الفصل الثامن عشر

ابدأ من البداية
                                    

-مش هتقولي اختلال الضغط حصلك من ايه ؟!
نظر له يوسف بصمت وابتسم موسي بحنان
- طيب مش هتقولي روسيل عملتك ايه عشان تضايق كده ؟
ونظر له بضيق هاتفاً بسؤال غاضب
- ولو قلتلك يعني.. هتعاقبها مثلا؟!
مالت شفتي موسي بسخرية هامساً
- ياااه.. دي عملت حاجة كبيرة بقي
وهتف يوسف بضيق من طريقته
- موسي !
ضحك مهدئاً بمزاح
- يا ابني اهدي مالك.. انا بهزر معاك
- انا بضايق من الهزار دا
اومأ مهاوداً
- طيب خلاص.. قولي عملتلك ايه
- برده!
نفي بضحك ناهضاً من خلف مكتبه
- ما قلت بهزر الله.. وبعدين انت علي تكة وتنفجر في اي حد.. برأيك هينفع تشتغل كده ؟!
تنهد بضيق ممسداً رأسه واقترب موسي حتي جلس امامه
- روح علي البيت .. انا خلصت الشغل بتاعك وبعت ناس للمينا وكله تمام
- لا انا ...
وقاطعه بحزم هادئ
- مفيش انا.. روح يا يوسف.. انت اعصابك تعبانة لسه
نفخ بإختناق ونهض بإستسلام وحقاً إلي الأن كان علي وشك افتعال اكثر من خمسة شجارات في الشركة !
******

قطبت ميان جبينها مندهشة من محادثة ابيها وتراجعت مسرعة حتي لا يراها وقد وصلت بالدواء لتتسمر من جملته
- والله انا كويس يا افيندار
ابتلعت ريقها لا تعلم لما يتصل بوالدها ويطمأن عليه كما اتي واطمأن عليها اثناء تواجده هنا في سياحة كما قال!!
- طيب ياحبيبي هبقي اكلمك.. تصبح علي خير .. ولا لا انتو عندكو نهار يعني صباح الخير
رمشت مُستمعة لضحك والدها وهي تنظر للخلف قلقة من خروج والدتها من المطبخ وبمجرد ما اغلق الهاتف حتي دخلت رامشة
- ال.. الدوا .. معاده
ضاقت نظراته من ارتباكها ونظر في ساعته متسائلاً ببسمة
- هو موسي جه بدري كده ؟!
نفت هامسة وهي تقرب الكوب منه كما العقاقير
- لا لسه.. اشمعني؟!
ضيق عينيه بإستغراب وقد ظن انه اتي ولذلك هي متوترة ومُرتبكة كعادتها اثناء وجوده
حتي سألته وهو يبلتع الدواء
- هو.. هو افيندار كان بيكلم حضرتك ليه؟
تسمر متشرقاً بقوة من فكرة سماعها للمكالمة وانزل الكوب تحت ذعر عينيها من تشرقه
- بس اهدي انا كويس متخافيش
ابتلعت ريقها بقلق عليه ونظر لملامحها محاولاً التوصل إن كانت سمعت ام لا حتي اجاب بهدوء
- كان بيطمن
اومأت متفهمة بإستغراب وعقل شارد
- اه منا عارفة بس ليه؟!.. هو حضرتك تعرفه ؟
اومأ بإضطراب
- اه.. اه طبعاً منا كنت بسافر امريكا عشان شغلي فعارفين بعض وهو راجل ذوق بصراحة
اومأت مجددا بشرود وذهبت تساعد والدتها وداخلها شعورا بالغيرة والضيق لا تعلم سببه..
بل شعورا بالاختناق!
حتي سمعت صوت الباب ونبض قلبها بقوة من حضوره وكم تنتظره خصوصاً انها لم تذهب للشركة طوال اليوم وقد اعطاها اجازة لتظل مع والديها كما تحب
- افتحي يا ميان اكيد دا موسي
تحدثت رقية مقلبة اصابع البطاطس المقلية وخرجت ميان حتي توقفت امام الباب بقلبٍ ينبض بقوة ومازالت قُبلاته وتهوره يطوف بعقلها من بداية اليوم !
فتحت الباب وابتسمت تلقائياً من لمعان عينيه صاحبة الزيتون واقترب حتي مال مُقبلاً شفتيها دون استئذان او مراعاة لوجود احداً خلفها
- وحشتيني
احمر وجهها بشدة ناظرة ارضاً بحرج وضحك دالفا ليضع الحقائب جانباً تحت سؤال رقية التي حضرت من المطبخ محيية بإمتنان من وجودهما معهم في تلك اللحظات
- حمدلله علي السلامة
- الله يسلمك
نظرت للاكياس بتساؤل مستغرب من كثرتهم
- ايه كل دا ؟! ملوش لزمة التعب
- مفيش تعب ولا حاجة دي حاجات بسيطة عشان البيت هنا
ابتسمت ميان بصمت ناظرة له بحبٍ حقيقي وكم تراه مراعياً وصاحب ذوق
- طيب يلا غير هدومك انا حضرتك العشا اهه
اومأ بهدوء دالفا للغرفة واشارت والدتها لها لتتبعه وتبعته بحرج شديد وكم كانت تود ترك فرصة له حتي يغير ملابسه علي الاقل
وكم تمنت إن كان لغرفتها حمامٍ خاص كما غرفته في القصر
- شكراً علي الحاجات اللي جبتها
نظر لها مبتسماً بعبث
- اولا مفيش شكر بنا وانا مجبتش حاجة ..
ثانيا بقي في نوع من التقدير يعني ممكن تبوسيني مثلاً وكده هتبقي قدرتيني
زمت شفتيها بصمت.. وبسمة لم تستطيع اخفائها من شدة توترها ودون شعور ذهبت عينيها لفراشها حيث كانا في الامس ولا تعلم كيف فاقت فجأة من تحت ملامساته وفتحه لازرار قميصها بينما شفتيه تغزوا عنقها برفق وشعورٍ لم تجربه في حياتها
- لالا مش للدرجاتي انا اقصد بوسة بريئة
اتسعت عينيها علي حديثه وفهمه لما كانت تفكر فيه وتتذكره وبمجرد ما انزلت بصرها خجلاً من هيئته وقد نزع قميصه كان قد اقترب حتي احاطها تحت شهقتها المُرتبكة ليحذرها بعينيه هامساً
- بس.. اهلك هيسمعوا .. عيب
ابتلعت ريقها بقوة محاولة رفع يديها التي استقرت تلقائياً فوق صدره كنوع من دفعه عنها
- يلا فين التقدير ؟!
قبضت اصابعها المُرتجفة ومال برأسه مُقبلاً هو وجنتها حتي انفها وشفتيها متمتما من بين قبلاته
- يعني انا اللي اجيب وانا اللي اقدر كمان ..
صبرني يارب
رمشت بقوة من تلك المشاعر التي تجتاحها ولا تعلم متي جذبها ليجلس بها
كما لا تعلم متي فقدت الشعور بالوقت والمكان غارقة داخل ذلك الطوفان القوي لتحاول دون شعور تقبيله!!
ضرب صدره بقوة وتشنج هو محاولا الجام مشاعره حتي لا يخيفها بينما صدره يضرب بقوة تحت يديها التي وضعت برعشة قوية فوق كتفيه
- العشا جهز اهه ياولاد
فاقت علي صوت والدتها وانتفضت شاهقة بقوة مما كانت تفعله ليحاول جسدها النهوض بذعر وبمجرد حركتها حتي اختلت ساقطة مجددا فوق قدميه
- بس بس اهدي بس
هتف بخفوت لتهدأ تحت محاولات نهوضها المصدومة ونهيجها القوي
- اهدي يا ميان
ابتلعت ريقها بإختناق وجذبها برفق مدمرا كل قوتها المهتزة ومعافرتها حتي احتضنها رابتا بهدوء فوق كتفها وظهرها
- ميان اهدي... متتشنجيش اتنفسي
اغمضت عينيها بقوة علي صوته ومالت دافنة وجهها برجفة بين كتفه ورقبته فيما تابع هو تهدأته لها وقلبه كالمضخة القوية يهدر داخل صدره
وهو نفسها لا يصدق تجاوبها معه.. فكيف هي!
*********

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن