هاته المرة ترآى لهاينريهي نبوءة تتمحور حول فتاة محددة وولي العهد الذي هو بن ادوارد الواقف بجانبه حاليا، الهدف منها الآن هو السيطرة على تلك البوابات المنفتحة على بقية العوالم والتي يسفر عنها عدة مشاكل؛ منها اختلاط الفصائل والأعراق وقيام عدة صراعات بين بقية المتحولين بجانب هجمات الوحوش المتكررة.

زفر ادوارد ببعض العصبية وولى ظهره للمسن قائلا بجدية.

-حسنا أنا مضطر لإجباره كالعادة كما تعرف.

لوح بيده بعدم اهتمام تاركا الآخر خلفه يحدق بابتسامة ذات مغزى وقبل مغادرته الغرفة نهائيا تمتم هاينريهي بلحن خافت.

-وأنا سأختفي حتى حين تظهر نبوءة أخرى، لدي حدس أنها لن تستغرق مئة سنة كالعادة.

التفت ادوارد بتفاجؤ حينها، غير أنه وجده قد اختفى بالفعل ولم يعد له أثر؛ إنه حقا ينفذ كلامه بسرعة، هز كتفيه بقلة حيلة وتابع مسيره مغلقا الحُجرة.

توقفت قدماه أمام باب خشبي نقش عليه شعار غريب، كأس مائلة تنساب منها بضعة قطرات يعلوها سيف، فتحه بقواه فقط وولج لمكتبه فوقع بصره مباشرة على الفتى -الذي لمحه في الحديقة مسبقا- يجلس على حافة النافذة الدائرية ويراقب الحارسان اللذان لاحقاه بتعابير مستمتعة.

استدار ناحية ادوارد فور دخوله ليستقيم ممددا جسده بتكاسل ونبس في غير اهتمام.

-يا مرحبا أبي، لقد كنت في انتظارك.

رمقه والده بملامح مرتابة لبرهة سرعان ما تنهد بيأس وسار ناحية مكتبه يرتب تلك الأوراق الفوضوية التي على الأرجح عبث بها ابنه ونطق بجمود.

-أنت عليك التوقف عن اللهو أندرياس.

-ما الذي تقص...

-أنت ستتزوج.

وقد كانت هاته الجملة كسكب ماء بارد على رأسه.

في بقعة مغايرة تماما عن هاته المملكة، وبالضبط على الطريق الرئيسي للعاصمة برلين، سيارة سوداء بها سائق خاص وخلفه فتاة بشعر بني فاتح طويل وعيون عسلية أعلاها حواجب رقيقة، ميزتها خدودها الممتلئة وأنف بقاعدة متوسطة صحبة شفاه رفيعة.

بدت متوترة بشدة، إذ تعض شفاهها دون إرادة منها وتعبث بأصابعها كما تهز ساقها اليمنى مرارا، تنفست بقوة محاولة تهدئة ذاتها لكنها جفلت في دهشة بعدما ناداها السائق بغتة.

-لقد وصلنا آنستي.

نظرت له بصدمة ثم حولت بصرها لخارج النافذة لتلمح ذاك المبنى الذي يخص مدرستها الثانوية، ابتلعت رمقها بنظرة مترددة ونزلت من السيارة بقلب مضطرب.

زفرت بقوة مجددا وهمست لنفسها بتشجيع بينما تقضم شفتها

-بحقك آيلا، ما الذي سيكون سيئا بأول يوم مدرسي لك.

توجهت بخطوات حاولت جعلها ثابتة للداخل مضيفة باندفاع

-نعم سيمر كل شيء على خير، وربما أتعرف على أشخاص...

لم تتم كلامها بسبب تعثرها المباغت جراء الأرضية المبللة، وقد أصبحت مركز تحديقات كل المتواجدين في الرواق، ملامحها أضحت تشتعل من الإحراج كما ساورتها رغبة عارمة في البكاء الآن.

كفتاة تعاني من رهاب اجتماعي فهذا من أسوأ المواقف التي قد تقع فيها، أن تكون محط اهتمام وخاصة بسبب تعثرها كالخرقاء حتى أن لافتة تحذير كانت بجانبها مباشرة ولشرودها فلم تلحظها.

ساعدها عامل النظافة فقط بينما البقية عادوا لما يفعلونه ورغم أنه لم يسخر منها أحد فقد أحست أن جميعهم يستهزؤون بها في عقولهم.

نظرت لتنورتها بملامح عابسة، إذ أصبحت مبتلة بالكامل ولا تدري حتى كيف ستجففها الآن، هاته بالفعل ليست بداية موفقة ورغم ذلك لم تثبط عزيمتها وأقنعت نفسها بأن هذا اليوم سيكون جيدا وإن كانت بدايته كارثية.

عقدت سترتها على خصرها حتى لا يلاحظ أحدهم تنورتها المبللة وتوجهت لصفها راكضة، وتأمل حقا أن تجد ولو فتاة واحدة لتشكل معها علاقة صداقة وإن كانت سطحية.

دخلت الفصل بأنفاس لاهثة ونظرت حولها لتفاجأ أن زملاءها قد كونوا مجموعات مسبقا وكل واحدة يدردشون مع بعضهم لذلك فكرت أنهم جميعا أصدقاء قدامى ولا مكان لها بينهم؛ غير دارية أنهم يتعرفون على بعضهم ليس إلا ولو انضمت لهم لما رفضوا.

جلست في آخر مقعد بتعبير محبط ووضعت السماعات في أذنيها ثم استندت ضد الطاولة محاولة عدم تذكر ذاك الموقف المحرج، ولكن أكيد ينتهي بها الأمر بالتفكير به.

أظهرت ملامح شبه باكية وأباحت محدقة للسماء بعيون متحسرة.

-أتمنى أن تحصل معجزة لتتغير شخصيتي الخرقاء هاته.

تمتمت هاته الأمنية برجاء بالغ غير عالمة أنه لربما ستكون هاته المعجزة من أغرب ما رأته.

....

الفصل 1 عُدّل✅

أراهن أن أي شخص قرأها قبل التعديل سيلاحظ الاختلاف الشاسع بين النسختين👀 ولكن لهذا التغيير أسبابه ..الفصول الأخيرة لن يشملها هذا التغيير الهائل بل لربما لن أعدل منها إلا أشياء طفيفة لتناسب سياق الرواية.

سأفتقد النسخة القديمة فقد كانت أكثر
كوميدية ( T~T)
                                

A vampire's love ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن