||10||

28.7K 2.3K 512
                                    

"ڤاسيليسا .. أستيقظي"
سمعتُ صوتاً آتي من بعيد يمتزجُ بأحلامي المشوشة و يقطعُ نومي المريح ، تقلبتُ في السريِر الكبير  و شددتُ الغطاءَ الدافئ نحوي أكثرَ طلباً للمزيدِ من النوم

"ڤاسيليسا أتوسلكِ أن تستيقظي
الڤاسيلا سيغضبُ مني "
عادَ الصوتُ المنخفضِ لإزعاجي مما جعلني أفتحُ إحدى عيناي لأرى الشخصَ المسؤولَ عن إفسادِ نومي

كانتْ الفتاةُ الشقراء تقفُ أمامي ترتدي بنطالاً أسودا و قميصاً يماثلهُ في اللون و شعرها قد صففَ إلي الخلف .. رمشتُ مرتين كي أتذكر من هي فقد بدى شكلها مألوفاً لي و حينها مرتْ الذكرى في دماغي
"أنتي الخادمة صحيح ؟"
فورَ قولي لهذةِ الكلمة غطيتُ فمي و نظرتُ نحوها بأسف
"أنا حقاً آسفة لقد كانَ ذلكَ مهيناً .."
"لا عليكِ هذا واقع ، هيا لأجهزِ لكِ ملابسكٍ"
هي لم تبدِ أي رد فعل و نظرتْ نحوي بإبتسامةٍ صغيرة تحثني على الإستيقاظِ من السرير

أستقمتُ من على الشيءِ المريحِ أسفلي و مددتُ أطرافي المتيبسة نوعاً ما و توجهتُ نحوَ الحمام الذي كانَ دافئاً على غيرِ العادة و عندما ألقيتُ نظرةً نحوَ حوضِ الاستحمام أتضح أنه كان مليئاً بالماءِ الساخن
لابدَ أنها من فعلَ هذا

لم أنتظر كثيراً و وضعتُ نفسي في داخلِ الماءِ .. و سريعاً جسدي بدأ بالإسترخاء و الهدوء ، و بدأ عقلي بإسترجاعِ الكثيرِ من الذكريات

حياتي الروتينية تغيرتْ كثيراً و أصبحتْ مليئةً بالأحداثِ التي غالباً لم أكُن لأتوقعها ، لقد أخرجني القدرُ من دفئ القطيعِ و المجموعةِ إلي بردِ أرضِ الظلام وَ سكانها الذين لا أعرفُ عنهم شيئاً و للأسف وقعتُ بينَ يدي أكثرهم برودةً و قساوة .. و ها أنا أعيشُ في قصرٍ ضخامتهُ تخيفني و تشعرني بالوحدة

الطرقُ الهادئ على البابِ جعلني أخرجُ من بينِ أفكاري المشوشة ، "ڤاسليسا أظنُ أن عليكَ إرتداءَ ملابسكِ و الخروج"
صوتها جعلني أدركُ أنني بقيتُ هنا كثيراً ، لذا لففتُ نفسي بالمنشفةِ الكبيرة الموضوعةِ على الباب و خرجتُ لأجدها تنتظرني أمامَ الباب

"ملابسكِ .. " هي همستْ تناولني قميصاً و سروالاً و بعض الملابسَ الداخلية و هذا جعلني أشعرُ ببعضِ الرفاهية و القليلِ من الخجل
"هل تودينَ مساعدةً في إرتدائها ؟"
نظرتُ نحوَ الملابسِ بينَ يداي ثم إليها و شعرتُ بوجهي يحمر
"لا لا .. مطلقاً
يمكنني فعلها بمفردي"
نفيتُ ذلكَ نفياً قاطعاً برأسي و دخلتُ الحمام أغلقهُ خلفي بسرعة
تساعدني في إرتداءِ ملابسي ؟
ماللعنة

أرتديتُ الملابسَ سريعاً و خرجتُ قبلَ أن تقرعَ البابَ مرةً أخرى الفتاةُ نظرتْ نحوي و أشارتْ لي بأن أجلسَ على الكرسي أمامَ المرآة لتصففَ شعري المبلل

ستيفانوس | stefanous حيث تعيش القصص. اكتشف الآن