(الفصل الثامن)

14.2K 874 100
                                    


استطاع والتر تحديد مكان الجزيرة كونه ملك السحرة، ولأن حاكم الجزيرة مطمئنٌ أن لا أحد يستطيع أن يجدها، ضعفت التعويذة على مر السنين، ووجد والتر بها ثغرة مكنتهم من الدخول إليها دون أن يصيبهم أذى من نطاقها الكهربائي الذي يؤذي كل من يحاول التسلل إليها.

يسيران داخل القصر متجهان نحو قاعة العرش، يتبعهم الحرّاس تحسبًا لأي أمرٍ طارئ، وخوفًا من هذان الدخيلان عليهم.

يتأمل إيراكس القصر بانبهار من تصميمه الرائع وألوانه المنسجمة مع بعضها بعض تندرج بالأبيض والأزرق المحبب لكائنات البحر هذه.

وصلا للقاعة، تأمل إيراكس الملك بتمعن، عيناه الزرقاء وشعره الأسود الذي يتخلله الكثير من الشيب ولحيته كذلك الأمر مليئة بالشيب، ولم يزده ذلك إلا هيبةً ووقار.

ذكره الملك برفيقته إنه يشبهها، هل يعقل أن تكون من الأسرة الحاكمة؟ تساءل بحيرة، لكنه نفض هذه الأفكار من رأسه، سيعرف من تكون عاجلاً أم آجلاً.

حياهم الملك باحترام قائلاً " أهلا بكما في قصري المتواضع، أتشرف بهذه الزيارة، ولدي فضول لمعرفة سببها! "

تكلم إيراكس برزانة " أهلا بك حضرة الملك، يشرّفنا التواجد هنا داخل أراضيكم، ونعتذر عن اقتحام مملكتم دون إذنٍ مسبق لكن الأمر الذي جئنا به يستدعي ذلك"

ضيق الملك عينيه وقد أصابه الفضول من الأمر الذي يتكلم عنه هذا الشاب، فأردف بجدية " يسعدني لو عرفتماني بنفسيكما لنستطيع التحدث بشكلٍ أفضل"

خاطبه الساحر والتر قائلاً " أنا والتر ملك مملكة السحر وأتيت هنا لتقديم المساعدة لهذا الشاب، فالتعويذة المحيطة بالجزيرة قوية وليس أيًا كان يستطيع اختراقها "

أومأ الملك بتفهم ووجه نظره نحو إيراكس ينتظر منه أن يعرّف بنفسه، فهم الآخر نظراته وتحدث قائلاً "أدعى إيراكس ألفا قطيع الأشيب للمستذئبين"

عقد الملك حاجبيه بتفكير وأردف " لكن هالتك لا توحي بأنك مستذئب فقط؟ أليس كذلك! " سأله ببعض الحيرة والجدية

ابستم إيراكس لفطانةِ هذا الملك وذكائه وأجاب" أجل حضرة الملك أنا هجين ولست مستذئبًا فقط"

أومأ الملك بتفهم وبعد أن اتضحت الأمور أمامه، لم يود الخوض بالتفاصيل، فأكثر ما يشغل باله الآن هو الأمر الذي يريده منه هذا الألفا، تكلم معرفًا بنفسه "أدعى رودريك حاكم شعب أراكاج، وإذا كنت أستطيع مساعدتك ألفا إيراكس فلن أتوانى عن ذلك، تفضل وقل ما عندك"

تنحنح إيراكس يجلي حلقه قبل البدء بالحديث وأردف ببحة روجلية قوية "حضرة الملك لقد صادفت منذ مدة قصيرة فتاةً في الليل، واكتشفت أن هذه الفتاة هي رفيقتي المقدرة من قِبل آلهة القمر سيلين، لكن عند ما هممت بالحديث معها فرت هاربة على ظهر تنين باتجاه البحر، وبعد أن استفسرت عن الأمر علمت أنها تنتمي لشعبكم، فهل لي برؤيتها، بالنهاية ستصبح زوجتي واللونا لقطيعي، وأنا أبحث عنها منذ عدة سنين، ويسرني لو وافقت على طلبي هذا، وأعطيتني إياها أو عرفتني على عائلتها، أستطيع التفاهم معهم وإقناعهم، بأخذها إلى مجموعتي" أنهى حديثه وهو يرمق الملك بنظراتٍ متفحصة يستشف فيها ردة فعله على ما قاله.

لؤلؤة البحر (رباط)Where stories live. Discover now