الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

*****

الأشياء دوماً مهدده بالغياب , وأنني ذات يوم كنت هنا في هذا المكان , حيث لن أكون أبدًا مرة أخرى.
سركون بولص

والاشخاص يتخلون.. يتركون..
كما ترك وتخلي هو حتي وإن كان دون شعور منه!..

سارت تاركة الهواء يعبث بخصلاتها الطلقة لتتبعثر حولها بنعومة وعقلها شارد.. قلبها ضايع..
-
لما اكبر هكون ام كويسة مش زي ماما
تذكرت همسها الطفولي لاخيها واغمضت عينيها بدموع لا تصدق ما وقعت به..
ذلك الذي كان متاحا لها بالنسبة لاقامتها في ايطاليا ولقانون بلد والدتها (التحرر بعد الثمانية عشر)
سالت دموعها بحسرة وقد حافظت علي نفسها دائما حتي انها الوحيدة التي كانت مازلت بعفتها من بين اصحابها.. وها هي وقعت في خطأ واحد دمر كل شئ.. هدم حياتها.
تنهدت بآسي لا تعرف لما قُلبت حياتها فجأة بتلك الطريقة.. وحديث عمها لا يتركها
-
فهمي غلط ومش هقولك راجل فبراحته.. بس هقولك ان دا دايما كان الطبيعي بتاعه ومش غريب عليه.. لكن انتِ.. انتِ يا زيان!
انتِ تعملي كده!
شهقت ببكاء ناظرة لتفحص المارة لها وصوت موسي يتردد ليخنقها اكثر
-
كنت دايما زي اختي.. لو كنت بتمني اخت فكنت بتمني تكون زيك بشخصيتك وعفويتك وادبك.. بحبك واخلاصك.. بس انتِ خليتيني بحمد ربنا كل ثانية اني مليش اخوات بنات
-
انتِ كويسة؟!
سألتها امرأة كبيرة ومرت ناظرة لها بحسرة ودموع لا تتوقف لا تتقبل ما وصلت له ولولا اخيها لكانت ذهبت بلا رجعة..
حتي لكانت ذهبت من تلك الحياه القاسية

*****

- براحة خالص
قالتها رقة منزلة قدميها ونظرت لها بقلق
-
ماما اكيد معرفتش صح؟!
نفت رقة بحنان رابتة فوق رأسها
-
متخافيش..محدش عرف وانتِ الحمدلله بخير اهه وكويسة
اومأت ناهضة ببطء وتيبس جسدها بدخول يوسف الذي ذهب قبل استيقاظها للاطمئنان علي زوجة صاحب السيارة الآخرى وقد تعرضت لكسر في الساق
-
حمدلله علي السلامة
قالها ببسمة مرتاحة من نهوضها بينما قلبها قد خفق بقوة مؤلمة من حضوره وقربه منها
مالت برأسها محاولة قطع قبلته لرأسها ولم يشعر ماسحاً فوق ظهرها لتسير بينه وبين والدته
-
شكلي همنعك من السواقة.. كفايا حوادث كده ولا ايه
رمشت ناظرة للامام
ومقابل حديثه المشاغب داخلها يصرخ بأن الامر لن يأتي علي القيادة وقد حُرمت مسبقاً من عملها وحياتها بأكملها

-
روسيل
همست بها ميان بمجرد ما رأت خروجها من الغرفة لتركض نحوها تاركة موسي المتحدث في الهاتف
-
الف سلامة
همست بها ببكاء وخوف من فقدها واحتضنتها روسيل بحنان مطمئنة
-
انا كويسة.. متخافيش اهدي
ابتلعت ريقها ماسحة دموعها ببسمة
-
انا خفت اوي
-
انا عارفة
قالتها بصدق موافقة برأسها وتابعوا سيرهم معا رغم غياب عقل كلاً منهم!

خيوط عشقكWhere stories live. Discover now