف بإسم اخيها لتكتم أذنيها برعشة متوقفة جانباً
- يمان .. اهدا عشان خاطري.. كل حاجة ليها حل.. قولي في ايه ؟!
- ملكش فيه.. اختي وانا حر .. ابعدوا عني ..
صرخ بهم ليتابع بصياح قوي متوعداً لها وهو يحاول تخطي والده وأيهم
- والله لقتلك .. والله لأخلص عليكي
- اياك.. ولا تقدر تلمسها.. اطلع بره ..
هدر مصطفي بقوة دافعاً جسده وجذبه أيهم بكل قوته محاولاً السيطرة عليه ليضطر مُرغماً الي تقيده بقوة
- ابعد عني
هدر به بوحشية ولم يتركه ايهم شالاً حركته حتي سقط بإختناق كما كان يحدث معه قديماً عندما يُقيده احداً اثناء غضبه !
- يمان
هتف أيهم بإسمه ممسكاً بجسده ليسقط معه تحت لهاثه القوي
- اتنفس يا يمان.. اهدا اتنفس بقولك
نظر له بتشوش وقد ثقل صدره بعرق غزير قبل أن يغمض عينيه بضياع فاقداً الوعي!!
************************
- ها اتفضلي
حثها علي الحديث وتسارعت نبضاتها قابضة يديها بقوة تحاول الهدوء
- انا عاوزة.. اعتذرلك عن اني مشيت وراك
لم يصدر اي ردة فعل وتابعت ماسحة يديها بنطالها
- وعن الكلام اللي قلتهولك
صمتت ناظرة لجانب وجهه بتوتر شديد ونظر لها اخيراً عندما طال صمتها متسائلا بهدوء
- خلاص كده؟!
رمشت تائهة في حدقتيه الدافئة حتي اومأت بحرج شديد من نظراته لطريقة نظرها له
- اه.. انا اسفة .. مقصدش كل اللي قلته وعملته
- تمام ولا يهمك انا مش مضايق
نظرت له بإستغراب وابتسم بهدوء
- يعني.. يعني احنا اتصالحنا؟!
- احنا مكناش متخاصمين اصلا يا روسيل
رمشت ببلاهة وتابع بهدوء
- الموضوع كله اني غلطت في حقك.. بش انا مظلمتكيش اعتقد.. صح ؟
اومأت سريعاً ولمعت عينيها ببريق دموع
- ودلوقتي انا بصلح الغلط دا
طرق قلبها بقوة من حديثه وهمست متسائلة بألم
- بالطلاق.. هتصلحه بالطلاق يايوسف؟
اومأ بهدوء وسقطت عبرة يتيمة من عينها اليسري لتمسحها سريعا تحت متابعته
- احنا مش لبعض.. انا حاولت كتير بس كل شئ قسمة ونصيب
- انت عاوز تطلقني بجد يا يوسف؟
سألته بشئ من عدم التصديق وصدمها دون مبالغة عندما اكد بإماءة
- ايوا..
ابتلعت ريقها بقوة ناظرة للمياه بتشوش من دموعها وخلع هو كنزته مُلقياً بها للجانب ليتصلب فجأة من لمسها لذراعه قبل أن تمسك كفه برعشة
- يوسف
خفق قلبه بقوة وتحركت نظراتها مع حركة عنقه عندما ابتلع ريقه بقوة لتتابع بأسف وندم
- انا عارفة اني غلطت.. بس انت...
نظر لوجهها وصمتت فجأة عاجزة عن المتابعة تحت عيناه العاتبة بألم قبل أن يسحب كفه من بين يديها
- هي دي المشكلة.. انتي لسه شايفة ان الموضوع فيه بس انت.. انت لسه بتلوميني ياروسيل
نفت ببكاء واغمض عينيه عن وجهها لترحل عيناه للمياه امامه متنهداً بإختناق
- انا هطلقك ياروسيل.. وفعلا مبقتش مضايق
- لا يا يوسف انت بتحبني.. انا عارفة
ابتسم بسخرية وليتها رأت ذلك مسبقا فيما همست هي بحزن
- انت متقدرش تعيش من غيري انا عارفة .. وانا كمان بحب
- متكمليش.. متكمليش ياروسيل بعد اذنك .. انتِ عمرك ما حبتيني علي فكرة
امتلأت عينيها بالدموع نافية وتابع هو بقوة
- دي الحقيقة .. انتِ ممكن تكوني بتحبيني اه .. بس لانك عايشة دور الضحية اني اجبرتك علي الجواز مش قادرة تشوفي حبك ليا ..
انتِ حتي كلامك مش بيطلع صح .. كلامك بيطلع باللي في قلبك .. دلوقتِ قلتِ انت متقدرش تعيش من غيري .. مش انا هموت من غيرك ومقدرش ابعد عنك يايوسف..
بس لا ياروسيل انا اديتك كتير .. وحبيتك كتير بس مش هموت من غيرك
ابتلعت ريقها بقوة وهطلت عبراتها ناظرة لوجهه بألم حتي همس دون روح وكأنه روحه نُزعت منه
- انتِ طالق
رمشت لا تستوعب وفقط لا تسمع غير دقات قلبها العنيفة حتي انها لم تشعر من صدمتها بنهوضه من جانبها وذهابه للداخل !!
*************************
نظرت له بهدوء وهربت بعينيها منه لتتابع الارض وقدميها المتحركة بهدوء من عدم لمسها للارض
- وحشتيني
خفق قلبها بقوة من همسته ورمشت لا تريد النظر له ومن داخلها تشعر بالألم علي ما فعلته بأهلها .. وها هي والدتها تألم قلبها كما والدها الذي يتألم ولكنه يكتم داخله وهي تعلم
- بقولك وحشتيني
ابتلعت ريقها بقوة من جلوسه جانبها علي حافة الفراش لتشعر بذراعه الذي احاط خصرها برفق قبل أن يميل هامساً بين خصلاتها
- وحشتيني
اغمضت عينيها للحظة وابتسم يشعر بنفضتها منه ويعلم عتابها عليه وحزنها مما حدث ولكن احيانا علاج الجرح يكون الكي !
- انا بحبك
تسارعت نبضاتها بقوة ورغم قُربها منه إلا أنها تُأخذ بكلمة منه ويظل صوته العميق هو نفس ذلك الخاص بالمدير المُهيب صاحب العيون الرائعة!
- ليه مش عاوزة تروحي معايا علي القصر
ظلت صامتة قليلاً ثم ابتعد برأسها عنه نظرت له بدموع مسحها سريعاً بمجرد ما سالت هامساً
- انا فاهمك وحاسس بيكي.. بس اعتقد الاعدة في بيتكو هتكون متوترة بسبب اللي حصل
سالت عبراتها مجدداً حتي همست بتأنيب ضمير
- مش من حقي اجرحهم كده .. هم تعبوا معايا وربوني وإلا مكنتش انت اتجوزتي مع ان مامتك كانت بتقول ان مستحيل كنت تجوز
ابتسم بدهشة من انطلاق لسانها واتسعت بسمته بحنان متحسساً وجنتها برفق ليغرق داخل بحر عينيها الصافي
- معاكِ حق .. هم ربوكي وطلعوكي اجمل بنوتة بتقول دلوقتِ لجوزها انها زعلانة عشان ضايقت اهلها
شهقت ببكاء صامت وابتسم لعينيها بعشق
- بس انتِ مغلطيش يا ميان.. انا وانتِ عارفين انهم غلطوا في حقك وأذوكي
- غصب عنهم
همست له واومأ مجدداً ملامساً خصلاتها بينما عيناه تلتهم بشرتها من ذلك القرب
- بس أذوكي في النهاية
- قلتلك غصب عنهم.. هم بيحبوني وخافوا...
قطع حديثها واضعاً اصابعه فوق شفتيها
- دا مش خوف .. دا مرض .. هم دمروا شخصيتك بدون ما يحسوا
لامست دموعها اصابعه ونفت شاهقة تعلم أنهم أذوها لكنها متأكدة أنه دون ذنب كما تشعر بتأنيب الضمير من مواجهتم وإيلامهم بهذا الشكل
- ماما عمرها ما هتنسي اللي قلته.. ماما مش صغيرة ومريضة .. مش من حقي اوجعها كده حتي لو كانت غلطانة .. مش من حقي دموعها تنزل وهي بتعيط لوحدها بليل من تأنيب ضميرها .. حتي بابا هيعيط لوحده انا عارفة
- انا بعشقك
همس بكل مشاعر الكون وكم تُثيره بتلك الرحمة الغارقة بها
- بعشقك
رددها بهمس قوي دافناً رأسه في عنقها بينما ذراعه يدعمها حتي لا تميل منه
- يارب بنتي تطلع زيك .. يارب
تسارع تنفسها بقوة مُستمعة لهمسه الذي يحرك كل شيئاً بها
- لو تسمعي قلبي عامل ازاي
اغمضت عينيها برجفة من شعورها القوي به وزاد همسه الصادق ولمساته لها وكأنه حقاً يفقد زمام سيطرته علي نفسه ..
وليتها تعلم أن إلجامه لمشاعره وحاجته لها اصبح مستحيلاً بعدما اقترب منها وجرب ذلك الشعور الغريب
- ميان..
ابتلعت ريقها بقوة تشعر بنبضاتها القوية لتتمسك بمعصمه تحاول دعم نفسها حتي لا تستلقي للخلف
- انا عاوزك
خفق قلبها بجنون ولا تعلم كيف فهمت مقصده لتتصلب بين يديه هامسة برعشة
- انا خايفة
فتح عينيه علي همستها وابتلع ريقه مجبراً كل ذره به علي الهدوء والتريث ليتحدث محاولاً الحد من توترها وخوفها الذي تحاول اخفاءه بشتي الطرق
- انا حجزت تذاكر لسويسرا
قطبت جبينها مضاعفة من قبضتها المُرتعشة فوق معصمه بينما كان هو غارقاً بين رائحة خصلاتها وجيدها النابض
- ل.. ليه؟!
ابتسم مُبتعداً قليلاً في تأمل شديد لحدقتيها الرائعة
- هوريك البحيرة الزرقاء .. دي موجودة هناك .. ولونها لون عنيكِ كده
رمشت بذهول من حديثه وابتسم لها بعشق
- بيقولوا ليها اسم تاني بس مش هقولك عليه.. لان انا مش عاوز من اسمائها غير البحيرة الزرقاء .. مش عاوز غير بحر عينين قلب موسي
تصلبت لا تصدق ما تسمعه منه وهربت من نظراته الغريبة قلبها يخفق بعنف من صوته وهيئته وقد تشعث شعره من انغماسه في عنقها
- انا.. انا مش عاوزة اس...
- لا انتِ عاوزة.. انتِ بتحبيني يا ميان وعاوزة تكوني معايا لو فين ما كان
نظرت له صدرها يصعد ويهبط وانتفضت عندما وضع كفه فوق قلبها القافز في الداخل
- قلبك كده لانك بتحبيني .. هو بيحبني انا عارف من عينيكي ونظراتك ليا
ابتلعت ريقها بصعوبة
- انا بشوف نظراتك المبهورة ليا وعارف انك بتبصيلي وانا نايم كتير ..
صدقيني انتي قادرة تسعديني بدون ما تعملي اي حاجة
تنهدت فاتحة فاهها قليلاً لتتنفس اكثر ومال عليها بهمس قبل أن يغلقه لها بشفتيه
-  انا بعشقك ياميان .. انا مجنون بيكي  !
************************
نظر لنومها الهادئ بصمت وخرج من الغرفة بضيق..
وكأنه إعتاد عودته ورؤية عينيها !
- اووووه.. اياس بيه!
التفت علي صوت بيان وقطب جبينه من اقترابها الشبه مترنح!!
- غريبة انك تحت هنا.. اللي اعرفه انك مابتصدق ترجع عشان تفضل في حضنها
تغضنت ملامحه من نبرتها وطريقتها الوقحة معه رغم ان تلك المرة الثانية فقط في الحديث بينهم
- ياتري ايه اللي جد عشان تنزل وتنورنا.. هي قفشت عليك بسبب اللي عمله يمان؟
خفق قلبه بقوة واتسعت عيناه بصدمة متسائلا بقلق ولم يخبره احدا عن حضور اخيها ليتذكر استنجاد زيان به ولكنه سأل الخدم والجميع نفي حضوره او حدوث شئ!
- هو يمان جه؟!
اومأت ببسمة ضاحكة وجلست بكل ثقلها فوق المقعد الخشبي فوق النجيلة الخضراء
- اه جه ومستحلفلك.. هو ايه اللي حصل بينكو ؟!
- يعني ايه جه.. انا اتصلت من ساعة تاني وقلتولي انه مجاش وباباكِ قالي ان مفيش حاجة حصلت
رفعت حاجبيها بسخرية ونبرة مستغربة
- علي كده انت كنت عارف ان في حاجة هتحصل.. ياتري اشمعني ؟!
نظر لها بغضب وجلس امامها بقوة
- متقوليش انه أذاها او لمسها
ابتلعت ريقها بدموع وكم رأت خوفه عليها وكم تري حبه لها ولو من نظرات عينيه لها بينما هي لا يحبها احداً !
- ملمسهاش متخافش.. بابي منعه .. بس ياريت تاخدها وتمشوا من هنا بقي ..
ارتفع حاجبيه صدمة وتابعت بهدوء
- أأمن يعني .. دا قصدي
- انا كنت فاكرك فرحانة بوجودنا وبتتمني رجوع اختك الثالثة عشان ترتاحوا
- اختي الثالثة !
همست بها بإستغراب مُطلقة ضحكة عالية
- هو انا عندي اخت تالتة وانا معرفش
نظر لملامحها القريبة كثيراً من جمان بخلاف براءة الاخري برغم شراستها
واومأ مستفسراً بهدوء
- اللي اعرفه ان المفروض اه.. هي مش تولين اللي بتتكلموا عنها دايما دي اختكم؟!
نظرت للاشجار من حولها بشرود نافية
- لا تولين مش اختنا..
طرق قلبه بقوة وصدمة وعقله لا يصدق ما يطرأ عليه ..
- دي بنت خالتنا
ضاقت عيناه واقترب حتي استند بمرفقيه فوق فخذه متسائلاً بحدة
- يعني انتي وجمان ويمان بس اللي اخوات؟!
اومأت ناظرة للون عينيه ببسمة وابتلع ريقه بقوة متذكراً حديث تلك المُختلة ماسة او بالاحري رينا
-(نسيتي جوز اختك كان بيعملك ايه وانتِ صغيرة)
- لو ينفع عاوزة اسألك سؤال
لم يُجيب شارداً وقد شحب وجهه لا يصدق أن ذلك الحقير رسلان!!
لا يصدق انه يتركها لهم .. يتركها له!!
- ايه الحاجة اللي بتجذبك في جمان؟!.. او يعني ايه اللي بيجذبك كراجل فيها ؟!.. ايه اللي بيجذب الرجالة ليها بالشكل دا !!
نظر لها لثوانٍ والان فقط يري مغزي حديثها..
هي تعلم !
تعلم عن اقتراب الحقير زوجها من جمان !!!
*************************

نهاية الفصل
#خيوط_عشقك
#سرين_عادل

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن