(1) خيانة

748 41 25
                                    

كان السرور والبهجة يطغيان على الخوف، مع كل تلويحة من الرمّاحة، أو صد ناجح من المدافع، تزداد معه ثقة المجموعة بنفسها. لا شك أن كهف الثعابين رغم أعدادهم المهولة، في مستوى مناسب لزيادة قدرات المجموعة.

قلقهم المتعاظم قبل الدخول أثقل ظهورهم، دفعهم لارتكاب الأخطاء، دفاعياً وهجومياً، لكن بمجرد اعتياد المدافع على الصد، أصبح تسديد ضربة قاتلة شيئاً سهلاً، بل غايةً في السهولة.

كانت المجموعة تتكون من ثمانية أفراد، أربعة من مملكة (هووك وينج) والأربعة الآخرين، هم الأبطال الذين تم استدعائهم وتدريبهم، ثم رفع مهاراتهم في الغابات القريبة، لكن منفردين، هذه إنما تعد أول عملية جماعية لهم.

وحشٌ بعد آخر بدأت الرمّاحة تعرف متى عليها القفز للخلف، ومتى تندفع بطعنة أمامية، متى تلوّح برمحها مدبب الرأسين، ومتى تُلهي الوحش عن الساحر ليُلقي تعويذة ناجحة.

بدأ كذلك الساحر يصبح أكثر فعالية في اختيار نوعية السحر حسب الموقف، فقد كان يلقي تعاويذ سريعة الإلقاء طوال الوقت، ويرجع ذلك لتطوير مهارته واصطياده للوحوش منفرداً، لكن الآن هناك مدافع يستطيع إشغال الخصم بينما تُعَد التعاويذ الفعّالة.

طلب الساحر من المدافع والرمّاحة أن يجمعوا الوحوش في منطقة واحدة، وكان رابعهم هو رامي الأسهم، طلب منه كذلك قتل كل ما يقترب منه، وعلى الفور انطلق كلٌ من الرمّاحة والمدافع يركضان وتطاردهم الثعابين، وبينما يجمعانها لم تترك الثعابين الأخرى الرامي ليرتاح، فهاجمت من كل الزوايا والرامي يتدحرج من مكان لآخر ليحافظ على سلامة رفيقه وكي لا تُكسر تعويذته، حتى جمّعا عشرات الوحوش في المكان حيث طلاسم التعويذة واسعة المدى، وفور أن بدأت بالعمل حتى ألقى أحد سحرة المملكة تعويذة انتقال بسيطة سريعة لإبعاد الرمّاحة والمدافع. تغيرت علامات التعويذة المجتمعة على شكل دائرة، إلى عاصفة برق سفلية تضرب كل الوحوش في محيطها.

«ما رأيكم؟» قال الساحر.

«يا رجل، أنا أشفق على الثعابين هاها» قال المدافع بينما تهتاج حماسته.

انبهر جمع الأبطال من اقتياد جيش الثعابين بسلاسة لحتفهم، ولتلك القوة التي لم يروها مسبقاً من رفيق معركتهم، ربّتت الرمّاحة على كتفه، وأظهر الجميع فرحتهم بمدى قوة الرفيق.

«سيدي البطل الساحر، أهنئك على بلوغك هذا المستوى من القوة» قال أحد سحرة المملكة.

المانا التي استنفذت منه، كانت بلا شك كبيرة، لكنها تعادل ربع حجم المانا الكاملة، وما تبقى عادَلَ عاصفتين أُخرَتين، أما طاقة حياة كل منهم، فقد تضررت قليلاً، عدا المدافع الذي احتكر أغلب هجمات الخصوم وأغلب الضرر.

تقشّرت الأرض بفعل البرق، وزحف التقشر لأسفل الجدار، وارتفع مترين، كاشفاً عن جزء من حفريات مغطاة، لاحظها أحد السحرة في غمرة البهجة تلك، ومشى تجاهها، فعرف أن ذلك إنما باب يفصلهم عن غرفة أخرى من الكهف، كان ذلك عادياً وقد حدث عدة مرات.

المُستدعَى خطأ - Wrongly Summoned!Where stories live. Discover now