مرآة

49 5 0
                                    

                                                                                      رجاء ترك تعليق
                                                                                               ♥ 


ينظر فيرى وجه يتأمل فيه لساعة دون أن يشعر. متشخص النظر في عينه المعاكسة له في المرآه، سكون تام حتى اثر تنفسه يكاد لا تلاحظه عين المراقبة، وقف ساحب شريط عمره من ثلاث عقود مضت بكل ما يتذكره منه، ويطوف بداخل عينيه الواسعتين مفتشا عن شئ يفتقده. تتقافز في عقله الفكرة تلو الآخرى، وكإنه يفتح أبواب لكلاب مسعورة تنبح ، يتغاطى ويسير بين كل تلك الافكاك التي تريد إلتهامه.باحثا عن روح قد تركها هناك في زاوية ما، يتذكر إنه تركها ملثمة ومصفدة من الايد والقدم وأغلق عليها باب أشبه بأبواب الخزانة في البنوك الدولية وكان ذلك مذ عقود.

لم ينسى ما أقترفه حيال روحه حين ذعن لرأي الجميع وأنتصر للكل ورضا بأن يكون هو المهزوم الوحيد، فكيف يتركوه ينتصر لروحه وهم عجزوا مسبقا، عجزهم جعلهم خائفين من كل إنتصار لروح من آخر، حتى لا يظهرون خائنين أمام مرآتهم. فكان لا بد من محاربة كل من ينتصر لروحه ويرفض الظلم الواقع عليها.

قد تأخر كثيرا حتى نسى ملامحها وطباعها وسط كل هذا الزحام من الأفكار والمشاعر المصطنعة والعبارات المقولبة الجاهزة. يفتش ويفتش ولا يصل لهناك.
فكيف يبحث المرأ على ما يجهل ملامحه!

كل يوم في نفس الساعة يذهب أمام المرآه ليرى وجه غريب قد يكون مختلف عن وجه السابق ولكن يجمعهم هم واحد البحث عن الروح.

مرآةWhere stories live. Discover now