الفصل السادس عشر

9.8K 343 19
                                    

رواية "بَراثِنُ الذَّئِابُ"
الجُزء الثاني من رواية "عَلَى ذِمَّة ذِئَبٌ"

"الفَصْلُ السَّادِسُ عَشَرَ"

ران الصمت على المكان بضع ثواني بعد أن نطقت بإسم كلاً منهم، حاولت أن تتماسك أمامهم ولكن ظل جسدها يرتعش من كثره التوتر والقلق والخوف الذي أعتراها منذ بداية علمها بخبر الحادثة، دنى منها "إيهاب" مردداً :
_تعالي يا روان، إحنا عايزين بس نتكلم معاكي في حاجة.

أومأت رأسها قبل أن تسير خلفه، خرج "عز الدين" من الغرفة ثم أستدار ليكون في مواجهتها، رمقها بتمعن بينما كانت تشعر بإضطراب لا تعلم سببه، سألها بجدية بالغة :
-إيه إللي جابك المستشفى هنا يا روان؟؟..

ردت عليه بدون أن تفكر مرتين :
_كنت لازم أبقى معاه زي ما هو فضل معايا.

تسائل "إيهاب" بنبرة هادئة :
_طب وإنتي إيه أخبارك؟؟!!.

أجابت على سؤاله في شئ من الإضطراب :
_الحمدلله يا مستر إيهاب.

رفع حاجبيه للأعلى وهو يتمتم بإبتسامة صغيرة محاولاً أن يبث بداخلها الطمأنينة :
_طيب بلاش توتري نفسك، إحنا مش هنعملك حاجة، فـ أهدي يا روان، ده كمان عشان خاطر صحتك.

هبطت دموعها بغزارة وهي تشهق باكية، لم تستطع حقًا الصمود، أستندت بيديها على الحائط وصورته لا تريد أن تفارق عينيها، شعرت بتأنيب الضمير يجتاحها بعد حديثها معه بتلك الطريقة القاسية، أقترب منها "عز الدين" ثم قال لها بنبرة حاول إخراجها هادئة :
_ممكن تهدي وتقوليلي إنتي بتعيطي ليه؟؟..

تطلع "إيهاب" إليها بحيرة وهو يقول :
_مالك يا روان؟؟..

تحولت نظرات "عز الدين" إلى الغموض، ضيق عينيه وهو يتسائل في شئ من المكر والخبث في آن واحد :
_روان، هو إنتي بتحبيه ؟؟..

أبتعدت عن الحائط وقد أضطربت إضطربًا شديدًا، لقد أصاب الموضع الحساس بداخلها، بلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول أن لا تنظر ناحية عينيه مجيبه بإرتباك واضح :
_لأ مش بحبه.

دس يديه بداخل حسب بنطاله متابعًا بإبتسامة جانبية توضح مدى مكره :
_أومال بتعيطي ليه أوي كده ليه؟؟..

هتفت وهي تكفكف عبراتها بظهر يدها :
_يا مستر عز، البني آدم ده أنقذني مرتين من الموت، في وقت أنا مكنش ليا أي حد فيه، دلوقتي لما أشوفه بين الحياة والموت، المفروض طبعاً أزعل جداً عليه!!...

ظلت إبتسامة ماكرة غامضة مرتسمة على وجهه، بينما هتف "إيهاب" وهو يشير بيده :
_طيب خلاص، لو عايزة تدخلي الأوضة تقدري تدخلي.

نظرت ناحية رب عملها لكي تأخذ منه الأذن، فـ حرك رأسه بخفة وعينيه ثابتة عليها، سارت صوب الغرفة وهي تمسح دموعها مرة أخرى التي تساقطت بغزارة، التفت "إيهاب" له بملامح متهجمة متسائلاً بصوته الأجش :
_إيه يا عز!!.. إزاي تسألها سؤال زي ده؟؟..

«بَراثِنُ الذَّئِابُ» ج٢ Where stories live. Discover now