(الفصل السادس)

ابدأ من البداية
                                    

استفاقت من شرودها وذكرى حديثها مع والدها على صوت تارا مسحت دمعتها التي تمردت من عينها بعد تذكر المشاحنة التي دارت بينهما، كانت تخبرها أنها اتنهت من حزم الأمتعة، أومأت الأخرى بصمت ولم تتكلم .

أخذت تارا تراقبها وقلبها يتمزق حزنًا على صديقتها وألمًا من فراقها .تنهدت بضيق لحالها الذي آلت أليه بعد قرار الملك

جلست بجانبها واحتضنتها، وهي تربت على ظهرها بحنانٍ بالغ، لم تمانع بيرال بل بادلتها العناق دفنت راسها بكتفها وأجهشت بالبكاء عله يخفف من وجعها وضيق صدرها.

حاولت تارا أن تبرر لها موقفه، وتظهر لها محاسن المدرسة، وأن التدريب سيجعلها أقوى من قبل وإن التعليم سيغدو منها أميرة حكيمة في جميع المشاكل التي تواجهها في حياتها، وكثير من الكلام الإيجابي، لكن بيرال فقط تبكي دون أي كلمةٍ تذكر .

ابتعد بيرال عن حضنها بعد أن أحسّت أنها أفضل من قبل أراحها هذا العناق كثيرًا، شكرت تارا بهمس، واستقامت واقفة متجها إلى الخارج أوقفتها تارا بسؤالها "الى أين أميرتي؟!"

أجابت بيرال بصوت خافتٍ مبحوحٍ من البكاء دون أن تلتفت إليها : "سأذهب إلى والدي"

تابعت سيرها خارج الغرفة دون أن تنتظر رد الأخرى.

_________________________________________
إيلا

أنهينا تدريبنا أنا وإيما لقد كان شاقاً فعلاً، وأيضًا ليس من السهل تدريب الأطفال، إنهم عنيدون والبعض منهم كسول وآخر يتقاعس عن التدريب.

لكن يوجد بينهم من هو حيَوي ومواظب على الاجتهاد فيه، وذلك يشجعنا كثيرًا، عندما نرى أنهم متحمسون ومصممون لتعلم فنون القتال، يزيدنا ذلك حماسًا لتدريبهم بشكل أفضل.

مشينا عائدتان للمنزل لنأخذ حمامًا دافئًا بعد كل هذا الجهد، دخلتْ كل واحدة غرفتها كي تريح عضلاتها المشدودة قليلاً، أخذتُ منشفتي الزرقاء وشرعت في نزع ملابسي داخل الحمام، انسابت المياه الدافئة على جسدي، لكم يشعرني ذلك بالاسترخاء والراحة، انتهيت بعد مدة ليست بقصيرة، وخرجت مرتديةً بنطالاً أبيض وقميصًا من اللون البنفسجي الجميل،
قفزت على سريري لأخذ قسطٍ من الراحة.

بعد مدة من الزمن زفرت أنفاسي بضيق أتقلب يمينًا ويسارًا، يبدو أن النوم لا يرغب في زيارتي الآن.

إذ بقيت في هذه الغرفة دقيقةً أخرى سيقتلني الملل، سأذهب لأرى أختي ماذا تفعل، علّها تنقذني من هذا الملل، ليس لدي أصدقاءٌ مقربون هنا، لأن جميع الفتيات يصاحبنني لمصالحهن، وأنا لا أُكوّن صداقةً زائفة مبنية على الكذب والخداع وتبادل المصالح، إن من أكثر الصفات التي أمقتها وبشدة هي الكذب! ثم الكذب ثم الكذب.

وصلت لغرفة إيما ودخلت من دون استأذان كعادتي، رأيتها مستلقية على سريرها ممسكة بأحد كتبها ذات الطلاسم الغريبة التي لا أفقه فيها شيئاً.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن